أحدث الأخبار
  • 12:49 . "يا غريب كن أديب".. عبدالخالق عبدالله يوبّخ سفير الاحتلال علنًا... المزيد
  • 12:48 . إيران ترفض اتهامات الغرب لها بانتهاج سياسة "الاغتيالات والخطف" بالخارج... المزيد
  • 12:47 . "رايتس ووتش": توزيع المساعدات في غزة تحوّل إلى حمّامات دم تحت الحصار... المزيد
  • 11:31 . الإمارات ترحب بعزم عدة دول الاعتراف بدولة فلسطين... المزيد
  • 11:30 . الزيارة التي انتظرها الكرملين.. أول وفد سوري يزور موسكو بعد سقوط الأسد... المزيد
  • 11:28 . "أنا أموت من الجوع".. أسير إسرائيلي في غزة يستغيث قبل فقدان أثره... المزيد
  • 11:24 . إعلام عبري: "إسرائيل" تجلي دبلوماسييها من الإمارات... المزيد
  • 07:14 . صحيفة عبرية: "إسرائيل" تجاهلت مطالب الرئيس الإماراتي بتغيير سفيرها... المزيد
  • 06:27 . انخفاض طفيف بأسعار البنزين وارتفاع الديزل في الإمارات خلال أغسطس... المزيد
  • 01:02 . على خلفية تحرش جنسي.. أبوظبي: سفير "إسرائيل" يضر بشرفنا... المزيد
  • 12:57 . قادة القوات البرية الخليجية يبحثون في الكويت تعزيز التكامل الدفاعي... المزيد
  • 12:34 . رئيس الدولة يبحث مع ستارمر جهود تخفيف معاناة غزة والاعتراف بفلسطين... المزيد
  • 11:52 . كندا تعتزم الاعتراف بدولة فلسطين وترامب يبتزها بالاتفاق التجاري... المزيد
  • 11:50 . إيران تطالب أمريكا بتعويضات مالية عن الحرب قبل المحادثات النووية... المزيد
  • 11:40 . هل تقف أبوظبي وراء دعم مصانع الكبتاغون السرية في السودان؟... المزيد
  • 11:26 . أكثر من ستة أشهر على اعتقاله التعسفي.. قضية عبد الرحمن القرضاوي تفضح سجل أبوظبي في قمع الحريات... المزيد

أمة لا تعرف مستقبلها

الكـاتب : فهد عامر الأحمدي
تاريخ الخبر: 30-11--0001

فهد عامر الأحمدي

صدمة المستقبل كتاب نشره عالم الاجتماع ألفن تفلر عام 1971 لفهم المتغيرات التي سيعيشها البشر (بعد أربعين عاماً) في أيامنا هذه.. وهو كتاب مترجم للعربية صدرت طبعته الأولى عام 1974 ويركز على المتغيرات التي ستطال الطب والتكنولوجيا والسياسة والتعليم وإفرازات الصدمة والارتباك التي ستطال الانسان العادي حين يفاجأ بالمتغيرات السريعة من حوله!

والكتاب من هذه الناحية ليس الوحيد من نوعه؛ ولكن أهميته تكمن في انه أول كتاب من هذا النوع، وأنه (بسبب تأليفه قبل 40 عاما) يسمح لنا بمقارنة ما جاء فيه مع ما نعيشه بالفعل هذه الأيام!!

وقبل التوسع أكثر أشير الى أن الفكرة ذاتها أسست لعلم جديد هو "استشراف المستقبل" الذي أصبح علما يدرس في الجامعات. وقد ظهر أولا في الولايات المتحدة في كلية الدراسات الاجتماعية بجامعة نيويورك قبل أن يصبح تخصصا مستقلا في عدد كبير من الجامعات. ومن الوسائل المعينة على ذلك جداول الاحتمالات والمتتاليات الرياضية، واستطلاع آراء "الأجيال القادمة" ورصد التوجهات الصاعدة والتيارات الجديدة.. كما يعتمد على تغذية الحاسبات العملاقة بالبيانات الأساسية والاهتمام بالأبحاث الميدانية ودراسة المؤثرات الاقتصادية والمتغيرات الاجتماعية التي ستشكل حياة وآراء الناس بعد جيل أو جيلين من (الآن)!!

وبالطبع لكل مجتمع ومجال طبيعته ووضعه الخاص.. فالتنبؤ بالوضع السياسي والاقتصادي والاجتماعي لبلد ما، يتطلب وضع (خطة عمل) تتناسب وطبيعة المجتمع فيه. ففيما يخص المجتمع الامريكي مثلا استطاعت كلية "اليس لويد" في ولاية كنتاكي (قبل ثلاثين عاما) وضع تصور للمشاكل الأسرية التي تنتظر الأسر هذه الأيام. كما استطاعت جامعة "كورنيل" قبل عقدين رسم صورة صادقة للمستقبل الاجتماعي والتأثير السياسي للأقليات العرقية في أمريكا.. وبالطبع اهتمت دوائر المخابرات الأمريكية بهذه المناهج للتكهن بمجرى الأحداث حول العالم. كما شاركها في ذلك الأحزاب السياسية والشركات التي تريد معرفة اتجاهات الاستهلاك في المستقبل..

ومن المؤسف عدم وجود كليات أو مؤسسات خاصة في الوطن العربي تهتم بهذا الجانب؛ فلا توجد مثلا رؤية واضحة للنمو الاققتصادي والصناعي في الخمسين عاما القادمة. كما لا توجد استطلاعات لآراء الطلاب (ممن سيقودون البلاد بعد عشرين او ثلاثين عاما) حول فهمهم ونظرتهم للتطورات المستقبلية. كما لا توجد محاولات جادة لفهم تأثير الانفجار السكاني والمتغيرات الاسرية والاجتماعية التي سنصل اليها بعد عشرين عاما من الآن.. وعدم وجود محاولات من هذا النوع هو ما يجعلنا (نفاجأ) ونصاب بالصدمة حين تنفجر مشكلة اجتماعية خطيرة (كالبطالة أو التطرف مثلا) فتضيع جهودنا في محاولة ترقيع ما يستجد ولملمة ما تبعثر!

والمضحك المبكي ان عدم اهتمامنا بالدراسات المستقبلية هو ما يجعل معظم النبوءات حول مشاكلنا في المستقبل تأتي من (الخارج)؛ فكم مرة سمعنا عن دراسة جديدة بخصوص مستقبل الصراع العربي الاسرائيلي، أو المستقبل الطائفي في العراق وسورية، أو الصراع على المياه سيكون سبب الحروب في الشرق الأوسط مستقبلا.. جميعها للأسف دراسات مستقبلية ظهرت من المعاهد الغربية المتخصصة أو التابعة للأمم المتحدة في حين يقتصر دورنا على ترجمتها (وما خفي كان أعظم)!

... والله إني لأعجب لأمة حتى مستقبلها يعرفه الآخرون أفضل منها.