أحدث الأخبار
  • 07:32 . حزب الله يستعد لتشييع حسن نصر الله... المزيد
  • 07:01 . طحنون بن زايد يبحث مع "إيه إم دي" فرص تطوير تطبيقات الذكاء الاصطناعي... المزيد
  • 06:38 . أبطال أوروبا.. ليفربول يسعى لتحقيق فوزه الأول على ريال مدريد منذ 15 عاماً... المزيد
  • 06:28 . الإمارات ترحب بإعلان وقف إطلاق النار في لبنان... المزيد
  • 06:25 . رئيس الدولة يترأس الاجتماع السنوي لمجلس إدارة "أدنوك"... المزيد
  • 06:19 . الولايات المتحدة تتجه لوقف الحرب في غزة... المزيد
  • 06:04 . تل أبيب ممتنة لأبوظبي على تعزيتها في مقتل الحاخام الإسرائيلي... المزيد
  • 02:48 . تركيا تقلص صفقة شراء مقاتلات إف-16 من أمريكا... المزيد
  • 12:49 . الذهب حبيس نطاق ضيق قبل صدور بيانات التضخم الأمريكية... المزيد
  • 11:47 . النفط يستقر وسط تركيز على وقف إطلاق النار في لبنان وسياسة أوبك+... المزيد
  • 11:36 . هواوي تطلق أحدث هواتفها بنظام تشغيل خاص خالٍ من أندرويد... المزيد
  • 11:27 . بايدن يعلن عن جهود مشتركة مع قطر وتركيا ومصر لوقف العدوان على غزة... المزيد
  • 11:01 . أبوظبي تعزي عائلة الحاخام الإسرائيلي وتشكر تركيا على تعاونها في القبض على الجناة... المزيد
  • 10:48 . السعودية تعتمد ميزانية 2025 بعجز متراجع لـ27 مليار دولار... المزيد
  • 10:31 . بعد اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان.. ماكرون يدعو "لانتخاب رئيس دون تأخير"... المزيد
  • 10:26 . طهران ترحب بوقف إطلاق النار في لبنان... المزيد

فورين بوليسي: خمس خصائص ميّزت الملك "سلمان" عن أسلافه

واشنطن – الإمارات 71
تاريخ الخبر: 11-03-2015

نشرت صحيفة "فورين بوليسي" تقريراً حديثاً للكاتب "كاربل مورفي" تحدث فيه عن تحركات العاهل السعودي الملك سلمان منذ وصوله عرش المملكة، السريعة والغير معهوده لإظهار أن حكمه سيكون مختلفاً عن حكم سلفه.
وتناول التقرير عن لقاءات أجراها كاتب التقرير مع سعوديين من أطياف اجتماعية وسياسية متنوعة بالمملكة، لافتاً إلى أنّ النغمة السائدة والمتكررة خلال الحوارات متمثلة في أن الملك "سلمان" ربما يُعيد إحياء نظام حكم الملك الراحل "فهد بن عبد العزيز" الذي تولى الملك من 1982 إلى 2005، مشيراً إلى أنّ عهد الملك الراحل "فهد بن عبد العزيز" كان استبداديا، واعتمد على علاقته الوثيقة مع الولايات المتحدة فضلا عن ممارسة الرقابة الاجتماعية مُتمثلة في الشرطة الدينية.
ولفت التقرير إلى أن الملك "سلمان" قريب من السلطات الدينية المحافظة أكثر من الملك الراحل "عبد الله"، مشيراً إلى رضى بعض السعوديين عن فترة حكم الملك الراحل "عبدالله" الذي أطلق الإصلاحات التعليمية، وأعطى الإعلام مزيدًا من الحريات وعزز مكانة المرأة في التعليم والعمل، وهؤلاء بحسب الصحيفة ينتقدون عهد الملك "فهد" نظرًا لتواري الحداثة الاجتماعية والفكرية عن الأنظار رغم النمو الاقتصادي.
وذكر تقرير الصحيفة خمس نقاط ميّزت العاهل وخصائص أخرى تشاركها مع أسلافه، ومما جاء في التقرير:

رجل قديم على عجلة من أمره

لقد فوجئ الكثير من السعوديين بهذا التغيير الذي أخذ وتيرة سريعة على غير المعهود في دولة تسير فيها التغييرات كما تسير السلحفاة. وقال مستشار سابق للملك "عبدالله": "لم يحدث ذلك بمثل تلك السرعة من قبل".
وأفاد أنه وحتى من أن قبل أن يُوارى جثمان الملك الراحل "عبدالله" في مقبرة العود بالرياض، كان الملك "سلمان" قد استبدل كبار موظفي الديوان الملكي، واختار أصغر أبنائه لتحمل مسئولية هامة في سابقة هي الأولى في المملكة، كما اختار نائب ولي العهد من بين صفوف الأمراء الأصغر سنا؛ وزير الداخلية وقيصر مكافحة الإرهاب "محمد بن نايف".
وأشار إلى أنه تم الانتهاء من كل الجوانب المُتعلقة بالخلافة في غمضة عين. وتم استبدال علامات الطريق التي كانت تقول "طريق الأمير سلمان" خلال 24 ساعة من وفاة الملك "عبد الله" إلى "طريق الملك سلمان"؛ بحسب روايات السكان المحليين.
ونوّه التقرير أنه وفي الأسبوع الثاني، دعا الملك "سلمان" علماء الدين المحافظين – الذين كان الملك "عبدالله" قد همشهم لزيارته في الديوان، وأنشأ لجنتين بسلطات واسعة للسياسات الاقتصادية والأمنية، كما أعاد ترتيب حكومته ليُضّمنها أفرادا أصغر سنا وتكنوقراط بعقلية من طراز رجال الأعمال.

وأوضح أن بعض السعوديين أشادوا بالسرعة اللازمة لطمأنة السعوديين والمجتمع الدولي – في وقت من الاضطراب لم يسبق له مثيل في الشرق الأوسط – بأن خط الخلافة الملكي آمن لعقود قادمة، ناقلاً عن الكاتب الاقتصادي السعودي ورجل الأعمال "فواز الفواز"، قوله: "قام الملك بـ90% من وظيفته في اليوم الأول، لقد قضى تقريبا على أي حالة ضبابية في أفق المشهد السياسي السعودي".


اهتمام عالي المستوى بالدين

أوضح التقرير أن الملك "سلمان" ومنذ أول يوم في جلوسه على العرش، أعطى مصداقية لتصور بأنه سيكون أكثر تعاطفا مع المؤسسة الدينية المتشددة في المملكة العربية السعودية التي تتبنى النسخة الجامدة المضادة للمذهب العقلي والمعروفة باسم "الوهابية" بحسب التقرير.
وأضاف أنه التُقطت الصور للملك الجديد مع الشيخ "صالح اللحيدان" الذي أقاله الملك "عبد الله" من منصبه كرئيس لمجلس القضاء الأعلى في عام 2009 لعرقلته الإصلاحات في نظام المحاكم، كما اتخذ مستشارًا له الشيخ "سعد بن ناصر الشثري" الذي خفّض الملك "عبد الله" رتبته بعد أن عارض علنا التعليم المُختلط في جامعة أبحاث الدراسات العليا.
ولفت إلى أن السعوديين الذين كانوا غير منسجمين مع نمط المواجهة الذي تبناه الملك "عبد الله" رحبوا تجاه المؤسسة الدينية بالتغيير، إلاّ أنه في المقابل رأى محللون سعوديون آخرون أن تحركات الملك "سلمان" ليست سوى خطوة ذكية لاستمالة المؤسسة الدينية القوية.

صعود الابن أيضاً


وقال تقرير "فورين بوليسي" أيضاً إن "الموضوع الآخر الذي أثار القلق هو القدرة الهائلة والجرأة على ما يبدو للملك "سلمان" والتي جعلته يجلب ابنه "محمد" – الذي هو في نهايات العشرينات أو بدايات الثلاثينات – غير المعروف سياسيا، ولم يظهر من قبل في مواقف تكشف قدراته، لقد كانت أبرز المخاوف بسبب شبابه وقلة خبرته، ومزاجه المتقلب على ما يبدو"، موضحاً أن "الجميع قلق للغاية بشأن تأثير محمد بن سلمان". وفقا للتقرير.
وذكر أنه وبالإضافة إلى عمله كوزير للدفاع، فإن "محمد بن سلمان" يشغل منصب رئيس الديوان الملكي، ما يجعل منه حارس البوابة القوي لوالده البالغ من العمر 79 عاماً، كما تمّ تعينه رئيسا لمجلس الشئون الاقتصادية والتنمية، أحد أهم لجنتين رئيسيتين جديدتين تمّ تكليفهما بوضع سياسات وطنية واسعة.
فيما اللجنة الأخرى هي مجلس الشئون السياسية والأمنية برئاسة نائب ولي العهد الأمير "محمد بن نايف"، لافتاً إلى أن الهدف من هذه اللجان الرئيسية تبسيط السياسات، ولكن بعض السعوديين يشعرون بالقلق من أن هذه اللجان قد تصبح أيضًا مراكز قوى مستقلة لرؤسائها.

رجل الأمن

كما استعرض التقرير دور رجل الأمن "محمد بن نايف"، مبيناً أنه ومع صعود الملك "سلمان" إلى العرش، فقد اختار الأمير "محمد بن نايف" وليا لولي العهد، ما جعله في المركز الثاني في ترتيب العرش.
واعتبر تقرير "فورين بولسي" أن الفضل يرجع إلى الأمير البالغ من العمر 55 عاما في إعادة الأمن إلى شوارع السعودية بعد المقاومة العنيفة لتنظيم القاعدة في الفترة من 2003 إلى 2006. وهو أيضا المسئول عن حملة ضد المعارضين السياسيين ونشطاء حقوق الإنسان خلال السنوات القليلة الماضية؛ وهي الحملة التي واجهت انتقادات دولية لاستخدام أساليب قاسية مثل الحبس الانفرادي والتعذيب وفقا لبعض التقارير.
ورأى التقرير أن اختيار "محمد بن نايف" نائبا لولي العهد بمثابة تطور كبير؛ لأنه هو الأول من أحفاد مؤسس المملكة "عبد العزيز بن سعود" الذي يُختار كملك محتمل في المستقبل. ونتيجة لذلك، فإنه لأول مرة يطمئن السعوديون أن خط الخلافة – على الأقل حتى الآن – تم الاتفاق عليه داخل عائلة آل سعود.
وأكد التقرير على أنه ورغم الانزعاج بين أبناء جيله والذي صاحب ترقيته، إلا إنه لا يوجد مؤشر على تحدٍ خطير للوضع الجديد لوزير الداخلية كونه أصبح من داخل العائلة المالكة، وبجانب ما هو معروف عنه من العمل لساعات طويلة وعمله الاستخباراتي، فقد حصل الأمير "محمد" على إشادة بالغة من مسؤولين أمريكيين لتعاونه مع واشنطن في مكافحة الإرهاب.

المعارضة غير مسموح بها

انتقل الملك "سلمان" بسرعة لتأمين ولاء رعاياه؛ حيث قام بإنفاق ما يقدر بـ32 مليار دولار في صورة منح واستثمارات ومكافآت للسعوديين، كما اعتمد أيضا نهجا تصالحيا في بعض الحالات التي أثارت غضبا واسعا في المملكة وجلبت وابلاً من الانتقادات؛ حيث أفرج عن النساء السعوديات اللاتي تظاهرن ضد الحظر على قيادة السيارات فور وصوله للعرش.
وبعد انتقادات دولية ضد محاكمة 9 يناير/ كانون الثاني الذي أمرت بعقوبة الجلد العلني لـ"رائف بدوي" أوقفت الحكومة خطط تنفيذ مزيد من الجلد الذي كان محددًا له كل جمعة.

على الرغم من هذه التحركات، فإن الفوضى الحالية في المنطقة تجعل من غير المرجح أن تذهب المملكة إلى ما هو أبعد من ذلك بكثير لإنهاء حملتها على نشطاء حقوق الإنسان والمعارضين السياسيين في أي وقت قريب.
واختتم تقرير "فورين بولسي" بالقول الملك "سلمان" رجل مختلف بشدّة عن سلفه، إلا إنه يواجه التحدي المحلي ذاته؛ الدخول ببلاده إلى الحداثة تدريجيا مع عدم التخلي عن عقيدتها الوهابية الصارمة. إدارة هذا التوازن الدقيق وسط حالة الفوضى التاريخية التي تحيط حاليا بمملكته لن تجعل مهمته سهلة.