أحدث الأخبار
  • 07:45 . مجلة أمريكية: المواجهات جنوبي اليمن "حرب بالوكالة" بين أبوظبي والرياض... المزيد
  • 06:33 . سموتريتش يخصص 843 مليون دولار لتعزيز الاستيطان بالضفة الغربية المحتلة... المزيد
  • 05:52 . هرتسوغ يهاجم زهران ممداني لانتقاده حرب الإبادة الإسرائيلية في غزة... المزيد
  • 11:48 . احتجاجات في جوروجيا ضد خطط بناء تنفذها شركة إماراتية... المزيد
  • 11:33 . "التعاون الخليجي" يستنكر تصريحات إيران حول جزر الإمارات المحتلة... المزيد
  • 11:22 . الغارديان: استيلاء حلفاء أبوظبي على جنوب اليمن يمثل انتكاسة كبيرة للسعودية... المزيد
  • 11:02 . أوكرانيا.. إصابة سبعة أشخاص على الأقل جراء قصف روسي بالمسيرات... المزيد
  • 10:47 . الأبيض الأولمبي يفوز على اليمن بثلاثية في كأس الخليج بقطر... المزيد
  • 10:46 . بينما يحتفي المطورون العقاريون بـ2025.. "نزوح صامت" نحو الإمارات الشمالية ومخاوف من "طوفان المعروض"... المزيد
  • 12:10 . تقرير: دبي دفعت 23 مليون دولار لمتشددين في مالي مقابل إفراجهم عن شيخ من آل مكتوم... المزيد
  • 08:54 . قطر تؤكد رفض تحمل تكلفة إعمار غزة نيابة عن "إسرائيل"... المزيد
  • 08:39 . إلقاء القبض على زعيم عصابة أوروبية كبيرة في دبي... المزيد
  • 07:15 . نتنياهو: المرحلة الثانية من خطة غزة اقتربت... المزيد
  • 01:02 . صحيفة إسرائيلية: ترامب يضغط بشدة للانتقال للمرحلة الثانية من اتفاق غزة... المزيد
  • 12:32 . الكويت تقرر سحب الجنسية من الداعية طارق السويدان... المزيد
  • 10:43 . "الأبيض" يحصد أول نقطة في كأس العرب بالتعادل أمام مصر... المزيد

ما أجمل الوِفاق وما أقبح الشِّقاق!

الكـاتب : خالد الظنحاني
تاريخ الخبر: 16-10-2014

الوفاق في اللغة يأتي بمعنى وافقَ، ووافقَ على، أي اتفاق كامل علَى انسجامٍ واتِّحادٍ وملاءمةٍ في الرّأْي حول موضوعٍ ما، ووِفاق القلوب هو اتّحادها.

والشقاق والخلاف في المعنى واحد، فهو النِزاع والخُصومة وغلبة العداوة، نقول: شاقَّه مُشاقَّةَ وشِقاقاً أي خالفه وكان ضدَّه ولم يوافقه. إلا أن الخلاف غير الاختلاف؛ ذلك أن الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية، كما أن الاختلاف في آراء العلماء رحمة بالعباد، وهذا ما قاله الإمام مالك رضي الله عنه، لهارون الرشيد عندما أشار عليه أن يحمل الناس على كتبه: »يا أمير المؤمنين، إنَّ اختلاف العلماء رحمة من الله تعالى على هذه الأمّة، كلٌّ يتَّبع ما صحَّ عنده، وكلهم على الهُدى، وكلٌّ يريد الله تعالى«.

فضلاً عن ذلك، فإن اختلاف الأذواق عند أهل التجارة نعمة، فلولا اختلاف الأذواق لبارت السلع وكسدت الأسواق.

وليس هناك أجمل من الوفاق بين الناس، فمن خلاله يزدهر الحب، ويعم السلام وتتسامح النفوس وتتلاحم القلوب، ويعيش الناس حياة هانئة فارهة، وارفة شارقة، فلماذا التباغض والحقد والهجران؟ هل من فائدة مرجوة منه؟ وهل سيؤدي إلى نتيجة إيجابية؟ حتماً لا، بل إن الخسران هو السائد، وجميع أطراف النزاع في هذا الخصوص سواء. ورغم علمهم بذلك؛ يكابرون ويصرون على سلوك طريق الخصومة.. إنها النفس البشرية التي متى ما روّضها صاحبها على البغض ونبذ الآخر؛ تعثرت وعاثت في الأرض خصاماً، فما أقبحها من نفس.

يخبرني أحد الأصدقاء، أنه كان على نزاع دائم مع إخوته، خصوصاً بعد وفاة والده الذي ترك خلفه شركات تجارية وأموالا طائلة، فكان لا يمرّ يوم إلا وينشب بينهم خلاف، سواء على الميراث أو على الربح وغيره، وكان يعلم هو وإخوته أن شركاتهم تتكبد الخسائر بسبب عدم الوفاق.

وبما أنه الأخ الأكبر وهو الذي يتولى زمام الأمور، فضلاً عن أنه هو المتسبب الأول في هذه الخلافات، ألهمه الله تعالى أن يذهب إلى أحد حكماء المدينة ليخبره بالأمر، فأخذ الحكيم يغدق عليه بالكلام الطيّب ويضرب له الأمثلة في جمال الوفاق وقبح الشقاق إلى أن تشبّع صاحبنا، فرجع إلى عائلته وجمعهم إليه وتصالحوا بفضل الله، وعادت روح المحبة والتسامح بين أفراد العائلة، وبالتالي زادت أرباح شركاتهم أضعافاً مضاعفة.

وفي ذات ليلة، كنت في مجلس إحدى الشخصيات المهمة في الدولة، وهو من الرجال المحبين جداً للوفاق، وقد حدثني قائلاً: »كان المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان من أجمل الناس في الوفاق، فقد سعى بين شيوخ وقبائل الإمارات بالخير فألّف بين قلوبهم وأنشأ دولة الاتحاد، كما ساهم في التوفيق بين ملوك ورؤساء دول الخليج العربية وتم إنشاء مجلس التعاون الخليجي، في حين أنه كان أول من يبادر بالمصالحة بين القادة العرب، ويحرص على جمعهم على كلمة واحدة.

فضلاً عن ذلك، فإنه أحد أبرز السباقين في مد يد العون لكل محتاج في مشارق الأرض ومغاربها، من دون تمييز بين عرق أو لون أو معتقد، فقد كان رحمه الله محباً للناس جميعاً«.

كيف لا؟ وهو القائل: »إنني منذ بداية خلافات العالم العربي إلى يومنا هذا لم أبت ليلة واحدة مسروراً، وأسعى دائماً وأود أن أبذل الجهد وأصرف المال من أجل ألا يختلف الشقيق مع شقيقه«. لعمري إنك عظيم يا »زايد الخير«، فمن خلال عبقريتك نتعرف إلى الوفاق الحقيقي.