أحدث الأخبار
  • 11:38 . بأكثر من 22 مليار درهم.. عقارات دبي تسجل أعلى مبيعات أسبوعية على الإطلاق... المزيد
  • 11:27 . أمير الكويت يبدأ اليوم زيارة رسمية إلى فرنسا بهدف "تعزيز الشراكة"... المزيد
  • 11:13 . تفاصيل جديدة عن محاولة إصابة الرئيس الإيراني في محاولة اغتيال إسرائيلية... المزيد
  • 11:07 . 20 شهيدا وعشرات المصابين في غارات إسرائيلية على غزة اليوم... المزيد
  • 06:39 . السودان يطالب "الجنائية الدولية" بالتحقيق مع "كبير الرعاة" لقوات الدعم السريع... المزيد
  • 06:09 . "التربية" تضغط لإلزام أولياء أمور الطلبة المقيمين بسداد الرسوم... المزيد
  • 11:40 . شهيدان أحدهما أميركي الجنسية على يد مستوطنين قرب رام الله... المزيد
  • 11:05 . رئيس وزراء قطر الأسبق يحذر من تهديدات تحيط بدول الخليج وسوريا... المزيد
  • 10:51 . مسلحو حزب العمال الكردستاني يحرقون أسلحتهم كإعلان رسمي لنهاية الصراع مع تركيا... المزيد
  • 10:39 . خلاف بين رجل الأعمال خلف الحبتور والحكومة المصرية... المزيد
  • 02:10 . خبراء أمريكيون ينتظرون بيانات حول مدى فداحة الأضرار بمنشآت إيران النووية... المزيد
  • 02:09 . مصادر: الحوثيون يحتجزون ستة من طاقم السفينة اليونانية التي تعرضت لهجوم بالبحر الأحمر... المزيد
  • 02:09 . بعد عملية خان يونس ومجزرة جباليا.. إعلام عبري يتحدث عن "حدث أمني" جديد شمالي غزة... المزيد
  • 02:07 . سلطان بن أحمد القاسمي يوجه بتخصيص منح دراسية لأوائل الثانوية العامة في جامعة الشارقة... المزيد
  • 02:07 . فتح باب الترشّح لجائزة المعلم العالمية أمام المعلمين المتميزين في الدولة... المزيد
  • 11:58 . إعلام عبري: "إسرائيل" تحرض أمريكا على استئناف ضرباتها ضد الحوثيين في اليمن... المزيد

الوصفة السحرية للقراءة

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 30-11--0001

عائشة سلطان

في أمسية ثقافية طرحت على مقدمتها كماً من الأسئلة يحتاج إلى ساعات للإجابة عليها، مع ذلك فقد كانت أسئلة ذكية جداً وحقيقية وليست مجرد أسئلة لتعبئة فراغ الوقت والثرثرة، أحسنت مقدمة الأمسية صنعاً، فقد حولت زمن اللقاء بأسئلتها إلى وقت ممتع بالفعل وللجميع كما عرفت منهم ، إن النسبة الكبرى لنجاح أي لقاء يعتمد على كاريزما الضيف - ذلك ما يقال - لكنني أؤكد أن ذكاء المقدم ومعرفته الدقيقة بموضوعه يشكل عاملاً حاسماً لنجاح وجاذبية اللقاء أو فشله ، كان من بين الأسئلة التي اعتقد بأن الإجابة عليها تحتاج إلى اهتمام مجتمعي ورسمي كبير، ذلك السؤال حول القراءة : كيف نجعل الأفراد في المجتمع يقرؤون ؟ خاصة وأننا نعتبر من المجتمعات التي لا تتباهى كثيراً بعادة القراءة بين أفرادها، كان السؤال يحاول تحديد الجهة أو الطرف الذي يجب أن نحمله هذه المهمة لنستريح ؟
كيف أجعل من ابني الذي لا يقرأ قارئاً ؟ وأيضاً من تلميذي وطالب الجامعة وجارتي وصديقتي و... الذين هم في الأساس لا علاقة لهم بهذا التوجه أو الاهتمام أو العادة، عادة القراءة، هل يمكن صنع قراء بوصفة سحرية أو بوضع قواعد محددة ؟ أولاً ومن تجربة شخصية اعتقد بأنك من الصعب أن تقنع شخصاً تجاوز العشرين من عمره بالقراءة إذا كان من النوع الذي لم يفكر يوماً باقتناء كتاب أو قراءته، إن الأشخاص الذين لم يشكل لهم الكتاب سحراً جاذباً في طفولتهم أو مراهقتهم المبكرة، ولم يتحمسوا يوماً لدخول مكتبة أو معرض كتاب ، هؤلاء الأشخاص لا يمكن تحويلهم بأي وصفة وتحت أي إغراء أو ضغط للقراءة، ما عدا تلك القراءة البراجماتية القائمة على استيفاء مصلحة زمنية محدودة كقراءة كتب الجامعة لأجل الدراسة والامتحانات أو قراءة كتب دورة تدريبية مثلًا لأغراض الوظيفة أو قراءة كتب الطبخ والأبراج !

القراءة توجه فردي يولد مع الإنسان أحياناً، ويمكن توجيهه وتنميته داخل الأسرة أولاً وفي مراحل الدراسة المبكرة عبر مكتبات الفصل ومكتبة المدرسة ومكتبات الأحياء وهكذا ، بمعنى آخر فإن القراءة تربية وتنشئة وبرمجة عصبية وذهنية طويلة المدى تبدأ في سنوات الطفولة المبكرة لتنتهي عادة ملازمة وطقساً يومياً وسمة من سمات االشخصية تنعكس آثارها على الإنسان بشكل رائع جداً في سنوات عمره اللاحقة.

لقد حاولت جعل صديقة لي أيام الدراسة الجامعية تقرأ أو تحب الكتب، تدرجت معها بشكل سلس وبكتب بسيطة، كان الأمر بطلب منها وليس بضغط مني، ولقد حاولت هي كما قالت لي هضم عملية القراءة، وجعلها توجهاً إرادياً، تسعى إليه لكنها في كل مرة تجد نفسها تحاول أمراً لا تطيقه ولا يشكل لها أهمية أو شغفاً حقيقياً، كما كانت تقول ( لم أحب هذا الشيء تقصد القراءة ) !

إذا أردنا أن نكون جيلًا قارئاً، علينا أن نصمم فصولاً تكون المكتبة ركناً رئيسياً فيها، وتكون معلمة القراءة أو معلم القراءة منفصلاً عن دروس النحو والبلاغة والأدب، تعليم القراءة مجال مختلف ومستقل وعلينا أن نجعل في كل حي مكتبة وفي كل مدرسة معلماً يعلم الصغار كيف يقرؤون وماذا يقرؤون ومتى يقرؤون، يدلهم على الكتب ويتلمس احتياجات وتوجهات كل تلميذ ويكون هو ابتداء قارئاً منتمياً للقراءة، يكون قارئاً حقيقياً ليس من باب الوظيفة، ولكن من باب الشغف بهذا العالم البهي: عالم القراءة!