أحدث الأخبار
  • 01:04 . مرسوم أميري بإنشاء جامعة الفنون في الشارقة... المزيد
  • 12:14 . "الأبيض" يسقط أمام المغرب ويواجه السعودية على برونزية كأس العرب... المزيد
  • 09:21 . غرق مئات من خيام النازحين وسط تجدد الأمطار الغزيرة على غزة... المزيد
  • 07:15 . روسيا تهاجم سفينة مملوكة لشركة إماراتية في البحر الأسود بطائرة مسيرة... المزيد
  • 12:52 . ولي العهد السعودي ووزير خارجية الصين يبحثان العلاقات المشتركة... المزيد
  • 12:25 . مستشار خامنئي: إيران ستدعم “بحزم” حزب الله في لبنان... المزيد
  • 12:16 . "التعليم العالي" تعرّف 46 جامعة بمزايا المنصة الوطنية للتدريب العملي... المزيد
  • 11:46 . وفاة 21 شخصا في فيضانات مفاجئة بالمغرب... المزيد
  • 11:10 . كيف تمددت "الشركة العالمية القابضة" في مفاصل اقتصاد أبوظبي؟... المزيد
  • 10:56 . الجزائر تنفي إنشاء وحدات مرتزقة لتنفيذ عمليات سرية في الساحل... المزيد
  • 10:55 . زوجة جاسم الشامسي توجه رسالة إلى الرئيس السوري الشرع... المزيد
  • 07:40 . رئيس الدولة يزور قبرص لتعزيز الشراكة الإستراتيجية الشاملة بين البلدين... المزيد
  • 07:21 . في ذكرى انطلاقة حماس.. خليل الحية يدعو لسرعة تشكيل لجنة تكنوقراط لإدارة غزة... المزيد
  • 06:13 . أستراليا.. 11 قتيلا في إطلاق نار على احتفال يهودي... المزيد
  • 06:00 . خبير إسرائيلي: الانتقالي سيطر على حضرموت بمساعدة أبوظبي وتل أبيب... المزيد
  • 12:02 . صحيفة عبرية تكشف ملابسات استهداف القيادي القسامي رائد سعد... المزيد

وسقط اليمن

الكـاتب : عائشة المري
تاريخ الخبر: 09-02-2015

أصدر الانقلابيون الحوثيون في اليمن، إعلاناً دستورياً فحل البرلمان وشكلت مؤسسات حكم مؤقتة تدير الأمور في البلاد لسنتين. لقد ظهرت ملامح المشروع الحوثي التوسعي في الاستيلاء على مفاصل السلطة في صنعاء بعد تجميد كل سلطات الدولة ودفع الرئيس والحكومة للاستقالة. إن التطورات المتسارعة في صنعاء تطرح العديد من الأسئلة حول مستقبل اليمن، فما هو مستقبل الدولة اليمنية في ظل الانقلاب الحوثي؟ وهل تقبل الأطراف السياسية والقبلية اليمنية التفرد الحوثي بمستقبل اليمن السياسي؟ وما هو دور العامل الخارجي في تحديد مسار الأحداث على الساحة اليمنية؟

كان الخلاف حول تقاسم السلطة هو النقطة المحورية في المعضلة اليمنية، فبعد ما سُمي «الربيع العربي» وخروج المظاهرات المطالبة باستقالة الرئيس السابق علي عبدالله صالح وبالإصلاحات السياسية والاقتصادية، تقدمت دول الخليج بمبادرة أدت لاستقالة الرئيس اليمني عام 2012 وفتح حوار وطني بين الأطراف المتنازعة على السلطة في اليمن، وطرحت فكرة الفيدرالية كمخرج للأزمة اليمنية، خاصة أن المناطق الجنوبية أرادت الاستقلال عن باقي اليمن، كما أن الحوثيين ظهروا على الساحة كرقم مقلق، إذ طرح الرئيس عبد ربه منصور فكرة الفيدرالية القائمة على تقسيم اليمن إلى ست مناطق فيدرالية إلا أن الحوثيين يزعمون أن هذا التقسيم الفيدرالي غير عادل وسيشكل مناطق غنية وأخرى فقيرة، وهذا ما سيؤدي حتماً إلى انهيار هذا المشروع. وطرح الحوثيون تقسيماً فيدرالياً آخر لليمن حيث تقسم البلاد إلى ثلاث مناطق فيدرالية. وأدت الخلافات على السلطة بين القوى السياسية، وفشلها في احتواء الوضع، إلى فتح الباب على مصراعيه للحوثيين.

وتستند السلطة في اليمن إلى تحالفات قبلية ومذهبية لها مصالح مشتركة تلتقي مع الحكومة المركزية بالإضافة إلى جماعة الحراك الجنوبي الانفصالية التي لم تعد تدعم الحكومة في صنعاء، وبعد الانقلاب الحوثي أعلنت قبائل مختلفة عدم الاعتراف بسلطة الحوثيين وبالإعلان الدستوري، وأنها لن تقبل بسلطة صنعاء، وكذلك فعلت أحزاب الحراك الجنوبي التي سارعت للإعلان عن عدم استعدادها للاعتراف بالانقلاب الحوثي، بل وأوردت بعض وسائل الإعلام خبر تقدم قوات من القبائل السنية التي تحالف بعضها مع مسلحي «تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية» في اتجاه العاصمة لمواجهة الحوثيين.

في الواقع لم تكن السلطة المركزية في صنعاء تسيطر على جميع أنحاء البلاد، خاصة في شرق وجنوب شرق اليمن حيث ينشط تنظيم «القاعدة» ويبسط سيطرته وتتحالف الحكومة اليمينية مع الولايات المتحدة في الحرب على الإرهاب حيث من الأهمية بمكان للولايات المتحدة استمرار التعاون ومواصلة القتال ضد تنظيم «القاعدة»، ومن شأن الانقلاب الحوثي تجميد العمليات حتى يتم التوصل إلى صيغة مقبوله للطرفين في شأن محاربة إرهاب «القاعدة».

إن اليمن مقبل على كارثة حقيقية في ظل الوضع القائم، فالحوثيون أقلية وسط محيط من السنة، والقبائل اليمنية سترفض سياسة الأمر الواقع ومنطق القوة التي ينتهجها الحوثيون، وسيتحول اليمن إلى ساحة صراع طائفي جديدة تضاف إلى العراق وسوريا حيث اصطبغت الحروب الأهلية بصبغة طائفية، وستؤدي سيطرة الحوثيين إلى الدعوة لـ«الجهاد المقدس» في أرض اليمن من قبل «داعش» وأخواتها، إضافة إلى وجود «تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية» بحجة محاربة الشيعة (الحوثيين)، وستتسع دائرة الصراع المذهبي في الساحة اليمنية لتخلق حالة مثالية من الفوضى السياسية والأمنية.