أحدث الأخبار
  • 09:49 . "هيومن رايتس ووتش" تدعو الحكومات لمراقبة جلسة الحكم في قضية "الإمارات 84"... المزيد
  • 09:31 . ندوة حقوقية تسلط الضوء حول كيفية استخدام أبوظبي لإجراءات "سحب الجنسية" كأداة لعقاب المعارضين... المزيد
  • 09:27 . الأمم المتحدة: محاكم "إسرائيل" بالضفة توفر غطاء لتعذيب الفلسطينيين... المزيد
  • 08:43 . القسام تبث مشاهد لإيقاع قوة إسرائيلية في كمين محكم بالشجاعية... المزيد
  • 08:36 . وزير الخارجية السعودي: الاعتراف بدولة فلسطين مسار السلام بالمنطقة... المزيد
  • 07:17 . سرايا القدس: بعض الأسرى الإسرائيليين بغزة حاولوا الانتحار... المزيد
  • 07:06 . أدنوك ومجموعة "إي آند" تبرمان شراكة لبناء شبكة لاسلكية مخصصة لقطاع الطاقة... المزيد
  • 12:59 . "إيسيسكو" تعتزم إصدار ميثاق العالم الإسلامي للذكاء الاصطناعي... المزيد
  • 11:20 . الاحتلال الإسرائيلي يبدأ إخلاء بؤرة استيطانية "غير قانونية" في الضفة الغربية... المزيد
  • 10:31 . إيطاليا: أزمة البحر الأحمر أثرت على نظامنا التجاري بأكمله... المزيد
  • 10:25 . أصوات ديمقراطية تطالب بايدن بالانسحاب من السباق الرئاسي بعد مناظرته أمام ترامب... المزيد
  • 10:20 . عبدالله بن زايد يؤكد لـ"بلينكن" دعم أبوظبي لجهود وقف إطلاق النار في غزة... المزيد
  • 10:18 . تركيا تهزم النمسا وتتأهل للقاء هولندا في دور الثمانية ببطولة أوروبا... المزيد
  • 09:58 . منظمة حقوقية: أبوظبي استخدمت بشكل منهجي "تجريد الجنسية" لقمع الناشطين... المزيد
  • 09:28 . الأرصاد يتوقع انخفاض درجات الحرارة في الإمارات غداً... المزيد
  • 09:26 . مقتل ما لا يقل عن 107 أشخاص في حادث تدافع بالهند... المزيد

خبراء ومحللون: الخلاف بين بايدن ونتنياهو يؤكد فشل الاحتلال في تحقيق أي إنجاز عسكري ضد حماس

الجزيرة – الإمارات 71
تاريخ الخبر: 13-12-2023

يعتقد خبراء ومحللون سياسيون أن تصريحات الرئيس الأميركي جو بايدن الأخيرة بشأن فقدان الاحتلال الإسرائيلي الدعم الدولي وضرورة تغيير حكومة بنيامين نتنياهو، تعكس تحولا كبيرا في موقف الولايات المتحدة من الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وأنها ربما تكون بداية تسويات كبرى.

وجاءت تصريحات بايدن بعد مكالمة أجراها مع نتنياهو يوم الاثنين ويبدو أنها وسّعت الفجوة بين موقفي الرجلين من الحرب ومن مستقبل القضية الفلسطينية، حيث خرج كل منها بتصريحات تناقض الآخر.

ففي حين أكد الرئيس الأميركي أن "وجود اليهود بات على المحك حرفيا" وفق تعبيره، خرج نتنياهو قائلا إن الشخص الوحيد الذي يصلح لرئاسة الحكومة الإسرائيلية حاليا هو الشخص الذي يمكنه معارضة الضغوط الأميركية.

وتعليقا على تصريحات بايدن، قال أستاذ العلاقات الدولية خليل العناني إنها تمثل تحولا كبيرا في الموقف الأميركي، وإنها تنم عن فقدان واشنطن الصبر إزاء الحرب المتواصلة على غزة منذ أكثر من شهرين.

وخلال مشاركته في برنامج على قناة الجزيرة الإخبارية، عزا العناني هذه التصريحات إلى فشل "إسرائيل" في تحقيق أي إنجاز عسكري حتى اللحظة، سواء فيما يتعلق بالقضاء على المقاومة أو تحرير الأسرى والمحتجزين، مع عدم وجود أفق عسكري للحرب.

وبالتالي، فإن تصريحات بايدن -برأي العناني- تمثل فقدان الثقة الأميركية إلى حد كبير في قدرة "إسرائيل" على تحقيق إنجاز عسكري، كما أنها تؤكد تزايد عزلة تل أبيب دوليا وتراجع الدعم الدولي لها بسبب الكلفة الإنسانية الكبيرة التي يدفعها أهل غزة.

وبالتزامن مع هذه التصريحات، أصدرت حكومات كندا وأستراليا ونيوزيلندا بيانا مشتركا دعمت فيه حق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم ورفض التهجير القسري ووجود أي احتلال جديد بالمنطقة، وأعربوا عن أملهم في استعادة وقف القتال بشكل دائم.

لكن التحدي الحالي -كما يقول العناني- هو أن تتحول الأقوال الأميركية إلى أفعال؛ لأن البيت الأبيض سبق وأن تراجع عن تصريحات لبايدن وقال إنها فسرت بطريقة خاطئة.

إلى جانب ذلك، فإن الرهان حاليا يتمثل في ممارسة واشنطن ضغوطا فعلية -معلنة أو غير معلنة- على تل أبيب من أجل وضع حد لهذه الحرب، وهذا ما ستكشف عنه الأيام المقبلة، حسب العناني.

أما الخبير في الشأن الإسرائيلي محمد هلسة فيرى أن هذه التصريحات تمثل ضربة لـ"إسرائيل" التي ملأت العالم بحديث ينم عن الغرور خصوصا فيما يتعلق بموقف نتنياهو من السلطة الفلسطينية، والذي يناقض موقف واشنطن بشكل كامل.

ويعتقد هلسة أن واشنطن منحت تل أبيب وقتا كافيا للنزول من فوق الشجرة، ولكنها أدركت الآن أن "إسرائيل" ستجرها لمزيد من المعارك والخسارات الداخلية والخارجية، وفق هلسة.

كما أن الحديث الأميركي عن ضرورة تغيير حكومة الاحتلال الإسرائيلية -كما يقول هلسة- يتماشى مع موقف بايدن من نتنياهو وحكومته المتطرفة قبل السابع من أكتوبر الماضي، وخصوصا فيما يتعلق بعمليات القتل والاستيطان في الضفة الغربية.

وعن تعامل الاحتلال الإسرائيلي مع هذا التحول الأميركي، قال هلسة إن تل أبيب "تدرك أنه لا وزن لها دون غطاء أميركي، وبالتالي ربما نجد تصدعا سياسيا في داخل إسرائيل".

أما الباحث الأول بمركز الجزيرة للدراسات لقاء مكي، فقال إن تصريحات بايدن متوقعة لكنها جاءت مبكرة، معربا عن قناعته بأن دعوة بايدن "ليست لتغيير الحكومة وإنما لتغيير نتنياهو".

ويرى مكي أن المطلوب حاليا من وجهة النظر الأميركية "هو حكومة تنهي الحرب ولا تتحدث عن محو حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وتسعى لتحقيق المقاربة الأميركية"، مضيفا أن "نتنياهو وصل لمرحلة الجنون وبدأ يقفز للأمام مخالفا مقاربات وشروط واشنطن".

ورغم أن تغيير الحكومة في ظل الحرب يحمل قدرا كبيرا من الخطر فإنه ممكن إذا كانت هناك ضغوط أميركية، كما يقول مكي، الذي شدد على خطورة حديث بايدن عن مصير الشعب اليهودي.

وقال مكي إن هذه الحرب أصبحت تهدد بزوال "إسرائيل" فعليا وليس مجازا، مؤكدا أن حديث بايدن عن هذا الأمر مقصود وأن الأمور وصلت إلى مرحلة التسويات الكبرى، على ما يبدو.

الرأي نفسه ذهب إليه العناني بالقول إن بايدن "يحاول إنقاذ إسرائيل واليهود عموما من نتنياهو خصوصا في ظل حالة الإجماع الدولي على وقف الحرب والذي تجلى في جلسة مجلس الأمن الدولي الأخيرة".

لكن العناني جدد التأكيد على أن الأمور بحاجة لأفعال أميركية وليس كلاما؛ لأن واشنطن ما تزال تزوّد تل أبيب بأسلحة فتاكة وتستخدم حق النقض (الفيتو) ضد أي قرار لوقف الحرب.

ويرى العناني أن تصريحات بايدن "هي بداية مرحلة جديدة من الحرب"، لكنه يرى أيضا أن التحدي حاليا هو عدم وجود خطة أميركية لما بعد الحرب، مؤكدا أن واشنطن دخلت الحرب دون خطة وكانت تريد فقط استعادة الهيبة الإسرائيلية والأميركية.

وفي ظل هذه التغيرات، يقول هلسة إن نتنياهو سيواجه مزيدا من الغضب الداخلي والتحديات السياسية، في ظل تراجع الغطاء الأميركي الذي كان يتحرك تحته ليس فقط بسبب غزة وإنما أيضا بسبب سلوكه المناقض لرؤية واشنطن في الضفة الغربية التي باتت مرشحة للانفجار هي الأخرى، حسب قوله.

وعن مستقبل الحرب في ظل هذه التحولات، قال مكي إن إسرائيل فقدت هيبتها وسرديتها وصورتها الأسطورية بسبب صمود المقاومة والشعب الفلسطيني، معربا عن قناعته بأن هذه الحرب "لن تنهي إسرائيل لكنها قد تكون خطوة في هذه الطريق".

وأضاف مكي "الولايات المتحدة دولة براغماتية في النهاية وما يقوم به نتنياهو حاليا في غزة والضفة الغربية ليس إلا محاولة لتوريط أميركا في حرب أوسع بالمنطقة من أجل البقاء في منصبه، وبالتالي فإن واشنطن ستحاول الخروج من أزمة الطلبات المستحيلة التي دخلتها".

وخلص مكي إلى أن ما قاله بايدن "ليس مجرد تصريحات وإنما هو موقف تم اتخاذه بالفعل، لأنه جاء بعد تصريحات مشابهة لمسؤولين أميركيين وبعض تحد واضح من نتنياهو لما تريده واشنطن سواء في غزة أو الضفة".