استنكر وزير خارجية سلطنة عُمان بدر البوسعيدي اليوم السبت، استخدام الولايات المتحدة حق "الفيتو" لمنع تمرير تصويت مجلس الأمن على قرار وقف إطلاق النار في غزة، معتبراً أنها تضحية بالمدنيين "من أجل القضية الصهيونية".
وقال بدر البوسعيدي، في حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي "إكس" إنَّ "استخدام الولايات المتحدة الأمريكية حق النقض في مجلس الأمن يُعتبر إهانة للمعايير الإنسانية".
وأضاف: "يؤسفني بشدة تضحية الولايات المتحدة بحياة المدنيين الأبرياء من أجل القضية الصهيونية"، لافتاً إلى أن "العالم سينظر إلى هذا اليوم بنظرة عار زمناً طويلاً بعد رحيلنا".
وكان مجلس الأمن الدولي فشل، في جلسة عقدها أمس الجمعة، في تبني قرار يطالب بوقف إطلاق نار إنساني في غزة، بعد استخدام الولايات المتحدة حق النقض الفيتو.
وصوت لصالح القرار 13 دولة، فيما امتنعت بريطانيا عن التصويت. وتعد هذه المرة الثانية التي يخفق فيها مجلس الأمن في اعتماد مشروع قرار لوقف إطلاق النار بغزة، بسبب استخدام الولايات المتحدة حق النقض الفيتو.
ويطالب مشروع القرار في نسخته الأخيرة بـ"وقف فوري لإطلاق النار لدواع إنسانية" في غزة، محذراً من "الحالة الإنسانية الكارثية في قطاع غزة".
كما يدعو النص المقتضب إلى "حماية المدنيين"، و"الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن"، و"ضمان وصول المساعدات الإنسانية".
وقبل ساعات من تصويت مجلس الأمن أكد أنطونيو غوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، أن 85% من سكان قطاع غزة اضطروا لمغادرة منازلهم دون أدنى مقومات الحياة.
وأشار إلى أن الأمم المتحدة متشبثة وملتزمة بمواصلة تقديم المساعدة لسكان قطاع غزة، لكن هناك مخاوف من الانهيار الكامل لنظام الدعم الإنساني، وهو ما ستكون له عواقب وخيمة.
ووسعت قوات الاحتلال المتوغلة في قطاع غزة عمليتها البرية لتشمل منطقة الجنوب، تحديداً خانيونس، تزامناً مع غارات جوية عنيفة يواصل طيران الاحتلال شنها على مباني المدينة التي نزح إليها مئات الآلاف من شمال القطاع المدمر.
ويشن جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر المنصرم، حربًا مدمرة على قطاع غزة، خلّفت حتى مساء الجمعة، 17 ألفا و487 شهيدا، 70 بالمئة منهم من الأطفال والنساء، بالإضافة إلى 46 ألفا و480 جريحا، فضلا عن دمار هائل في البنية التحتية و"كارثة إنسانية غير مسبوقة"، بحسب مصادر رسمية فلسطينية وأممية.