كشفت وكالة "بلومبيرغ" الأمريكية عن ضغوطات تمارسها أبوظبي على واشنطن، من أجل تنفيذ عمل عسكري ضد جماعة الحوثي في اليمن، على خلفية الهجمات على السفن المتوجهة إلى دولة الاحتلال الإسرائيلي في البحر الأحمر.
ونقلت الوكالة، عن مسؤول يمني مقرب من أبوظبي، أن "الإمارات تضغط من أجل القيام بعمل عسكري ضد الحوثيين، كما تريد من الولايات المتحدة إعادة تصنيفهم على أنهم جماعة إرهابية".
وقالت إليونورا أرديماني، الخبيرة في شؤون اليمن وزميلة الأبحاث الأولى بالمعهد الإيطالي للدراسات السياسية الدولية لـ"بلومبيرغ": "يعتقد الإماراتيون أنه يجب تقييد الحوثيين وتقويضهم وإضعافهم".
وأشارت إلى وجود تباين بين بعض دول الإقليم، إزاء التعامل مع هجمات الحوثيين في البحر الأحمر، الأمر الذي يعقّد مهمة الولايات المتحدة في مواجهة التهديدات التي يفرضها الحوثيون.
كما نقلت الوكالة أن الولايات المتحدة "تفكر في اتخاذ إجراء عسكري ضد الحوثيين، وضمن ذلك توجيه ضربات ضد أهداف الجماعة، لكنها لا تزال تفضل الدبلوماسية"، وفقاً لموقع "الخليج أونلاين".
ولفتت إلى أن البيت الأبيض يتواصل مع الحوثيين عبر سلطنة عُمان، ووسطاء آخرين؛ لحثهم على وقف هجماتهم على السفن المتجهة لـ"إسرائيل"، في حين قال رئيس وفد الجماعة التفاوضي محمد عبد السلام إن "هناك تواصلاً مع الدول الفاعلة والمؤثرة، والهدف تحقيق الأهداف المعلنة المتمثلة في فك الحصار عن غزة ووقف العدوان عليها".
وأضاف في تصريحات صحفية، أن "قضية فلسطين لا تقبل المساومة، ولا يمكن القبول بما يحصل في غزة"، مؤكداً أن "العمليات في البحر الأحمر تستهدف السفن الإسرائيلية، والمرتبطة بالموانئ المحتلة فقط".
وأجبرت هجمات الحوثي التي كان آخرها اليوم، عدداً من شركات الشحن العالمية، على وقف عملياتها في البحر الأحمر وباب المندب؛ الأمر الذي تسبب بأضرار كبيرة لاقتصاد "إسرائيل"، وأربك أسواق الطاقة في أوروبا.
وفي وقت سابق اليوم، أعلنت شركة "إيفرغرين" التايوانية للملاحة، وعملاقة تجارة حاويات الشحن البحري، إيقاف قبول البضائع الإسرائيلية بشكل مؤقت، على خلفية هجمات الحوثيين في البحر الأحمر.
كما أعلنت شركة بريطانية متخصصة بالطاقة والوقود، أنها تخطط لتعليق مسار ناقلاتها النفطية عبر مسار البحر الأحمر.
وذكرت شركة "بريتش بتروليوم"، في بيان لها، أنه "في ضوء الوضع الأمني المتدهور في البحر الأحمر، قررت الشركة تعليق جميع عمليات العبور عبر البحر الأحمر، بشكل مؤقت".