قالت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية إن شركة أبوظبي للطاقة النظيفة "مصدر" استأجرت فريقا من جماعات الضغط في الولايات المتحدة للدفاع عن عمل الإمارات في استضافة قمة الأمم المتحدة للمناخ (كوب 28) هذا العام بعد انتقادات من نشطاء حماية البيئة والسياسيين.
وأوضحت الصحيفة في تقرير لها نشرته يوم السبت، أن شركة العلاقات العامة "فيرست إنترناشيونال ريسورسز" ستحصل شهرياً على 100 ألف جنيه إسترليني (حوالي 466 ألف درهم إماراتي) لمدة ستة أشهر لتعزيز سمعة الإمارات بين "الجماهير الغربية"، وفقا لنسخة من عقد الشركة المقدم إلى وزارة العدل الأمريكية بموجب قواعد الضغط على العملاء الأجانب، والذي نشرته وزارة العدل هذا الشهر.
وقال العقد إن الشركة تم التعاقد معها من قبل شركة مصدر للطاقة المتجددة. ويرأس "مصدر" سلطان الجابر الرئيس المعين لمؤتمر المناخ (كوب 28)، وهو أيضا رئيس شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك).
وقال العقد إن هدف فيرست إنترناشيونال هو "حماية" مؤتمر كوب 28 والجابر من "أي انتقاد محتمل" وحشد الدعم من "الأفراد ذوي النفوذ السياسي". وتتخصص الشركة في اتصالات الأزمات، وفقا لموقعها على الإنترنت.
بالإضافة إلى العمل بشخصية سلطان الجابر، ستقوم شركة العلاقات العامة بالرد على التقارير الصحفية السلبية وتجنبها.
وقال العقد الدولي الأول إن تعيين جابر رئيسا لكوب 28 "ولّد مقاومة متوقعة من نشطاء المناخ في الغرب". وفي مايو، دعا أكثر من 100 سياسي غربي الإمارات إلى إقالة جابر، الذي يحظى بثقة وتأييد أبوظبي، من منصبه.
كما تعرضت الإمارات لانتقادات بسبب دورها كمنتج للوقود الأحفوري، وبسبب المخاوف بشأن سجلها في مجال حقوق الإنسان.
استهداف النخب
وفقا للعقد ، ستقوم الشركة الأمريكية بإجراء استطلاع لعامة الناس و"النخبة" في الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة وإسبانيا وثلاث دول أخرى. وستستخدم النتائج لتوليد "حملة تثقيفية استباقية" والتأثير على المسؤولين المنتخبين.
كما أنها ستسعى إلى تجنيد "أفراد وجماعات ذات نفوذ سياسي" "لتعزيز الصورة والمصالح العامة لكوب 28".
وأدرج العقد المنتدى الاقتصادي العالمي ومؤسسة كارنيغي للسلام الدولي ومركز الدراسات الاستراتيجية والدولية ضمن مراكز الفكر التي يمكن أن تستهدفها الشركة الأمريكية.
بالإضافة إلى ذلك، قال العقد إن شركة العلاقات العامة يمكنها أيضا تنشيط أو تعبئة اتصالاتنا داخل 'المؤسسة اليهودية الأمريكية' للمساعدة في دعم الأهداف العامة للحملة"، بالإضافة إلى استخدام نفوذها لعقد اجتماعات مع أعضاء الكونغرس الأمريكي وإدارة الرئيس جو بايدن.
ووفقاً لفايننشال تايمز، فإن هذا التعيين يعد أحدث خطوة في محاولة أبوظبي لتعزيز مكانتها البيئية. كما عينت ديفيد كانزيني، المساعد السابق لرئيس الوزراء البريطاني السابق بوريس جونسون، لتقديم المشورة الاستراتيجية.
ولم يرد مكتب "كوب28" و"مصدر" وشركة العلاقات العامة الأمريكية "فيرست إنترناشيونال ريسورسز" على طلبات فايننشال تايمز للتعليق.
ومن المقرر أن ينطلق المؤتمر في دبي، من 30 نوفمبر وحتى 12 ديسمبر 2023.