أحدث الأخبار
  • 07:31 . الولايات المتحدة تختار رئيسها الـ47... المزيد
  • 07:13 . عشرات الشهداء والجرحى في غارات إسرائيلية على غزة... المزيد
  • 11:50 . "المصرف المركزي" يُضيف 97 مليار درهم إلى ميزانيته في سبعة أشهر... المزيد
  • 11:43 . ارتفاع الودائع المصرفية بالدولة بنسبة 8.5% في سبعة أشهر... المزيد
  • 11:33 . اليوم.. شباب الأهلي في مواجهة الكويت الكويتي في دوري أبطال آسيا 2... المزيد
  • 11:28 . مساء اليوم.. العين يتحدّى النصر السعودي في أبطال آسيا... المزيد
  • 11:21 . طلاب وأوليا أمور يشيدون بإلغاء امتحانات "الإمسات": يتيح فرصاً تعليمية... المزيد
  • 11:17 . أكثر من 50 دولة تطالب الأمم المتحدة بوقف بيع الأسلحة ونقلها إلى "إسرائيل"... المزيد
  • 11:12 . ولي عهد أبوظبي يصل إلى أديس أبابا للمشاركة في مؤتمر "عالم بلا جوع"... المزيد
  • 08:11 . توظيف 274 مواطناً في الشارقة خلال الشهرين الماضيين... المزيد
  • 01:04 . تعادل بطعم الخسارة بين الوصل وضيفه السد القطري في دوري أبطال آسيا للنخبة... المزيد
  • 12:51 . جيش الاحتلال يقر بنجاح حماس في هجمات سيبرانية استهدفته طوال عامين قبل 7 أكتوبر... المزيد
  • 10:55 . الأردن.. حملات المقاطعة تتسبب بإغلاق مجموعة تجارية تابعة لماجد الفطيم... المزيد
  • 10:20 . لجنة التعليم بالمجلس الوطني تناقش أسباب عدم زيادة رواتب المعلمين... المزيد
  • 08:54 . سلطان الجابر: العالم بحاجة لاستثمار سنوي 1.5 تريليون دولار بالكهرباء... المزيد
  • 08:21 . "المركزي": الأصول المصرفية تتجاوز 4.3 تريليون درهم بنهاية يوليو 2024... المزيد

دعوات المقاطعة لشركاته تفتح ملف "محمد العبار" وعلاقاته المشبوهة بالكيان الصهيوني

خاص – الإمارات 71
تاريخ الخبر: 08-11-2023

شهدت مواقع التواصل الاجتماعي في العديد من الدول العربية حملة منقطعة النظير لمقاطعة الإمارات ومنتجاتها، على رأسها شركة "أمريكانا" الأشهر عربيا، رفضا للموقف الإماراتي المتساوق مع الاحتلال الإسرائيلي، بالتزامن مع حرب الإبادة المستمرة التي يشنها بكل وحشية على قطاع غزة، منذ أزيد من شهر.

وتصدرت وسوم "مقاطعه الإمارات" و"قاطعوا المنتجات الإماراتية"، وكذلك "مقاطعة المنتجات الإماراتية"، الترند في بعض الدول العربية، كإحدى وسائل الضغط العملي، للدور الذي وصفوه بـ "المشبوه" للموقف الرسمي الإماراتي وكذلك للشركات الإماراتية الداعمة لها، في تأييدها للكيان الصهيوني في حربه على قطاع غزة.

ومن ضمن العلامات التجارية التي تدعو إلى مقاطعتها: كنتاكي، وبيتزا هت، وهارديز بالإضافة إلى ماكدونالدز وبابا جونز وستاربكس من بين آخرين.

ما استدعى مجلس إدارة "أمريكانا"، الذي يرأسه رجل الأعمال الإماراتي محمد العبّار، والتي يلامس المواطن العربي منتجاتها وسلاسلها المنتشرة من خلال 2338 مطعما عاملا بالمنطقة، إلى نشر بيان يُوضّح من خلاله تأثر الشركة بالتطورات الجيوسياسية بالمنطقة على المدى القصير.

إعلان أمريكانا يشير إلى دعوات المقاطعة الواسعة التي تم إطلاقها في المنطقة في ظل الحرب على قطاع غزة والتي راح ضحيتها، بعد شهر من العدوان، أكثر من 10 آلاف فلسطيني غالبيتهم من الأطفال والنساء، بخلاف أعداد المفقودين التي تتجاوز ألفي شخص والجرحى الذين تجاوزوا 25 ألفا.

فمن هو محمد العبار؟ وهل فعلا أنه محب لـ "الشعب اليهودي؟ وما دور شركاته واستثماراته في التطبيع مع الكيان الصهيوني؟

من هو العبار؟

تشير بطاقة "العبّار" الشخصية إلى أنه وُلد بدولة الإمارات في 8 نوفمبر عام 1956، ويحمل شهادة البكالوريوس في الإدارة المالية والأعمال من "جامعة سياتل" بالولايات المتحدة الأمريكية، التي منحته درجة الدكتوراه الفخرية.

وهو مؤسس ورئيس مجلس إدارة "شركة إعمار العقارية"، ورئيس مجلس إدارة كل من "شركة إعمار للتطوير"، و"شركة إعمار المدينة الاقتصادية"، وشركة الاستثمار والتطوير العقاري (إيجل هيلز)، التي تتخذ من أبوظبي مقراً لها، وتتولى تمويل وتطوير مشاريع واسعة النطاق في عدد من الأسواق العالمية.

وأيضاً هو مؤسس ورئيس مجلس إدارة "شركة موارد أفريقيا الشرق الأوسط"، وأحد كبار المؤسسين والمساهمين في "شركة آر إس إتش" في سنغافورة، إضافة إلى كونه مؤسس "منصة نون.كوم".

ويشغل "العبّار" أيضاً منصب رئيس مجلس إدارة كل من "مجموعة شركات أمريكانا"، و"تريد ويندز" التي تعمل بمجال الضيافة والترفيه في ماليزيا، ومدير بشركة "نمشي" القابضة، وشركة "إيه إن آتش" القابضة "ANH HOLDINGS LIMITED"، في مركز دبي المالي العالمي "DIFC" بدولة الإمارات.

وكذلك يشغل عضوية مجلس إدارة "مجموعة نور الاستثمارية" التابعة لـ"مجموعة دبي"، وعضوية اللجنة التحضيرية لـ"معرض إكسبو دبي الدولي 2020″، فضلاً عن أنه عضو مجلس إدارة "صندوق الوطن".

وتولى مناصب رئيس مجلس إدارة "شركة أملاك للتمويل" بين 2004 و2007، ورئيس مجلس إدارة "شركة دبي للكابلات" بين 1993 و2007، ونائب رئيس مجلس إدارة "شركة دبي للألمنيوم" بين 1992 و2003، ونائب رئيس مجلس إدارة "مركز دبي التجاري العالمي" بين 1992 و2002، فضلاً عن توليه رئاسة "اتحاد الإمارات للغولف" منذ 1995 وحتى 2007.

وتقلد منصب المدير العام المؤسِّس لـ"دائرة التنمية الاقتصادية في دبي"، وكان عضواً بـ"المجلس التنفيذي لإمارة دبي"، و"مجلس دبي الاقتصادي"، ومجلس إدارة "هيئة الأوراق المالية والسلع"، و"بنك دبي التجاري".

وامتلاكه واحدةً من كبرى الشركات العقارية العاملة في الإمارات، وإدارته عدداً آخر من الشركات جعلا من "العبّار" قوة مالية مؤثرة.

العبّار .. المحب لـ "إسرائيل"

وعلى هامش مؤتمرات التطبيع المتسارعة في حينه، احتضنت العاصمة البحرينية، المنامة، في يونيو 2019، ورشة المنامة الاقتصادية، والتي طرح خلالها، الشق الاقتصادي لما يعرف بـ "صفقة القرن" للسلام بين الفلسطينيين والاحتلال الإسرائيلي، التي قدمتها الولايات المتحدة لحل النزاع بين الجانبين.

وكانت لرجل الأعمال الإماراتي، محمد العبار، نصيب الأسد من الكلمات والمداخلات خلال المؤتمر، والتي ركّز بشكل مكثف على "أهمية الاستثمار والدخول بالمشاريع الموعودة في خطة السلام الأمريكية (صفقة القرن)"

كما نقلت صحيفة "يسرائيل هيوم" الإسرائيلية عن  مهندس خطة السلام الأمريكية جارد كوشنر، خلال "مؤتمر البحرين"، إشادته بالعبّار، الذي وصفه بأنه "محب للشعب اليهودي"

ولم تأت تصريحات كوشنر من فراغ، إذ يُعد العبّار المؤسس الفعلي لأول كنيس يهودي في الخليج العربي ، الذي أقامه في إمارة دبي.

ووفق ما أفادت به وكالة بلومبيرغ، فإنه وعلى الرغم من أن الجالية اليهودية وليدة في الإمارات، الا أنها أنشأت أول كنيس لها في مدينة دبي، حيث يضم المكان معبدا ومطبخا لإعداد الطعام وفق الشريعة اليهودية.

وأشارت إلى أن الكنيس اليهودي حظي بمباركة وتشجيع من المنظمات اليهودية مثل مركز سايمون ويزنثال وحكومة دبي ورئيس مجلس إدارة شركة "إعمار" العقارية محمد العبار.

واستطردت بلومبيرغ بالقول إن اليهودي إيلي إبشتاين عندما تبرع بلفافة التوراة قبل ثلاث سنوات أمر بتغليفها بغطاء مخملي ومطرزة بالذهب ومنقوش عليها إهداء باللغة العربية إلى العبّار.

العبار يلقي كلمة في أحد أعراس اليهود بالإمارات

التطبيع قبل "اتفاق أبراهام"

بناءً على ثروته واهتماماته التجارية لا يُعرف "محمد العبّار" بكونه واحداً من أكبر رجال الأعمال في المنطقة فقط، بل بكونه واحداً من أقدم رجال الأعمال الإماراتيين النادرين للغاية الذين قاموا ببناء حلقات وصل بين السلطات في الدولة والاحتلال الإسرائيلي من أجل التطبيع.

ويعود أول ظهور لهذا التطبيع إلى عام 2005، إذ زار العبار الأراضي الفلسطينية المحتلة (إسرائيل) لعقد اجتماع سري مع أرييل شارون (رئيس حكومة الاحتلال في ذلك الوقت) وشمعون بيريز، بتنسيق من إفرايم سنيه، وزير النقل في عهد شارون. وعرض خطته بشراء أراضي قطاع غزة من الاحتلال قبل بضعة أشهر من خروج آخر المستوطنين اليهود من القطاع.

وكان سنيه قد التقى بالعبّار عام 2001 في الإمارات، إذ كان أول وزير إسرائيلي يقوم بزيارة سرية ورسمية إلى الإمارات. ويشير سنيه إلى العبّار على أنه "صديقي العزيز"، ويقول إن الاثنين حافظا على العلاقات على مر السنين.

ويبدو أن صديق سنيه "العزيز" استمر في علاقته بالاحتلال الإسرائيلي منذ تلك الفترة، إذ كان العبّار يتبرع بسخاء طوال 18 عاماً "للمبادرة الوطنية للأمن الغذائي في تل أبيب" وهي أحد مشاريع الاحتلال في الأراضي الفلسطينية، التي تقدم "المساعدات لآلاف الأسر الإسرائيلية"، حسبما كشفت وسائل إعلام إسرائيلية بعد توقيع اتفاقية التطبيع في 2020.

وليس غريباً أن تكون علاقة "العبّار" بالإسرائيليين ذات تأثير إيجابي دفع باتجاه تطبيع الإمارات مع الاحتلال بعلاقته الجيدة والمقربة مع حكام الإمارات والمسؤولين الحكوميين ومن خلال مركزه كعضو في المجلس التنفيذي لحكومة دبي بصفته مديراً لدائرة التنمية الاقتصادية.

بين ذلك ما كشفه البروفيسور يتسحاق كريس رجل الأعمال الإسرائيلي بأنه التقى "العبّار" خلال مؤتمر "السلام من أجل الازدهار" الذي عقده الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في البحرين عام 2019م، والذي وضع الأساس لـ"اتفاقيات ابراهام".

العبّار ذاته أبدى إعجابه مراراً برجل الأعمال الإسرائيلي وقال عن ذلك اللقاء "لقد عرفته على الفور كرجل متواضع ولطيف. فكرته في بناء العلاقات والولاء عبر الحدود مبنية على مبدأ: سأعتني بعائلتك وأنت ستعتني بعائلتي، حسنًا، هذا قوي جدًا".

وخلال العام الذي سبق التطبيع عزز العبّار وكريس تعاونهما من أجل تقديم خدمات الرعاية الصحية المبتكرة من مركز "شيبا" المملوك لكريس إلى دولة الإمارات وخارجها.

وعقب إعلان اتفاقية التطبيع زاد التعاون وارتباط العبّار بالاحتلال الإسرائيلي ورجال الأعمال القريبين من المتطرفين الصهاينة.

محمد العبار ورجل الأعمال الإسرائيلي يتسحاق كريس

التطبيع بعد الاتفاق

اتخذ "محمد العبّار" لنفسه دوراً في قيادة التطبيع الشعبي مع الاحتلال، متخذاً من فكرة كريس حول تعارف العائلات والاعتناء بها مبدأً لجهوده؛ حيث شجع الإسرائيليين واليهود في جميع أنحاء العالم على "القدوم للإمارات واستكشاف شذراتها الثقافية والتاريخية الغنية والرائعة"، بل دعاهم إلى "زيارة السوق القديم في دبي والتعرف على السكان المحليين المليئين بالحب والفرح، وتناول القهوة معهم ليعرف بعضهم البعض".

وفي أكثر من مناسبة كرر "العبّار" فكرته لإدماج الاسرائيليين وسط الإماراتيين!، حيث أثار العبّار جدلا في كلمته خلال المؤتمر الاقتصادي الإماراتي الإسرائيلي الذي عقد على هامش مؤتمر جيتكس في ديسمبر2020، عندما قال إنه يبحث عن العلاقات الأسرية قبل العلاقات الاقتصادية مع "إسرائيل": "العمل مع إسرائيل سيأتي لا محالة، لكني أتحدث عن زيارتك لأمي وزيارتي لأمك الإسرائيلية". مضيفاً: "أنا حريص جدًا على لم شمل العائلة هذا، وأن يعرف الناس بعضهم البعض، وأن يتعرف أطفالنا على أصدقائنا من أطفال إسرائيل وأن يخلقوا تلك الوحدة". لكن أي تطبيع شعبي لم يكن مرحباً به وسط الإماراتيين.

فشل التطبيع الشعبي

اصطدمت حملة التطبيع الشعبي التي قادها محمد العبّار وغيره من المقربين من سلطات أبوظبي بوعي المواطنين الإماراتيين والمقيمين العرب والمسلمين في الدولة.

 فمنذ بدء التطبيع كان المواطنون أكثر حرصاً على عدم الاحتكاك بالإسرائيليين اليهود، وأشد حذراً في التعامل معهم؛ وبعد جرائم الاحتلال الإسرائيلي البشعة خلال الأعوام الثلاثة الماضية، وجرائم الحرب والإبادة الجماعية التي يرتكبها منذ 7 أكتوبر 2023، في قطاع غزة أصبح مستحيلاً تحقيق هذا التطبيع وغيره من أشكال التطبيع بما في ذلك الاقتصادي، وأي فرص للتقدم أو النجاح، بل هي فرصة ليتخلى ويتحلل المطبعون عن دورهم في هذه الاتفاقية وفي مقدمتهم "محمد العبّار".

ولم يصدر عن "العبّار" موقف محدد مما يرتكبه الاحتلال من جرائم بحق الفلسطينيين في قطاع غزة؛ وهو أمرٌ يأخذه المواطنون الإماراتيون والخليجيون والعرب بجدية كبيرة والذي ستدفعه تجارة "العبّار" وغيره من المطبعين مع الاحتلال الممولين لجرائمهم، وترك تاريخ غير مشرف لواحد من أشهر وأغنى رجال الأعمال في دولة الإمارات والعالم.

فهل "العبّار" يحب أصدقاءه الأعزاء الإسرائيليين لدرجة تضحيته بترك إرث سيئ الصورة بين أهله وعائلته؟ أما تجارته فإن المقاطعة ستستمر طويلاً ضده وضد غيره من رجال الأعمال المرتبطين بجرائم الاحتلال.