أحدث الأخبار
  • 12:30 . سلطان عُمان يستقبل وزير الخارجية السعودي لبحث العلاقات الثنائية والتطورات الإقليمية... المزيد
  • 12:26 . قرقاش يرد على السعوديين واليمنيين والسودانيين: "الإمارات لا تبحث عن نفوذ"... المزيد
  • 12:22 . كلمات صادقة من حاكم الشارقة لفلسطين تشعل التفاعل: "لو كان بيدنا لكنا معكم"... المزيد
  • 12:01 . وثيقة ويكيليكس تكشف رؤية محمد بن زايد للانتخابات والإسلام السياسي وإيران... المزيد
  • 11:53 . كتاب "الوهم الأندلسي" لروضة الطنيجي يثير موجة انتقادات حادة واتهامات بالتحريض وتشويه صورة الإسلام... المزيد
  • 01:06 . رويترز: مهبط طائرات ممول من أبوظبي في ليبيا يغيّر موازين الحرب السودانية... المزيد
  • 12:35 . بسبب الرقائق الإلكترونية.. أبوظبي في مرمى التحقيقات الأمريكية... المزيد
  • 08:07 . كاتب إسرائيلي يكشف عن خلافات بين ترامب ونتنياهو قبيل لقائهما القادم... المزيد
  • 06:27 . الأرصاد يتوقع طقساً صحواً إلى غائم جزئياً خلال الغد... المزيد
  • 06:24 . سيناتور أمريكي: صواريخ إيران قادرة على اختراق "القبة الحديدية" الإسرائيلية... المزيد
  • 12:43 . مقتل جنرال في الجيش الروسي بانفجار في موسكو... المزيد
  • 12:24 . هيئة فلسطينية: مستوطنات الاحتلال الجديدة حرب إبادة على الجغرافيا... المزيد
  • 11:55 . تحقيق استقصائي: الإمارات محطة محورية في شبكة تجنيد مرتزقة كولومبيين للقتال في السودان... المزيد
  • 11:51 . السعودية تمنح قائد جيش باكستان وسام الملك عبدالعزيز... المزيد
  • 11:23 . خلال زيارته لقاعدة عسكرية فرنسية بأبوظبي.. ماكرون يعلن عن بناء حاملة طائرات جديدة... المزيد
  • 11:09 . "الإمارات للخدمات الصحية": 3699 زوجاً خضعوا للفحص الجيني قبل الزواج خلال 2025... المزيد

وثيقة ويكيليكس تكشف رؤية محمد بن زايد للانتخابات والإسلام السياسي وإيران

صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد رئيس الدولة
رصد خاص – الإمارات 71
تاريخ الخبر: 23-12-2025

كشفت وثيقة ويكيليكس رقم 07ABUDHABI97، الصادرة عن اجتماع أمريكي عُقد في يناير 2007 مع ولي عهد أبوظبي حينها رئيس الدولة حاليا صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد ووزير الخارجية الشيخ عبد الله بن زايد، عن مواقف صريحة وحساسة تتعلق برؤية القيادة الإماراتية آنذاك للإسلام السياسي، والانتخابات في الشرق الأوسط، وإيران، والعراق، وعلاقات الإمارات مع الولايات المتحدة و"إسرائيل".

وبحسب الترجمة الحرفية للوثيقة، عبّر الشيخ محمد بن زايد عن قلقه العميق من الولاءات داخل المجتمع الإماراتي، مشيرًا إلى أن ما بين 50 و80% من أصل نحو 60 ألف جندي في القوات المسلحة الإماراتية قد يستجيبون، بحسب تقديره، لنداء “شيخ ما في مكة”. وذكر مرارًا أنه قد يواجه ردود فعل عنيفة من مواطنيه، تصل إلى “رجمه”، إذا طرح بعض القضايا علنًا.

وفي ما يتعلق بالديمقراطية، أبدى الشيخ محمد بن زايد تحفظًا واضحًا على دعم الولايات المتحدة للانتخابات في الشرق الأوسط، متسائلًا عن جدوى هذا التوجه في ضوء نتائج مثل فوز حركة حماس في فلسطين.

 وقال بوضوح: “الشرق الأوسط ليس كاليفورنيا”، معتبرًا أن الانتخابات الحرة في العالم العربي والإسلامي، في عالم ما بعد 11 سبتمبر، ستؤدي إلى النتائج نفسها في أي بلد مسلم، حيث تميل الجماهير، بحسب رأيه، إلى التصويت “بالعاطفة” لصالح الإخوان المسلمين والجماعات الجهادية.

وأكد أن معالجة هذا الواقع لا تكون عبر صناديق الاقتراع، بل عبر التعليم طويل الأمد، مشددًا على أن تغيير الظواهر الثقافية المتجذرة يحتاج ما بين 25 و50 عامًا من الجهد المركّز.

وفي هذا السياق، تحدث عن سياسات تعليمية داخل الإمارات، مشيرًا إلى إغلاق 80% من أصل 262 ما وصفها بـ“مدارس قرآن طالبانّية” في الجزء الغربي من إمارة أبوظبي، والعمل على خصخصة التعليم الحكومي بهدف الوصول في النهاية إلى “صفر” من هذا النوع من المدارس.

كما قدّم الشيخ محمد بن زايد نفسه بوصفه عربيًا ومسلمًا مارس التدين، وقال إنه كان في السبعينيات وبدايات الثمانينيات “واحدًا منهم”، في إشارة إلى التيارات الإسلامية، قبل أن يخلص إلى قناعة بأن لهذه الجماعات “أجندة”. وأقر بوجود تباين في الرأي داخل القيادة الإماراتية، موضحًا أن شقيقه الشيخ عبد الله بن زايد أكثر دعمًا لفكرة الانتخابات منه.

في المقابل، شدد المسؤول الأمريكي نيكولاس بيرنز على التزام الإدارات الأمريكية المتعاقبة بتعزيز الديمقراطية، معتبرًا أن الانتخابات تمنح الشرعية حتى لو جاءت بنتائج غير مرغوب فيها، ومؤكدًا أن الولايات المتحدة لا تسعى لفرض نموذج محدد، بل لترك الدول تجد طريقها بنفسها. غير أن الشيخ محمد بن زايد رد محذرًا من أن “الانتخابات الحرة في الشرق الأوسط” قد تعني في النهاية أن الولايات المتحدة “ستضطر للعثور على مكان آخر للحصول على 17 مليون برميل نفط يوميًا”، واصفًا نتائج الانتخابات في العراق بأنها “كارثة”.

الوثيقة تكشف كذلك موقفًا واضحًا من الإسلام السياسي الإقليمي، حيث قال الشيخ محمد بن زايد إنه “لا سلام مع حماس”، تمامًا كما هو الحال مع إيران في ظل أحمدي نجاد. واعتبر أن إيران تسعى إلى أن تكون قوة إقليمية عظمى وتمتلك سلاحًا نوويًا، وليس مجرد برنامج للطاقة.

وأشار إلى تاريخ طويل من التواصل السياسي بين الإمارات وإيران، نقل خلاله عن أحد أقرباء أحمدي نجاد قوله إن طهران لن تهدأ حتى تحصل على القدرة النووية.

في الشأن الإقليمي، عبّر الشيخ محمد بن زايد عن قلقه من النفوذ الإيراني في العراق، مؤكدًا أن إيران “أكثر تنظيمًا مما تعتقدون”، وأنها بنت شبكة نفوذ قوية منذ الحرب العراقية–الإيرانية. ورأى أن العراق يحتاج إلى قائد علماني قوي “مثل إياد علاوي”، مشيرًا إلى أن الإمارات أنفقت أموالًا لدعمه، مع ضرورة أن يكون بلا هوية أمريكية واضحة.

أما بشأن سوريا، فقد وصف الشيخ محمد بن زايد الرئيس بشار الأسد بأنه “ضعيف جدًا”، رغم الإشارة إلى علاقة شخصية جيدة تجمعه بعبد الله بن زايد، معتبرًا أن أوراق الأسد محدودة ويعتمد بشكل كبير على الدعم الإيراني، واستضافته لخالد مشعل، وعلاقته بحزب الله.

الوثيقة تناولت أيضًا علاقات التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي، حيث أكد الشيخ محمد بن زايد أن الإمارات لا تنظر إلى "إسرائيل" كعدو، وتحدث مطولًا عن “التسامح الديني” في الإمارات، مستشهدًا بدعم عائلة آل نهيان للمبشرين الطبيين الأمريكيين، وباكتشاف آثار كنيسة تاريخية في أرض إماراتية. كما ناقش الاجتماع تأجيل زيارة رؤساء منظمات يهودية أمريكية لأسباب أمنية، مع التأكيد على أن التأجيل لا يعني الإلغاء.

وفي ما يخص إيران مجددًا، دعا الشيخ محمد بن زايد إلى “إجراءات أقوى” لوقف طموحاتها، مفضّلًا التعامل معها “عاجلًا لا آجلًا”، دون أن يعني ذلك بالضرورة تدخلاً عسكريًا مباشرًا. وأشار إلى أن إيران تمتلك “نائمين” حول العالم، وأن الرسائل الأمريكية ليست قوية بما يكفي.

كما توقّع أن تتحرك أوروبا فقط عندما تشعر بتهديد مباشر من الصواريخ الإيرانية، في حين ترى دول الخليج إيران تهديدًا دائمًا، مع اختلاف الأولويات بينها، مضيفًا بلهجة حادة: “أنا مستعد للركض. لن أنتظر القطريين”.

تعكس هذه الوثيقة، وفق نصها الحرفي، رؤية أمنية وسياسية متشككة بالديمقراطية في المنطقة، تركّز على التعليم طويل الأمد، وتتعامل مع الإسلام السياسي بوصفه تهديدًا، وتضع إيران في صلب المخاوف الاستراتيجية، في وقت تؤكد فيه الإمارات، كما ورد في الاجتماع، التزامها بالتعاون الوثيق مع الولايات المتحدة، حتى مع إدراكها لحساسية هذا التعاون في مواجهة “الشارع العربي”.