| 12:11 . إيران تصادر ناقلة نفط في خليج عمان... المزيد |
| 12:11 . ارتفاع حصيلة انفجار "غامض" بحفل زفاف في درعا إلى 33 مصابا... المزيد |
| 11:56 . ترامب يعلن بدء ضربات أميركية ضد عصابات المخدرات في أميركا اللاتينية... المزيد |
| 11:52 . محكمة تونسية تقضي بسجن المعارِضة عبير موسي 12 عاما... المزيد |
| 11:31 . وثيقة تكشف استيلاء أمريكا على ناقلة نفط قرب فنزويلا قبل انتهاء صلاحية مذكرة مصادرة... المزيد |
| 11:30 . وفد سعودي–إماراتي يصل عدن لاحتواء التوتر في المحافظات الشرقية ودفع الانتقالي للانسحاب... المزيد |
| 01:09 . تحليل: صعود نفوذ الإمارات جنوب اليمن يضع السعودية أمام معادلة أكثر تعقيداً... المزيد |
| 12:45 . "الأبيض" يحلق إلى نصف نهائي كأس العرب على حساب الجزائر... المزيد |
| 10:27 . وزيرا خارجية عمان وتركيا يبحثان تعزيز الشراكة وتطورات المنطقة... المزيد |
| 10:27 . بريطانيا تفرض عقوبات على أربعة من قادة قوات الدعم السريع بينهم شقيق دقلو... المزيد |
| 10:26 . حكومة الإمارات تصدر تعديلات جديدة على قانون الجرائم والعقوبات وسط انتقادات حقوقية مستمرة... المزيد |
| 05:36 . قمة كروية مرتقبة في ملعب البيت.. "الأبيض" يواجه الجزائر في ربع نهائي كأس العرب... المزيد |
| 01:59 . وفاة سبعة فلسطينيين بغزة جراء انهيارات بسبب المنخفض الجوي... المزيد |
| 01:58 . الإمارات والاتحاد الأوروبي يطلقان مفاوضات لإبرام شراكة استراتيجية شاملة... المزيد |
| 01:57 . أمريكا " تضغط" للانتقال إلى المرحلة الثانية من وقف النار وإلزام الاحتلال بإزالة الأنقاض وإعمار غزة... المزيد |
| 01:54 . السعودية تُصعّد إعلامياً ضد المجلس الانتقالي.. رسالة غير مباشرة إلى الإمارات؟... المزيد |
عبد الرحمن الراشدأشهر سياسيي إيران وأقدمهم، هو الشيخ هاشمي رفسنجاني. أقدميته لا تعني أنه أكثرهم نفوذا، فقد عانى في فترة رئاسة أحمدي نجاد من التضييق والإذلال، ولم يستطع الدفاع عن نفسه أو أفراد عائلته، عندما سجنوا ابنته ثم ابنه الكبير لاحقا.
مع هذا يبقى رفسنجاني صوت الحكمة والتجربة. حتى بلا نفوذ أو صلاحيات كبيرة يبقى رأيه مهما في الساحة الإيرانية، التي تغير مشهدها بشكل تدريجي منذ خروج الرئيس المعتدل محمد خاتمي. إيران، اليوم، تُحكم من قبل الحرس الثوري الحديدي الذي تحول من عسكر يخدمون رجال الدين إلى عسكر يخدمهم رجال الدين، ويتربعون على رأس رأس السلطة. الحرس توسع مستفيدا من مرحلة الرئيس السابق نجاد، فاستولى على مراكز الاستثمار ومصانع البترول، وتمدد إلى مؤسسات الدولة العسكرية والأمنية الأخرى.
بصعود روحاني للرئاسة، أصبحنا نسمع رفسنجاني يجاهر بآرائه المعتدلة، وآخرها تصريحه الأسبوع الماضي الذي دعا فيه إلى تعاون وثيق مع الجارة المملكة العربية السعودية من أجل إنهاء التوتر الإقليمي.
وعند التأمل العميق في أرجاء المنطقة الملتهبة، من الأكيد أن نعتبرها نصيحة تصالح مهمة، لكل إنسان في محيط جغرافي يقارب عدد سكانه الثلاثمائة مليون، يعانون من الحروب والعنف السياسي، أو مهددون به. أما عند التأمل في داخل إيران نفسها، ليس للمرء إلا أن يشكك في قدرة رفسنجاني على فرض مثل هذه الأفكار على قيادة مسعورة، لاهية في إدارة الحروب في كل المنطقة تقريبا! أصبحت إيران اليوم في ذروة تورطها في حروب المنطقة، غارقة إلى أذنيها، أكثر من أي وقت مضى منذ قيام الثورة الإيرانية.
شخصيات إيجابية مثل رفسنجاني، ومن قبل خاتمي، والآن روحاني، تصل إلى كرسي الرئاسة لكنها تبقى تاجا بلا صولجان، فالمفتاح الكبير، الذي يمكن أن يغير دفة السياسة العليا للبلاد، في يد قيادات متطرفة.
وهذا لا يعني أن رسالة رفسنجاني الداعية للتصالح بلا قيمة، فهي ربما تعين المحبطين في داخل البلاد إلى فهم طبيعة مشكلتهم. فإيران كبلد غني بالموارد، وشعب عظيم، يعاني لسبب واحد فقط؛ سياسة قيادته المستمرة في المواجهات الدونكيشوتية منذ بدايات الثورة. وإيران من آخر دول العالم التي لا تزال مغلقة، في زمن تخلت عشرات الأنظمة المتطرفة في العالم عن سياساتها، بما فيها تلك الملهمة للثورة الإيرانية، مثل الصين والاتحاد السوفياتي. وتصالحت فيه دول ضحت بأكثر مما ضحت به إيران بعشرات المرات، مثل فيتنام.
الشعب الإيراني محاصر وفقير، ويعيش على الكوبونات منذ خمسة وثلاثين عاما! ولو أن حكومة طهران قررت الاستدارة سياسيا والانفتاح ومدت يد المصالحة، لرأينا دولة أعظم، وأكثر احتراما ونفوذا في المنطقة والعالم. هذه تركيا، دولة مسالمة، بموارد أقل من إيران، تتمتع بوضع مميز على مستوى الفرد والدولة، دون أن تضطر لإرسال جندي واحد، أو إنفاق شيء من أموالها في حروب المنطقة إلا على حماية حدودها. بخلاف الأتراك، يعاني الإيرانيون منذ أكثر من ثلاثة عقود، نتيجة سياسة قيادتهم التي تحلم بالهيمنة الخارجية، وتدعم أنظمة وجماعات لا قيمة أبدا لها عند المواطن الإيراني، مثل نظام الأسد، وحزب الله لبنان، وحماس غزة، وإخوان مصر، وديكتاتور السودان، والقبائل الحوثية المتمردة في اليمن، وبعض القوى المتنمرة في الخليج. هل يمكن أن يرى أي إيراني له مصلحة في هذا السعار الغالي الثمن من قبل قيادته؟ بالتأكيد لا.
ما حث عليه رفسنجاني، التعاون مع الجارة السعودية، هو عين العقل لصالح الجميع، لإنهاء مآسي ملايين السوريين واللبنانيين واليمنيين والأفغان، وغيرهم. أما لماذا نحمل إيران مسؤولية الاستجابة، وليس السعودية، فالسبب واضح؛ أن القيادة الإيرانية هي من تمسك بقابِس النار، ومشعل الحرائق، وأنا واثق أن السعودية مستعدة لأن تكون دولة صديقة وليس مجرد جارة محايدة. الشيخ رفسنجاني جاء مرة في زيارة للسعودية، وأمضى نحو أسبوعين ضيفا عند خادم الحرمين، ببرنامج مفتوح يزور ما يشاء، ويلتقي بمن يشاء. لكن رغم حرارة العلاقة، استمرت المشكلة لأن القيادة في طهران لم ترغب حقا في المصالحة وأساءت استخدام الاتفاقات التي وقّعت في عهد رفسنجاني، حتى مكتب الخطوط الجوية حولته وكرا لنشاطاتها!
بإمكان القيادة الإيرانية أن تصم آذانها عن دعوة رفسنجاني فتخسر الفرصة، ويأتي يوم ينفجر فيه الشعب هناك من حياة البؤس، والمغامرات العسكرية، وتبديد أمواله على أنظمة وأحزاب خارجية، من أجل ماذا، من أجل بناء مجد لبضعة أفراد في القيادة الإيرانية! نفس الحلم الذي دغدغ رأس الشاه ثم تهاوى بسببه من على عرشه.