أحدث الأخبار
  • 12:45 . ميدل إيست آي: هل يمكن كبح "إسرائيل" والإمارات عن تأجيج الفوضى في المنطقة عام 2026؟... المزيد
  • 12:40 . أمطار غزيرة تغرق مستشفى الشفاء وآلافا من خيام النازحين في غزة... المزيد
  • 11:59 . طهران ترفض مطالب الإمارات بشأن الجزر المحتلة وتؤكد أنها تحت سيادتها... المزيد
  • 11:30 . ترامب: 59 دولة ترغب بالانضمام لقوة الاستقرار في غزة... المزيد
  • 11:29 . الإمارات تدين الهجوم على مقر للقوات الأممية بالسودان... المزيد
  • 01:04 . مرسوم أميري بإنشاء جامعة الفنون في الشارقة... المزيد
  • 12:14 . "الأبيض" يسقط أمام المغرب ويواجه السعودية على برونزية كأس العرب... المزيد
  • 09:21 . غرق مئات من خيام النازحين وسط تجدد الأمطار الغزيرة على غزة... المزيد
  • 07:15 . روسيا تهاجم سفينة مملوكة لشركة إماراتية في البحر الأسود بطائرة مسيرة... المزيد
  • 12:52 . ولي العهد السعودي ووزير خارجية الصين يبحثان العلاقات المشتركة... المزيد
  • 12:25 . مستشار خامنئي: إيران ستدعم “بحزم” حزب الله في لبنان... المزيد
  • 12:16 . "التعليم العالي" تعرّف 46 جامعة بمزايا المنصة الوطنية للتدريب العملي... المزيد
  • 11:46 . وفاة 21 شخصا في فيضانات مفاجئة بالمغرب... المزيد
  • 11:10 . كيف تمددت "الشركة العالمية القابضة" في مفاصل اقتصاد أبوظبي؟... المزيد
  • 10:56 . الجزائر تنفي إنشاء وحدات مرتزقة لتنفيذ عمليات سرية في الساحل... المزيد
  • 10:55 . زوجة جاسم الشامسي توجه رسالة إلى الرئيس السوري الشرع... المزيد

إيران على الجبهات السعودية

الكـاتب : عبد الرحمن الراشد
تاريخ الخبر: 02-03-2015

في كل الاتجاهات تجد بصمات إيران.. نشاطها محموم في عموم المنطقة، تحيط بشكل أكثر بالسعودية.. في العراق واليمن والخليج، وكذلك في سوريا ولبنان، وفي مجالات السياسة والإعلام والنفط والسلاح والدين. فهل هي مواجهة واسعة، أم إن الظروف المضطربة للمنطقة نتيجة فوضى الربيع العربي وانهياراته، هي الفاعل الوحيد، والجميع يدور في فلكها رغما عنه؟!
الخلاف مع إيران قديم، بعضه موروث، وأكثره يعبر عن سياسة القيادة الإيرانية التي لا تكتم سر طموحها التوسعي منذ وصولها للحكم، عندما توعدت صراحة بأن تصدر ثورتها إلى المنطقة. إنما رغم الحماس والدعاية، فإن الأمر استغرق منها 34 عاما حتى تتمدد. ولو حسبنا الزمن، والأحداث الجسام، والتكاليف البشرية، والمادية، فإن المكاسب الإيرانية متواضعة مقارنة باستثمار استهلك منها ثلاثة عقود.
وقد سبق أن التقت الرياض وطهران، في أعقاب مواجهة غزو صدام حسين للكويت، وعقدا اتفاق مصالحة في زمن الرئيس الإيراني هاشمي رفسنجاني، وبالفعل انتهت التوترات بما فيها المعارضة، والاختلافات السياسية. لكن المصالحة لم تدم أكثر من خمس سنوات حتى اكتشف السعوديون أن الجار الإيراني لم يكف عن نشاطه التصديري، لذا أعيدت المصالحة إلى الثلاجة. إيران الآن في حالة هجوم لا مثيل لها في تاريخنا المعاصر، حيث تقاتل مباشرة في سوريا والعراق، وتنشط بالنيابة في لبنان وغزة واليمن والبحرين. ولها وجود في السودان، رغم أن البشير يزعم أنه أغلق المكاتب الإيرانية.
وبسبب هذا التطويق الواضح من إيران، نرى السعودية في حالة دفاع عن مناطقها التقليدية، مرة مباشرة كما في البحرين، وغالبا بدعم الحلفاء كما في اليمن وسوريا. واليمن آخر محطاتها، التي لا أتصور أن طهران قادرة على النجاح فيها، مهما بذلت عبر المتمردين الحوثيين واستخدمت الرئيس المعزول صالح، فهي منطقة قريبة اجتماعيا وسياسيا من السعودية، وستكلف إيران أكثر مما تتخيل مع مرور الوقت وتعمق النزاع. وسيجد الفرقاء الخارجيون، مثل الدول الغربية، أن توسع شهية النظام الإيراني وتمددها في المنطقة ليس خطرا على دول مثل السعودية ومصر والبقية من الدول الإقليمية المتضررة فقط، بل يستهدف أيضا مناطق الاستقرار، ويدعم جماعات العنف التي تهدد العالم. وهذه طبيعة النظام الإيراني منذ الثمانينات، الذي يقلد النموذج السوفياتي القديم، بدعم ما كان يسميه «حركات التحرر في العالم الثالث»، بهدف ضرب الأنظمة التي لا تتفق مع خطه السياسي. فقد ركزت إيران في دعمها على التنظيمات في المنطقة ضد المراكز، حتى في لبنان أبقت على حزب الله تنظيما تابعا لها ودعمته وأضعفت النظام المركزي رغم أنه لا يعارض التوجهات الإيرانية في محيط لبنان، وكذلك فعلت مع حماس ضد السلطة الفلسطينية مع أنها لم تعاد إيران، وساندت الحوثيين لسنوات مع أن نظام صالح حينها كان على علاقة جيدة مع طهران. ونراها أكثر وضوحا والتزاما في العراق، حيث تدعم الميليشيات والأحزاب الموالية لها أكثر من دعمها للحكومة المركزية، وهي وراء فكرة ميليشيات «الحشد الشعبي» هناك بديلا للجيش الذي يتشكل من القوى العراقية التي لا تتفق كلها مع إيران.
وفي أجواء المعارك، التي لا دخان لها بين الجارتين السعودية وإيران، تتشكل المنطقة بهدوء من أحلاف، وفي هذا الإطار تعيد كل القوى تقييم قدراتها العسكرية وتعزيزها في سباق تسلح محموم. ودون أن تتوقف إيران عن التوغل في عمق شرق الخليج وما وراءه، وما لم تقبل بحلول للنزاعات الضخمة مثل سوريا، فإننا سنرى ارتفاعا في المواجهات عددًا وحدة، وسيرتفع التوتر بدرجة لن يكون سهلا معها السيطرة على الخلافات ومخلفاتها لاحقا. أما لماذا نطلب من إيران أن تتوقف، وليست السعودية؟ فالسبب هو أن نظام طهران دائما في حالة هجوم، والرياض في حالة دفاع، كما حدث في مصر، ويحدث اليوم في اليمن.