أحدث الأخبار
  • 12:45 . ميدل إيست آي: هل يمكن كبح "إسرائيل" والإمارات عن تأجيج الفوضى في المنطقة عام 2026؟... المزيد
  • 12:40 . أمطار غزيرة تغرق مستشفى الشفاء وآلافا من خيام النازحين في غزة... المزيد
  • 11:59 . طهران ترفض مطالب الإمارات بشأن الجزر المحتلة وتؤكد أنها تحت سيادتها... المزيد
  • 11:30 . ترامب: 59 دولة ترغب بالانضمام لقوة الاستقرار في غزة... المزيد
  • 11:29 . الإمارات تدين الهجوم على مقر للقوات الأممية بالسودان... المزيد
  • 01:04 . مرسوم أميري بإنشاء جامعة الفنون في الشارقة... المزيد
  • 12:14 . "الأبيض" يسقط أمام المغرب ويواجه السعودية على برونزية كأس العرب... المزيد
  • 09:21 . غرق مئات من خيام النازحين وسط تجدد الأمطار الغزيرة على غزة... المزيد
  • 07:15 . روسيا تهاجم سفينة مملوكة لشركة إماراتية في البحر الأسود بطائرة مسيرة... المزيد
  • 12:52 . ولي العهد السعودي ووزير خارجية الصين يبحثان العلاقات المشتركة... المزيد
  • 12:25 . مستشار خامنئي: إيران ستدعم “بحزم” حزب الله في لبنان... المزيد
  • 12:16 . "التعليم العالي" تعرّف 46 جامعة بمزايا المنصة الوطنية للتدريب العملي... المزيد
  • 11:46 . وفاة 21 شخصا في فيضانات مفاجئة بالمغرب... المزيد
  • 11:10 . كيف تمددت "الشركة العالمية القابضة" في مفاصل اقتصاد أبوظبي؟... المزيد
  • 10:56 . الجزائر تنفي إنشاء وحدات مرتزقة لتنفيذ عمليات سرية في الساحل... المزيد
  • 10:55 . زوجة جاسم الشامسي توجه رسالة إلى الرئيس السوري الشرع... المزيد

بعيدة عن حماس.. قريبة لإسرائيل

الكـاتب : وائل قنديل
تاريخ الخبر: 01-03-2015

الفصل الأول من كتاب تاريخ انقلاب السيسي ينبئ بأن البداية كانت إقامة جدار عازل بين المواطن المصري وروافد انتمائه الحقيقي، بحيث تصير "حماس" العدو، باختلاق وتصنيع تلك الروايات الحقيرة عن قتل متظاهري ميدان التحرير، ومن ثم تثبيت أن الثورة مؤامرة وشريرة، وعليه تصبح تدفئة وتوطيد العلاقة مع إسرائيل طريقاً للتكفير بالثورة، تمهيداً للقضاء عليها.
لقد سبقت دعوى وصم "حماس" بالإرهاب، دعوات لدك غزة و"أم حماس" بالطائرات. وبالتالي، لا مفاجأة على الإطلاق في هذا العار الذي تضمنه حكم اعتبار عروس المقاومة الفلسطينية حركة إرهابية، ففي زمن يصرح الصهاينة بأنه بطلهم القومي، وحين تتحول العروبة الحقيقية عندهم إلى "عروبة الرز والحبات"، من الطبيعي للغاية أن تكون "مصر قريبة لإسرائيل"، معادية لمقاومة غزة وثورة ليبيا.
قطع عبد الفتاح السيسي شوطاً أبعد في الانسلاخ من مصر الحقيقية، والانصهار في الحلم الصهيوني، متجاوزاً كل الحدود السابقة منذ نهاية السبعينيات.
ألقى أنور السادات بنفسه في الحضن الصهيوني الأميركي، بحثاً عن وهم الرخاء، لا الرخاء جاء، ولا الوهم زال.. زال أنور السادات من الوجود، حين حصل على سيناء منقوصة، منزوعة السيادة، مقابل التخلي عن القضية الفلسطينية، حتى وإن ردد ورثته كلاماً فارغاً عن عبقريته، ليبيعوا وهما آخر يقول إن الفلسطينيين والسوريين لو سمعوا كلامه لعادت الأراضي المحتلة.
في مذكرات وزير خارجية السادات ورفيق شبابه، محمد إبراهيم كامل، "السلام الضائع في كامب ديفيد"، كتب يقول إن الاتفاقيات التي وقعها السادات ستؤدي إلى عزلة مصر وستسمح للدولة الصهيونية بحرية مطلقة في ممارسة سياسة القتل والإرهاب في المنطقة، مستخدمة السلاح الأميركي كمخلب لها، وذهب إلى أنها كانت تهدف إلى إضفاء غطاء شرعي للاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية.
أما حسني مبارك، فقد استقر في الحجر الصهيوني، بحثاً عما يثبته في الحكم، إدراكاً منه بأن بقاءه مرهون بالمضي في خدمة التصور الأميركي الإسرائيلي للشرق الأوسط، وظنا بأن الملاذ الوحيد لتغطية الفشل والاستبداد والفساد في الداخل، هو القفز إلى الخارج (الإسرائيلي)، وعلى الرغم من ذلك، كان حسني مبارك، كلما تدهورت أوضاعه في الداخل، يرتدي قناعاً زائفاً يظهر به مدافعاً عن القضية الفلسطينية، متمسحاً بمقاومتها، حتى وإن بأغنيات ركيكة، على لسان شعبان عبد الرحيم، وتصريحات زاعقة على لسان عمرو موسى، وإجمالاً يمكن القول إن حسني مبارك كان ينفذ الرؤية الإسرائيلية الأميركية من دون أن يظهر عداء مستمراً للمقاومة الفلسطينية، وعلى رأسها حركة حماس، إذ كان يتخلل ذلك بعض "الحركات"، تملقا للمشاعر الشعبية المنحازة للمقاومة.
وفي الأيام الخاطفة التي تولى فيها محمد مرسي حكم مصر، منتخباً من شعبها، كان العدوان الصهيوني على غزة كاشفاً عن عقيدة مصرية، مختلفة في التعاطي مع القضية الفلسطينية، تجسدت في موقف مصر الذي أعلنه مرسي "غزة لم تعد وحدها"، ورأينا رئيس الحكومة، هشام قنديل، تحت قصف الطائرات الإسرائيلية غزة، في رسالة أزعجت الكيان الصهيوني، وعجلت بوتيرة مؤامرة إطاحة الرئيس المنتخب، واستعادة العقيدة المباركية، ممثلة في عبد الفتاح السيسي.
غير أن السيسي قرر أن يتفوق على أستاذه في الالتحاق بالتصور الإسرائيلي، وانتقلت المسألة من براغماتية وضيعة، لضمان الرضا والبقاء في الحكم، إلى التماهي التام مع الإرادة الصهيونية، بل والمزايدة على تل أبيب في كراهيتها وعدائها لحماس والمقاومة الفلسطينية، بمعنى أن ما كان تكتيكاً لدى مبارك، صار عقيدة واستراتيجية لدى نظام عبد الفتاح السيسي.
ويكفي أنه في العدوان الصهيوني الأخير على غزة يوليو/ تموز الماضي، اتصل الإسرائيليون بالإدارة المصرية، وطلبوا منها نقل رسالة لحماس بأن تل أبيب غير معنية بالتصعيد. لكن، عليها أن توقف المسلحين الذين يطلقون الصواريخ. لكن، ظهر أن نظام السيسي كان أحرص على التصعيد، أملاً في فض غزة على طريقة فض رابعة.
والآن، جاءت اللحظة ليكون التصعيد المصري ضد المقاومة هو الأوضح، باستخدام منصة قضاء السيسي، التي لم تكن أقل عنفاً من منصات الصواريخ الإسرائيلية.