نفذ عدد من النشطاء اليوم السبت، مظاهرة في قمة الأمم المتحدة للمناخ "كوب 28" COP28 بدبي، للمطالبة بإطلاق سراح نشطاء حقوق الإنسان المعتقلين في الإمارات ومصر.

وحمل المتظاهرون لافتات تحمل صورة الناشط الإماراتي أحمد منصور والناشط المصري المؤيد للديمقراطية علاء عبد الفتاح، وهي جزء من احتجاجات مقيدة بشكل لا يصدق، ولكنها لا تزال غير مسبوقة، يسمح لها بالحدوث داخل الإمارات من داخل المنطقة الزرقاء التي تديرها الأمم المتحدة للقمة، وفق وكالة أسوشييتد برس.

مخاوف من القمع

ومع ذلك، قبل المظاهرة، التي نظمتها منظمة العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش، اضطر المتظاهرون إلى طي اللافتات التي تحمل أسماء المعتقلين الإماراتيين، حتى بعد أن شطبوا بالفعل رسائل عنهم.

جاء الأمر قبل 10 دقائق تقريبا من الموعد المقرر لبدء الاحتجاج من الأمم المتحدة، التي قالت إنها لا تستطيع ضمان أمن المظاهرة، كما قالت جوي شيا، الباحثة في هيومن رايتس ووتش.

ونقلت "أسوشييتد برس" عن شيا قولها "إنه مستوى صادم من الرقابة في مساحة تم ضمان حماية الحريات الأساسية مثل حرية التعبير والتجمع وتكوين الجمعيات".

وقالت الوكالة إنه أثناء حديثها خلال الاحتجاج، كان على شيا أيضا تجنب تسمية الإمارات ومصر كجزء من قواعد الأمم المتحدة.

ولم تستجب الحكومة الإماراتية وفريق COP28 على الفور لطلب التعليق.

وأثار منصور، الحائز على جائزة مارتن إينالز المرموقة للمدافعين عن حقوق الإنسان في عام 2015، غضب السلطات في الإمارات مرارا وتكرارا، داعيا إلى حرية الصحافة والحريات الديمقراطية في البلاد.

وأشارت الوكالة إلى أن منصور كان قد استهدف ببرامج تجسس إسرائيلية على هاتفه الآيفون في عام 2016 من المحتمل أن تكون الحكومة الإماراتية قد نشرتها قبل اعتقاله في عام 2017 والحكم عليه بالسجن لمدة 10 سنوات بسبب نشاطه.

كما رفع المتظاهرون صورة محمد الصديق، المعتقل في سجون أبوظبي كجزء من حملة القمع. وكان من المقرر أن يتم الاحتجاج قبل أيام، لكن المفاوضات مع مسؤولي الأمم المتحدة استمرت – على الأرجح بسبب حساسية حتى ذكر أسماء المعتقلين في البلاد.

أما المصري عبدالفتاح، الذي برز خلال انتفاضات الربيع العربي المؤيدة للديمقراطية عام 2011، محورا رئيسيا للمتظاهرين خلال COP27 العام الماضي في شرم الشيخ، مصر، حيث توقف عن تناول الطعام وشرب الماء احتجاجا على اعتقاله. وقد أمضى معظم العقد الماضي في السجن بسبب انتقاده لحكام مصر.

ومنذ عام 2013، شنت حكومة الرئيس عبد الفتاح السيسي حملة على المعارضين والمنتقدين، وسجنت الآلاف، وحظرت الاحتجاجات تقريبا، وراقبت وسائل التواصل الاجتماعي. لم يفرج السيسي عن عبدالفتاح على الرغم من حصوله على الجنسية البريطانية أثناء سجنه وتدخلات نيابة عنه من قادة العالم بمن فيهم الرئيس الأمريكي جو بايدن.

وفي الوقت نفسه، نظم المتظاهرون اعتصامات لفترة وجيزة في منصة أوبك بسبب رسالة مسربة تدعو الدول الأعضاء في المنظمة إلى رفض أي محاولة لإدراج التخفيض التدريجي للوقود الأحفوري في أي نص في القمة.

إلغاء فعالية إسرائيلية

وألغى المنظمون حدثا لاحقا حول الأمن الغذائي نظمه مركز هيشل للاستدامة، وهو منظمة إسرائيلية، بعد أن أراد نشطاء مؤيدون للفلسطينيين يرتدون الكوفية الحضور.

وألقت الحرب الإسرائيلية على غزة بظلالها على محادثات المناخ الجارية، مع مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين وتعليقات من قادة العالم.

ويشن جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر المنصرم، حربًا مدمرة على قطاع غزة، خلّفت حتى مساء الجمعة، 17 ألفا و487 شهيدا، 70 بالمئة منهم من الأطفال والنساء، بالإضافة إلى 46 ألفا و480 جريحا، فضلا عن دمار هائل في البنية التحتية و"كارثة إنسانية غير مسبوقة"، بحسب مصادر رسمية فلسطينية وأممية.