أحدث الأخبار
  • 01:09 . تحليل: صعود نفوذ الإمارات جنوب اليمن يضع السعودية أمام معادلة أكثر تعقيداً... المزيد
  • 12:45 . "الأبيض" يحلق إلى نصف نهائي كأس العرب على حساب الجزائر... المزيد
  • 10:27 . وزيرا خارجية عمان وتركيا يبحثان تعزيز الشراكة وتطورات المنطقة... المزيد
  • 10:27 . بريطانيا تفرض عقوبات على أربعة من قادة قوات الدعم السريع بينهم شقيق دقلو... المزيد
  • 10:26 . حكومة الإمارات تصدر تعديلات جديدة على قانون الجرائم والعقوبات وسط انتقادات حقوقية مستمرة... المزيد
  • 05:36 . قمة كروية مرتقبة في ملعب البيت.. "الأبيض" يواجه الجزائر في ربع نهائي كأس العرب... المزيد
  • 01:59 . وفاة سبعة فلسطينيين بغزة جراء انهيارات بسبب المنخفض الجوي... المزيد
  • 01:58 . الإمارات والاتحاد الأوروبي يطلقان مفاوضات لإبرام شراكة استراتيجية شاملة... المزيد
  • 01:57 . أمريكا " تضغط" للانتقال إلى المرحلة الثانية من وقف النار وإلزام الاحتلال بإزالة الأنقاض وإعمار غزة... المزيد
  • 01:54 . السعودية تُصعّد إعلامياً ضد المجلس الانتقالي.. رسالة غير مباشرة إلى الإمارات؟... المزيد
  • 01:50 . عراقجي يعتزم زيارة بيروت بعد امتناع وزير خارجية لبنان عن زيارة طهران... المزيد
  • 01:47 . دبي.. السكان يشتكون من تأجير المواقف وفرض غرامات "غير قانونية"... المزيد
  • 08:26 . سياسي فرنسي يتهم أبوظبي باستهداف حزبه الرافض لمحاربة الإسلاميين... المزيد
  • 02:35 . ترامب يعلن احتجاز الولايات المتحدة ناقلة نفط قبالة سواحل فنزويلا... المزيد
  • 11:52 . الرئيس السوري يتقبل أوراق اعتماد سفير أبوظبي لدى دمشق... المزيد
  • 11:34 . الإمارات تدين بشدة مداهمة الاحتلال مقر "الأونروا" في القدس... المزيد

نعيش معهم وليس من أجلهم

الكـاتب : عائشة الجناحي
تاريخ الخبر: 29-12-2014

تعبر بعض النساء عن كمية الحزن الذي يختلج الفؤاد: لم أقصر معه أبداً، وفرت لهُ كل ما يريد ويحتاج، ولكن يبدو أنني قبلت به وظلمت نفسي.

للأسف هي قبلت أن تدخل في دوامة الزواج لترضي من حولها، متيقنة بالنصيحة التي تتردد على مسامع أي فتاة قبل الزواج «الحب يأتي مع العشرة»، ويالها من نصيحة ذات حدين قد تحتمل الصدق أو الكذب.

كيف ينتهي الحب ويتحول إلى سراب؟ بعض المشاعر تأتي فياضة عشقاً وحباً وغراماً بين الأزواج حتى الثمالة، فينتهي بهم المطاف إلى الانفصال أوليس الحب كفيلاً أن يحتم استمرارية العلاقة الزوجية أو الأخوية وغيرها؟ لم البدايات في أغلب العلاقات رائعة وبرونق مختلف، يمزجه الاحترام والحب والتسامح.

هل لأن العطاء يكون بمقدار بعيداً عن تعذيب النفس والتضحية والتنازل؟ ما الذي يجعل أي شخص يتسم بالدكتاتورية المزمنة التي تنهي أغلب العلاقات بضربة تكون هي القشة التي تقصم ظهر البعير، لا بل هي أكثر مرارة؟

تقضي فتاة مدة ما تقارب التسع سنوات في وظيفة تعشقها فلا تتردد للعمل لساعات طويلة، لأنها تطمح للحفاظ على تطور وسمعة المؤسسة، ولكن ما يلبث أن تصطدم بعقلية مسؤول تهدر جميع جهودها، فيصعب عليها تحريك المياه الراكدة.

المسؤول الدكتاتوري الذي زرع الألغام في طريق نجاحها حتى تسرب اليأس شيئاً فشيئاً إلى نفسها فلم تجد حلاً سوى أن تودع المكان بالرغم من حبها لهذه المؤسسة، الذي لا يضاهيه حب فلقد أحست هذه الفتاة وكأنها تمشي في حلقة مبهمة غير منتهية.

 يسألها أحد الزملاء «ما الذي يجعلك تتركين مكاناً تعلق فيه قلبك؟»، في الواقع لن يعرف أي أحد الإجابة عن هذا السؤال حتى ولو كان أكبر معالج نفسي إلا معالج ومستشار واحد وهو ذاتها التي وضعتها في قمة أولوياتها.

قال تعالى (ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك) «آل عمران»، والدكتاتوري صاحب أخلاق حادة وسيئة، يعامل الناس على أنهم أشياء لا أشخاص، فهو يعطي الأوامر ولا يستمع إليهم أو يحاورهم حتى ينفر منه الجميع فيعيش غريباً، ويمضي غريباً ويرحل غريباً من دون أن يترك أي أثر طيب وهذا أقسى ما في الوجود.

تتحول حياتنا إلى زخم هائل من المسلسلات الدرامية؟ فهناك من يُجبر أحياناً على اتخاذ بعض القرارات المصيرية كالاستقالة أو الانفصال أو ترك بعض الأصدقاء لصعوبة الاستمرار معهم في قطار الحياة، الذي يؤدي إلى طريق شاق مليء بالعثرات والمشكلات فيتعسف الاستمرار جملة وتفصيلاً.

لو توغلنا في تاريخ كل شخص دكتاتوري لوجدناه الشخص المدلل الذي كانت تُلبى جميع رغباته في مرحلة الطفولة لتجنب أسلحته الطبيعية من صراخ وبكاء، فهذا الدكتاتور الصغير صنعته الأساليب التربوية الخاطئة، فزرع اليوم هو حصاد الغد، تلبية رغبات الأبناء بدلاً من الحوار الدافئ تترك بعض الآباء في قمة الانهزام النفسي في المستقبل، فالأبناء يشغلون مناصب كبيرة وحساسة، ولكن أغلب علاقاتهم مع الناس أشبه بالإصابة بـ«الغرغرينا»، التي لابد من البتر معها لتستمر الحياة بشكل طبيعي.

الحب ليس بالعطاء المفرط ولم يكن يوماً دليلاً على الحب الحقيقي، بل هو طريق الجحود، فمن الحب ما أفسد، هذا الذي يجهله البعض، فالعطاء بلا حدود سواء كان بين الآباء والأبناء أو الأزواج أو الأصدقاء والأخوة يُنتج شخصاً يتسم بالأنانية والدكتاتورية وأول من يدفع الثمن هو الشخص الذي يهب ويلبي النداء في كل وقت، وكل حين حتى ولو لزم الأمر أن يدفن نفسه تحت الرماد.

أصبح الناس في سباق محموم في هذه الحياة لنيل رضا الأزواج أو المسؤولين أو حتى الأصدقاء والأبناء من خلال كلمة أو عبارة أو موقف يمكنهم من النهوض من تحت الرماد، لتتحول حياتهم من أتراح إلى أفراح، لأن سعادتهم مبنية عليهم وكأنهم يعيشون في هذه الحياة من أجلهم.

هنا أقول لك، لم يُخلق أحد لتلبية رغبات المجتمع بأسره، فالحياة باختصار أخذ وعطاء، الحياة شراكة طويلة لا تنقضي وصداقة بلا فصول، وقصة حب لا تشيخ، وقلوب دافئة تحبك لذاتك. كي تتربع على العرش في قلوب من تحب، وتكسب احترام الآخرين يجب عليك البدء بالعيش معهم، وليس من أجلهم، هذا ملخص القصة.