أحدث الأخبار
  • 10:27 . وزيرا خارجية عمان وتركيا يبحثان تعزيز الشراكة وتطورات المنطقة... المزيد
  • 10:27 . بريطانيا تفرض عقوبات على أربعة من قادة قوات الدعم السريع بينهم شقيق دقلو... المزيد
  • 10:26 . حكومة الإمارات تصدر تعديلات جديدة على قانون الجرائم والعقوبات وسط انتقادات حقوقية مستمرة... المزيد
  • 05:36 . قمة كروية مرتقبة في ملعب البيت.. "الأبيض" يواجه الجزائر في ربع نهائي كأس العرب... المزيد
  • 01:59 . وفاة سبعة فلسطينيين بغزة جراء انهيارات بسبب المنخفض الجوي... المزيد
  • 01:58 . الإمارات والاتحاد الأوروبي يطلقان مفاوضات لإبرام شراكة استراتيجية شاملة... المزيد
  • 01:57 . أمريكا " تضغط" للانتقال إلى المرحلة الثانية من وقف النار وإلزام الاحتلال بإزالة الأنقاض وإعمار غزة... المزيد
  • 01:54 . السعودية تُصعّد إعلامياً ضد المجلس الانتقالي.. رسالة غير مباشرة إلى الإمارات؟... المزيد
  • 01:50 . عراقجي يعتزم زيارة بيروت بعد امتناع وزير خارجية لبنان عن زيارة طهران... المزيد
  • 01:47 . دبي.. السكان يشتكون من تأجير المواقف وفرض غرامات "غير قانونية"... المزيد
  • 08:26 . سياسي فرنسي يتهم أبوظبي باستهداف حزبه الرافض لمحاربة الإسلاميين... المزيد
  • 02:35 . ترامب يعلن احتجاز الولايات المتحدة ناقلة نفط قبالة سواحل فنزويلا... المزيد
  • 11:52 . الرئيس السوري يتقبل أوراق اعتماد سفير أبوظبي لدى دمشق... المزيد
  • 11:34 . الإمارات تدين بشدة مداهمة الاحتلال مقر "الأونروا" في القدس... المزيد
  • 11:02 . مدارس تُقيّم أداءها في الفصل الدراسي الأول عبر آراء أولياء الأمور... المزيد
  • 10:55 . مجلس النواب الأميركي يوافق على إلغاء قانون قيصر بشأن سوريا... المزيد

القرضاوي والإنتربول

الكـاتب : عبد العزيز صباح الفضلي
تاريخ الخبر: 12-12-2014

نُشر تقرير لشرطة «الإنتربول» الدولية جاء فيه «أن القرضاوي الذي يحمل الجنسية المصرية والقطرية، مطلوب من قبل السلطات المصرية لقضاء عقوبة بتهم التحريض والمساعدة على ارتكاب القتل العمد، ومساعدة السجناء على الهرب والحرق والتخريب والسرقة، ومن يملك أي معلومات عن القرضاوي أن يراجع مركز الشرطة المحلية في منطقته».

هذا التقرير من الإنتربول أثار السخرية والغضب في آن واحد لدى الملايين من أبناء الأمة العربية والإسلامية بل والشرفاء في العالم.

فالعلامة القرضاوي والذي سَخِرَ بنفسه من هذا التقرير ودافع عن نفسه تجاه هذه التهمة قائلا:«هؤلاء الذين يتحدثون عن الإنتربول وسواه، أقول لهم إنني لا أعرف بأي مقياس يقيس الإنتربول! هل كل من يقول إن فلانا عمل شيئا ما يُصَدّق؟ كيف أكون قد فتحت السجون وأنا أعيش في قطر ومعي جواز سفر قطري لا أتحرك إلا به، فهل خرجت من قطر في هذه الفترة؟ هل ذهبت إلى مصر في هذه الفترة أم أنني طرت في السماء؟».

ومما قاله فضيلة العلامة القرضاوي «أنا عمري 88 عاما وعندي أمراض ولا يمكنني السفر إلا بمرافق أو مرافقين بسبب ظروفي الصحية، وأنا حتى لا أعرف هذا السجن المسمى النطرون، وأعجب ممن يُصدّقون هذا الكلام ويقبلونه، وعليهم مراجعة أنفسهم».

ونحن بالفعل نتعجب من هذا القرار فهل القرضاوي المعروف بوسطيته واعتداله، والمشهور بمساعيه الحثيثة للتقارب بين المذاهب، والمعروف بمشاركته الفاعلة في العديد من الأنشطة والفعاليات والمؤتمرات حول إفشاء السلام، والتعايش بين المسلمين وجيرانهم، والقرضاوي الذي يُتّهم من قبل بعض الإسلاميين- حسب نظرتهم - بتساهله في موضوع الولاء والبراء وبتساهله في الأحكام الشرعية، يوضع على قوائم المطلوبين في الانتربول؟!

ونحن نتساءل أيّهم أولى بأن يوضع على قوائم المطلوبين لانتهاكه مبادىء الإنسانية ولارتكابه جرائم حرب هل القرضاوي أم قادة الكيان الصهيوني الذين سفكوا دماء الأبرياء في غزة وقصفوا المدارس والمستشفيات ودور رعاية المعاقين؟!

أين هم من المجرم بشار الذي انتهك كل قيم الإنسانية خلال السنوات الماضية من أجل إخماد الثورة واستخدم الأسلحة الكيماوية المحرمة دوليا، وأمام مرأى العالم، فلماذا لم يطلب أو يقدم للمحاكمة؟!

وأين هم من المالكي وجرائمه ضد السنة في العراق، وقد أثبتت تقارير عدة انتهاكه لكرامة الإنسانية؟.

ونحن نتساءل هل المطالبة بالقبض على العلامة القرضاوي لأنه من أشهر العلماء الذين وقفوا ضد الكيان الصهيوني وطالبوا برحيله عن القدس وفلسطين وشجعوا الجهاد في مواجهته؟، أم يحاكم لأنه وقف في وجه الظالمين والقتلة وانتقد جرائمهم وطالب بمحاسبتهم؟

إن إدراج اسم الشيخ القرضاوي - رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين - على قوائم المطلوبين في الانتربول هو إهانة لآلاف العلماء الذين ينتسبون لهذا الاتحاد، وهو طعن في القائمين عليه.

إن مثل هذه القرارات هي التي تشجع التطرف وتتسبب في انتشاره، خاصة عندما يرى المسلمون أن من يُعرَف باعتداله وتوسطه يُتهم بالعنف والإرهاب، فيصبح في يقينهم أنه لن يرضى عنهم أعداء الأمة إلا إذا طبقوا الإسلام المائع والوديع الذي تحدثت عنه في مقالتي السابقة، وهو ما يرفضونه قطعيا.

الشيخ القرضاوي حفظه الله قارب التسعين من عمره، وقد قضى حياته في خدمة الإسلام، عالما ومتعلما وداعية ومجاهدا وأديبا، ولن يحرك قرار الانتربول شعرة في رأسه، لكن الواجب على المسلمين قادة وشعوبا، مؤسسات وأفرادا التحرك ضد القرار لأنه في اعتقادي إساءة في حقهم - إن سكتوا عليه - قبل أن يكون إساءة للشيخ نفسه.