أحدث الأخبار
  • 08:40 . سلطان القاسمي يوجه بتسكين جميع الأئمة والمؤذنين في مساجد الإمارة على كادر حكومة الشارقة... المزيد
  • 02:41 . دبي تدخل المرحلة الأخيرة من حظر المنتجات البلاستيكية أحادية الاستخدام... المزيد
  • 02:31 . "أطباء السودان": الدعم السريع تحتجز 73 امرأة و29 طفلة... المزيد
  • 12:10 . الإمارات تسلّم "زعيم شبكة لتهريب البشر" إلى السلطات الهولندية... المزيد
  • 11:57 . الدكتور يوسف اليوسف: على أبوظبي مراجعة سياساتها بعد أن أصبح اسمها مقروناً بالتعاون مع الأعداء... المزيد
  • 11:45 . مواطنون يقترحون حوافز مالية وتقليص دوام الأمهات لمواجهة تراجع المواليد... المزيد
  • 11:16 . السعودية تحذّر المجلس الانتقالي من التصعيد في حضرموت والمهرة... المزيد
  • 10:32 . الإمارات ترحب باتفاق تبادل الأسرى بين الحكومة اليمنية والحوثيين... المزيد
  • 09:48 . عشرات المستوطنين يقتحمون الأقصى وعمليات هدم واسعة بالقدس... المزيد
  • 12:42 . ترحيب خليجي باتفاق تبادل الأسرى في اليمن... المزيد
  • 12:32 . كيف ساهمت أبوظبي في ضم كازاخستان إلى اتفاقيات التطبيع؟... المزيد
  • 12:20 . "الموارد البشرية والتوطين" تلغي ترخيص مكتب لاستقدام العمالة المساعدة... المزيد
  • 12:17 . تقرير: توقعات إيجابية لنمو اقتصاد الإمارات واستقرار التضخم... المزيد
  • 12:08 . تونس تحكم بالمؤبد على 11 متهماً باغتيال مهندس "كتائب القسام" محمد الزواري... المزيد
  • 12:04 . "صحة" توفر جراحة تفتيت حصى الكلى بالليزر للأطفال لأول مرة في أبوظبي... المزيد
  • 11:51 . الجامعة العربية تدعو للتفاعل الإيجابي مع مبادرة السلام السودانية... المزيد

العفو الدولية تجدد اتهامها لأبوظبي بتسهيل ارتكاب الفظائع في السودان

متابعة خاصة – الإمارات 71
تاريخ الخبر: 25-11-2025

قالت منظمة العفو الدولية، اليوم الثلاثاء، إن الدعم الذي تقدمه أبوظبي لقوات الدعم السريع لعب دوراً مركزياً في تفاقم دوامة العنف الدامي ضد المدنيين في السودان، مؤكدة أن هذا الدعم أسهم في تمكين القوات من ارتكاب فظائع واسعة النطاق، ظهرت على نحو خاص خلال الهجوم العنيف الذي شنّته على مدينة الفاشر في ولاية شمال دارفور.

وأكدت المنظمة في تقرير موسع أن استمرار تدفق السلاح والعتاد، رغم حظر الأسلحة المفروض على دارفور، فاقم جرائم القتل والإعدام الميداني والعنف الجنسي والنزوح الجماعي.

وأكدت الأمينة العامة للعفو الدولية، أنياس كالامار، أن المجتمع الدولي مطالب بالضغط على الإمارات لوقف دعمها العسكري لقوات الدعم السريع، مشيرة إلى أن الأدلة المتوفرة لا تدع مجالاً للشك في أن هذا الدعم ساهم في "تسهيل" الانتهاكات التي شهدتها الفاشر وغيرها من المناطق. وقالت: "يجب ألا يغضّ العالم الطرف بينما تتكشف المزيد من الفظائع. إن الدعم المتواصل لقوات الدعم السريع يؤجّج العنف ضد المدنيين، ويقوّض كل الجهود الرامية لحماية السكان".

ورأت المنظمة أن استمرار الدعم الخارجي -وبالدرجة الأولى من أبوظبي- زاد من قدرة قوات الدعم السريع على شنّ الهجمات والتوسع في السيطرة على المدن، مشددة على ضرورة توسيع تحقيقات الأمم المتحدة والمحكمة الجنائية الدولية لتشمل جميع مناطق السودان. كما دعت إلى تطبيق حظر شامل للأسلحة على البلاد، وعدم توريد أي معدات عسكرية لأي طرف في النزاع.

شهادات مروّعة من الفاشر

قدمت العفو الدولية واحدة من أوائل روايات شهود العيان الذين تمكنوا من الفرار من الفاشر بعد سقوطها في 26 أكتوبر، حيث أجرت مقابلات مع 28 ناجياً وناجية وصلوا إلى طويلة والطينة. وكشف هؤلاء عن عمليات إعدام جماعي واغتصاب واسع النطاق، وترك مئات الجثث في الشوارع أثناء حصار قوات الدعم السريع للمدينة واقتحامها.

روى ناجون أنهم شاهدوا مسلحين من الدعم السريع يطلقون النار على مجموعات من الرجال العزّل، ويحتجزون بعضهم مقابل فدية. بينما تحدثت نساء وفتيات عن تعرّضهن للاغتصاب والعنف الجنسي، في حوادث وصفتها المنظمة بأنها "جرائم حرب" قد ترقى إلى "جرائم ضد الإنسانية".

وقالت كالامار إن المزيد من الأدلة ستظهر في الأسابيع المقبلة، مشددة على ضرورة توسيع التحقيق الدولي ومحاسبة المسؤولين عن الانتهاكات التي هزّت الفاشر وسائر مناطق السودان.

عمليات إعدام خارج القانون

يروي أحمد، البالغ من العمر 21 عاماً، تفاصيل صادمة عن رحلته للفرار من المدينة. بعد مقتل زوجته بشظايا انفجار، ومفارقته لطفليه وسط الفوضى، وقع في قبضة قوات الدعم السريع برفقة شقيقه ومجموعة من المدنيين. ورغم تأكيدهم أنهم غير مسلحين، قال له المسلحون: "في الفاشر لا يوجد مدنيون، الجميع جنود"، قبل أن يأمروا الرجال بالانبطاح ويعدموهم ميدانياً.

نجا أحمد بأعجوبة، وتمكن من الوصول إلى بلدة طويلة بعد ثلاثة أيام من السير مع طفلتين فقدتا والديهما. لكنه شاهد خلال الرحلة جثثاً متناثرة وعمليات قتل متواصلة نفذتها القوات في المناطق المحيطة بالفاشر.

قصة داود، 19 عاماً، لم تكن أفضل حالاً. فقد أُطلق عليه وأصدقاؤه النار عند الساتر الترابي، وقُتل جميع رفاقه السبعة بينما نجا هو وحده. ويقول خليل، 34 عاماً، إنه نجا فقط بعدما تظاهر بالموت خلال إعدام جماعي قتل فيه 17 من أصل 20 كانوا معه. ويختصر ما شاهده بقوله: "كانوا يقتلون الناس كما لو كانوا ذباباً".

قتل المرضى والجرحى

بدر، 26 عاماً، سرد تفاصيل مروّعة عن قتل مسلحين لثلاثة رجال مسنّين ومرضى كانوا غير قادرين على الصعود إلى الشاحنة التي اقتيد إليها الناجون. ويقول إن المقاتلين أطلقوا الرصاص على الرجال وعلى الحمير التي تجر العربة وهم يضحكون، قبل أن يعتقلوه ويطلبوا فدية تتجاوز 20 مليون جنيه سوداني.

عنف جنسي واسع النطاق

تكشف شهادات النساء جانباً آخر من الفظائع. فقد روت ابتسام كيف اغتُصبت هي وابنتها البالغة 14 عاماً على يد ثلاثة مقاتلين أثناء محاولة الهرب. وتوفيت الفتاة لاحقاً بعد تدهور حالتها الصحية.

أما كلثوم، فوصفت كيف فصل مقاتلو الدعم السريع النساء عن الرجال عند بوابة "باب الأمل"، ثم اقتادوا المجموعة إلى مخيم زمزم حيث خضعت النساء للتفتيش والإكراه والاغتصاب. وتقول إنها تعرضت للاغتصاب ثلاث مرات في يوم واحد، بينما اغتُصبت عشر نساء أخريات.

وبدأ النزاع بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني في أبريل 2023، وأدى إلى مقتل عشرات الآلاف ونزوح أكثر من 12 مليون شخص، في أكبر أزمة إنسانية في العالم حالياً. وتقول العفو الدولية إن قوات الدعم السريع والمليشيات العربية المتحالفة معها ارتكبت هجمات قائمة على العرق ضد المساليت ومجموعات غير عربية في غرب دارفور، إضافة إلى أنماط متكررة من العنف الجنسي.

وخلصت المنظمة إلى أن تدفق الأسلحة، خصوصاً من أبوظبي، كان عاملاً رئيسياً مكّن قوات الدعم السريع من مواصلة الهجمات، في انتهاك صارخ لحظر الأسلحة المفروض على دارفور.