أبدى سائح بريطاني استغرابه الشديد من الارتفاع الملحوظ في أعداد الإسرائيليين المتواجدين في دبي، مؤكداً في مقطع فيديو متداول على منصات التواصل الاجتماعي أن الأمر "غير متوقع" بالنظر إلى أن العلاقات بين الإمارات و"إسرائيل" لم تُطبّع إلا منذ سنوات قليلة.
وقال السائح: "أنا حقاً مندهش من عدد الإسرائيليين هنا في دبي. قبل عام 2020 لم يكن بالإمكان أن يأتي الإسرائيلي إلى دبي، ولا أن يسافر الإماراتي إلى "إسرائيل"، والآن نصف نزلاء أحد الفنادق تقريباً من الإسرائيليين!"
تزايد حركة السفر الإسرائيلي إلى الإمارات
وتأتي تصريحات السائح البريطاني في وقت تكشف فيه تقارير إعلامية عبرية عن أن الإمارات ــ وتحديداً دبي ــ أصبحت إحدى أبرز الوجهات الخارجية لدى الإسرائيليين منذ توقيع اتفاق التطبيع بين أبوظبي وتل أبيب.
وفي فبراير الماضي، ذكر موقع "ماكو" التابع للقناة 12 الإسرائيلية أن دبي حلت في صدارة الوجهات المفضلة للإسرائيليين خلال فصل الشتاء، بعدما استحوذت على أكثر من 10% من إجمالي الرحلات المغادرة من مطار بن غوريون خلال الشهر المنصرم، متقدمة على وجهات مثل أثينا وروما وبودابست ونيويورك.
وتُظهر الإحصاءات أن مطار بن غوريون يشهد يومياً حركة تصل إلى 40 ألف مسافر في الاتجاه الدولي، فيما دخل إلى إسرائيل نحو 17 ألفاً و700 مسافر خلال الفترة ذاتها.
أما بيانات هيئة المطارات الإسرائيلية لشهر يناير، فتشير إلى أن عدد الإسرائيليين الذين سافروا إلى الإمارات بلغ نحو 116 ألف مسافر، ما يعادل أكثر من 10% من إجمالي الرحلات الدولية من المطار. ولم توضح البيانات عدد من مكثوا في دبي أو تابعوا رحلاتهم إلى وجهات أخرى.
رحلات منتظمة وزيادة في التشغيل
وتحتل دبي المرتبة الأولى بين الوجهات الأكثر تفضيلاً للإسرائيليين، تليها أثينا وباريس ولارنكا وبودابست، بينما جاءت نيويورك في المرتبة التاسعة مسجلة انخفاضاً بنسبة 17% مقارنة بالعام الماضي.
وتشير تقارير إعلامية إلى أن شركات الطيران الإماراتية حافظت على وتيرة مرتفعة للرحلات بين الإمارات وإسرائيل منذ اندلاع الحرب على غزة، إذ كانت "فلاي دبي" تسيّر ما يصل إلى 8 رحلات يومياً في كلا الاتجاهين، فيما أعلنت "طيران الإمارات" عن إضافة رحلة يومية جديدة إلى جدول رحلاتها بين دبي وتل أبيب اعتباراً من نهاية أكتوبر الماضي.
وقالت القناة 12 الإسرائيلية إن عدداً كبيراً من الإسرائيليين يفضّلون السفر إلى الإمارات بسبب ما وصفوه بـ"الشعور بالأمان والموقف غير العدائي" تجاههم، ونقلت عن مسؤول في شركة سياحية قوله إن "دبي وأبوظبي تحتضنان السائح الإسرائيلي وتُعدّان وجهتين آمنتين إلى حد بعيد".
وفي سياق متصل، ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" أن سفارة الاحتلال في أبوظبي تُعدّ السفارة الإسرائيلية الوحيدة التي واصلت عملها بشكل كامل في العالم العربي منذ بدء الحرب على غزة، فيما تحدثت تقارير عن استمرار جسر جوي بين الإمارات وإسرائيل رغم التصعيد العسكري.