11:27 . بايدن يعلن عن جهود مشتركة مع قطر وتركيا ومصر لوقف العدوان على غزة... المزيد |
11:01 . أبوظبي تعزي عائلة الحاخام الإسرائيلي وتشكر تركيا على تعاونها في القبض على الجناة... المزيد |
10:48 . السعودية تعتمد ميزانية 2025 بعجز متراجع لـ27 مليار دولار... المزيد |
10:31 . بعد اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان.. ماكرون يدعو "لانتخاب رئيس دون تأخير"... المزيد |
10:26 . طهران ترحب بوقف إطلاق النار في لبنان... المزيد |
10:24 . بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار بين الاحتلال الإسرائيلي و"حزب الله"... المزيد |
10:13 . أبطال أوروبا.. سيتي يواصل سقوطه وفوز برشلونة وأرسنال والبايرن... المزيد |
01:20 . مجموعة السبع تقول إنها "ستفي بالتزاماتها" تجاه مذكرة توقيف نتنياهو... المزيد |
01:18 . سلطان عُمان يزور تركيا لأول مرة الخميس... المزيد |
01:05 . بوريل يطالب بتنفيذ قرار المحكمة الجنائية بحق نتنياهو وغالانت... المزيد |
01:02 . مجلس الدفاع الخليجي يبحث في الدوحة تعزيز استراتيجية الدفاع المشتركة... المزيد |
12:52 . "رويترز": تركيا سلمت المتهمين بقتل الحاخام الإسرائيلي لأبوظبي... المزيد |
12:49 . نتنياهو يعلن التوقيع على وقف إطلاق النار مع حزب الله.. وهذه أبرز بنود الاتفاق... المزيد |
10:00 . أبطال آسيا.. الشارقة يهزم فريق استقلول ويرفع رصيده إلى 10 نقاط... المزيد |
08:32 . تقارير: بايدن يعلن الليلة اتفاق وقف إطلاق النار مع لبنان... المزيد |
08:11 . الإمارات تصدر مرسوماً اتحادياً بشأن تنظيم المؤسسات العقابية والإصلاحية... المزيد |
أعلن الأزهر الشريف اليوم السبت، تبرؤه صراحة من أي دعوات لدمج الديانات السماوية الثلاث ضمن ما تسمى بـ"الديانة الإبراهيمية"، وما يرتبط بها من بناء مسجد وكنيسة ومعبد في محيط واحد، وذلك بعد حوالي شهر واحد من افتتاح يسمى ببيت العائلة الإبراهيمية ) مجمع كهنوتي متعدد الأديان( في أبوظبي.
وأكدت الأمانة العامة لمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف في بيان لها، أن إعلان رفضها لا يتعارض مع التعاون في المشتركات بين الأديان لتقديم العون والمساعدة للناس وتخفيف آلامهم وأحزانهم.
وأشار البيان إلى أن البيان جاء حول ما يثار من دعاوى حول تكوين كيان عقدي يجمع الديانات السماوية الثلاثة في دينٍ واحد تحت مسمى (الديانة الإبراهيمية) وما يرتبط بها من بناء مسجد وكنيسة ومعبد في محيط واحد بمقولة إن ذلك يعد مدخلًا سريعًا للتعاون الإنساني والقضاء على أسباب النزاعات والصراعات في العالم.
وقال البيان "نظراً لما تنطوي عليه تلك الدعاوى من خطر على الدين والدنيا معًا، فإن مجمع البحوث الإسلامية يود أن يوضح للعالم ما يلي: إن اختلاف الناس في معتقداتهم وتوجهاتهم سنة كونية وفطرة طبيعية فطر الله الناس عليها، قال تعالى: ﴿وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً ۖ وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ (118) إِلَّا مَن رَّحِمَ رَبُّكَ ۚ وَلِذَٰلِكَ خَلَقَهُمْ ﴾ [هود: 118- 119]، وأنه لو شاء أن يخلقهم على شاكلة واحدة، أو لسان واحد أو عقيدة واحدة لخلقهم على هذا النحو، لكنه أراد ذلك الاختلاف ليكون أساسًا لحريتهم في اختيار عقيدتهم، قال تعالى: ﴿فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ ﴾ [الكهف: 29]".
وأضاف البيان أن حرية اختيار المعتقد لا تمنع التواصل الإنساني مع أتباع الديانات الأخرى والتعاون معهم على البر والتقوى وليس على الإثم والعدوان، لأنهم أهل كتب سماوية، والتعامل معهم على أساس العدل والاحترام المتبادل مما يدعو إليه الإسلام، ولا يجوز الخلط بين احترام عقائد الآخرين والإيمان بها، لأن ذلك الخلط سيؤدي إلى إفساد الأديان والتعدي على أثمن قيمة كفلها الله للإنسان، وهي حرية المعتقد، والتكامل الإنساني فيما بين البشر، ولهذا قال سبحانه: ﴿لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ﴾ [البقرة: 256]، وقال سبحانه: ﴿لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا﴾ [المائدة: 48].
وتابع البيان أن الدعوة التي تطارد مسامع الناس اليوم بما يقال عن وحدة الأديان أو ما يسمى (الدين الإبراهيمي)، قد سبق أن أثيرت من قبل، وحسم الأزهر الشريف أمرها وبيَّن خطورتها، وأنها لا تتفق مع أصول أي دين من الأديان السماوية ولا مع فروعه، ولا مع طبيعة الخلق وفطرتهم التي تقوم على الاختلاف في اللون والعرق وحرية العقيدة، كما أنها تُخالف صحيح ما ورد في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، وما اتفق عليه إجماع علماء كل دين من الأديان وكل ملة من الملل.
وأكد مجمع البحوث أن الأزهر الشريف يرفض رفضًا قاطعًا مثل هذه الدعاوى، كما يؤكد أن هذا الرفض لا يتعارض مع التعاون في المشتركات بين الأديان لتقديم العون والمساعدة للناس وتخفيف آلامهم وأحزانهم، وعلى هؤلاء الداعين لمثل هذا التوجه أن يبحثوا عن طريق آخر يحققون به مصالحهم وينفذون به أجنداتهم بعيدًا عن قدسية أديان السماء وحرية الاختيار المرتبطة بها، وأن يتركوا الدين لله ويذهبوا بأغراضهم حيث يريدون، فإن الله لم ينزل دينه ليكون مطية لتحقيق المآرب السياسية، أو أداة للانحرافات السلوكية والأخلاقية.
"رفض قاطع"
وأشار البيان إلى أن الأزهر الشريف ليؤكد على أن انفتاحه على المؤسسات الدينية داخل مصر وخارجها، إنما هو انفتاح غايته البحث عن المشتركات الإنسانية بين الأديان السماوية والتعلق بها لانتشال الإنسانية من أزماتها المعاصرة، ونزاعاتها المتناحرة حتى تستطيع مواجهة ما حاق بها من ظلم الغادرين وبغي الأقوياء، وغطرسة المتسلطين على المستضعفين، وحتى لا تقعد بها الصراعات العقدية والنزاعات الدينية عن الوصول لتحقيق غايتها الإنسانية النبيلة.
وفي 17 فبراير الماضي، افتتحت ما يسمى ببيت العائلة الإبراهيمية (مجمع كهنوتي متعدد الأديان)، في خطوة تؤكد أن تطبيع العلاقات مع الاحتلال لم يكن صفقة سياسية أو اقتصادية بحتة وإنما انعكس على جوانب ثقافية ودينية في حياة كل الأطراف، ما ينذر بتداعيات خطيرة على المعتقدات والثوابت والقضايا المصيرية كـ"القضية الفلسطينية".
ما هو البيت الإبراهيمي؟ وما هي أهدافه؟
في الحقيقة، لا يوجد شيء أو إعلان رسمي اسمه "البيت الإبراهيمي"، إذ ليس لهذا البيت أي أٌسس أو أتباع أو كتاب، وإنما هو مشروع بدأ الحديث عنه خلال السنوات الأخيرة التي أعقبت اتفاقات التطبيع مع الاحتلال، أساسه العامل المشترك بين الديانات الثلاث، "الإسلام والمسيحية واليهودية"، باعتبارها أديان إبراهيمية، نسبة إلى النبي إبراهيم عليه السلام.
الهدف المعلن للمشروع وفق المروجون لهذا المجمع الكهنوتي، هو "التركيز على المشترك بين الديانات والتغاضي عن ما يمكن أن يسبب نزاعات وقتالا بين الشعوب"، وقد بدأ الترويج للفكرة فعلا في إطار "إقامة السلام بين الشعوب والدول بغض النظر عن الفروقات".
ويضم بيت العائلة الإبراهيمية ثلاثة مبانٍ منفصلة يُخصص كل واحدة منها على حدة لديانة، وحديقة رئيسية خاصة للمجمع، إضافةً إلى مبنى رابع يعمل كمتحف ثقافي يجتمع فيه الأشخاص بمختلف انتماءاتهم.
صُمم المشروع، من قبل المهندس المعماري الشهير عالمياً، ومؤسس ورئيس شركة "أجايي وشركاه"، ديفيد أجايي أوبي، وتم اختيار التصميم العصري للمشروع بناءً على عملية دقيقة أُتيحت خلالها الفرصة لمشاركة مهندسين معماريين معروفين من خلفيات وديانات متنوعة من حول العالم.
تعود بداية تأسيسيه، إلى عام 2019، حيث أمر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، الذي بتأسيسه "تخليداً لذكرى زيارة البابا فرنسيس وفضيلة شيخ الأزهر الإمام الأكبر أحمد الطيب" بداية عام 2019، والذي تحدث في وقت لاحق عن الديانة الإبراهيمية وهاجمها ووصفها بـ"أضغاث الأحلام" وكانت بمثابة مقدمة لرفض حضور افتتاح بيت العائلة الإبراهيمية.
لماذا غاب شيخ الأزهر عن مراسيم الافتتاح؟
على الرغم من مساعي أبوظبي وضغوطها المستمرة طيلة الفترة الماضية لتوريط شيخ الأزهر في هذا التطبيع، إلا أن الطيب لم يخضع لتلك الضغوط، وكان لافتاً ذلك رفضه لها بعدم حضوره افتتاح هذا المجمع الكهنوتي، وسط تساؤلات تدور حول سبب غياب الطيب؟ ولماذا تحاول أبوظبي توريط شيخ الأزهر في هذا التطبيع الجديد؟
في عام 2022، زعمت أبوظبي أن بيت العائلة الإبراهيمية يحظى بمتابعة وثيقة من شيخ الأزهر وبابا الفاتيكان، حسب وصفها في مساعي لتوريط الطيب في التطبيع تحت غطاء العباءة الإبراهيمية المشبوهة.
لكن شيخ الأزهر استبق الحدث، في التأكيد خلال الاحتفال بالذكرى العاشرة لتأسيس بيت العائلة المصرية في 8 نوفمبر 2021 أن ما يسمى "الديانة الإبراهيمية" أضغاث أحلام، وانتقد فكرة التطبيع عبرها، والتي كانت بمثابة مقدمة لرفض حضور افتتاح بيت العائلة الإبراهيمية".
وقال الطيب في حديث حينها إنه يريد "التنبيه قطعاً للشكوك التي يثيرها البعض بغرض الخلط بين التآخي بين الدينين، الإسلامي والمسيحي، وبين امتزاج الدينين، وذوبان الفروق والقسمات الخاصة بكل منهما، خاصة في ظل التوجهات والدعوة إلى الإبراهيمية".
وأضاف أن هذه الدعوات تطمح فيما يبدو إلى "مزج المسيحية واليهودية والإسلام في دين واحد، يجتمع عليه الناس ويخلصهم من بوائق الصراعات".
وتساءل في خطابه عما إذا كان المقصود من الدعوة "تعاون المؤمنين بالأديان على ما بينها من مشتركات وقيم إنسانية نبيلة، أو المقصود صناعة دين جديد، لا لون له ولا طعم ولا رائحة" حسب تعبيره.
وقال الطيب إن الدعوة لـ"الإبراهيمية تبدو في ظاهر أمرها دعوة للاجتماع الإنساني والقضاء على أسباب النزاعات والصراعات، وهي في الحقيقة دعوة إلى مصادرة حرية الاعتقاد وحرية الإيمان والاختيار".
ورأى الطيب أن الدعوة إلى توحيد الدين دعوة "أقرب لأضغاث الأحلام منها لإدراك حقائق الأمور وطبائعها"، لأن "اجتماع الخلق على دين واحد أمر مستحيل في العادة التي فطر الله الناس عليها". وقال إن "احترام عقيدة الآخر شيء والإيمان بها شيء آخر".
لماذا تحاول أبوظبي استغلال مؤسسة الأزهر؟
منذ التوقيع على وثيقة الأخوة الإنسانية التي وقعها شيخ الأزهر أحمد الطيب وبابا الفاتيكان فرنسيس في أبوظبي عام 2019، برعاية ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وأبوظبي تحاول بطرق ملتوية استخدامها لأغراض سياسية خاصة بها، وخصوصا في مسألة التقارب مع الاحتلال حيث أنشأت، فيما بعد، اللجنة العليا للأخوة الإنسانية، وتضم علماء دين وشخصيات في مجالات الثقافة والتعليم من الإمارات ومصر والولايات المتحدة".
وفي فبراير 2022، أكدت مصادر مصرية لصحيفة "العربي الجديد"، أن أبوظبي تحاول باستمرار استغلال مؤسسة الأزهر في دعم توجهاتها السياسية. وبدأ الأمر في هجومها على خصومها السياسيين من الإسلاميين في مصر ودول أخرى، ثم انتهى أخيراً إلى محاولة الزج به في تطبيع العلاقات مع الاحتلال الإسرائيلي، عبر وضع اسم الأزهر في أية جملة مفيدة مع إسرائيل".
وأوضحت المصادر حينها، أنه "كانت هناك محاولات إماراتية سابقة لإنشاء فرع لمشيخة الأزهر على أراضيها، لكن طلبها قوبل برفض مصري، سواء من مشيخة الأزهر أو على مستوى النظام الرسمي".
وقالت المصادر إن "حكام الإمارات لا يزالون يمارسون ضغوطاً متواصلة على الإمام الأكبر، بشتى الطرق، من أجل المشاركة في افتتاح ما يسمى ببيت العائلة الإبراهيمية، لكن الأخير رفض ذلك، لكونه يعلم تماماً أن مشاركته في مثل هذا الأمر ستكون بمثابة (عقب أخيل)، أو نقطة الضعف القاتلة، على الرغم من كل القوة التي يتمتع بها شيخ الأزهر، والتي إن أصيبت ستؤدي إلى سقوطه بالكامل".