أحدث الأخبار
  • 08:14 . قانون اتحادي بإنشاء هيئة إعلامية جديدة تحل محل ثلاث مؤسسات بينها "مجلس الإمارات للإعلام"... المزيد
  • 12:50 . "قيصر" عن إلغاء العقوبات الأمريكية: سيُحدث تحوّلا ملموسا بوضع سوريا... المزيد
  • 12:49 . الجيش الأمريكي: مقتل أربعة أشخاص في ضربة عسكرية لقارب تهريب... المزيد
  • 12:47 . أمطار ورياح قوية حتى الغد… "الأرصاد" يحذّر من الغبار وتدني الرؤية ويدعو للحذر على الطرق... المزيد
  • 11:53 . "الموارد البشرية" تدعو إلى توخي الحيطة في مواقع العمل بسبب الأحوال الجوية... المزيد
  • 11:52 . 31 ديسمبر تاريخ رسمي لاحتساب القبول بـرياض الأطفال والصف الأول... المزيد
  • 11:50 . حزب الإصلاح اليمني: الإمارات لديها تحسّس من “الإسلام السياسي” ولا علاقة لنا بالإخوان... المزيد
  • 11:46 . عبدالله بن زايد وروبيو يبحثان استقرار اليمن.. ما دلالات الاتصال في هذا التوقيت؟... المزيد
  • 11:38 . موقع عبري: أبوظبي تقف وراء أكبر صفقة في تاريخ “إلبيت” الإسرائيلية بقيمة 2.3 مليار دولار... المزيد
  • 06:03 . بين التنظيم القانوني والاعتراض المجتمعي.. جدل في الإمارات حول القمار... المزيد
  • 01:22 . "رويترز": لقاء مرتقب بين قائد الجيش الباكستاني وترامب بشأن غزة... المزيد
  • 01:06 . فوز البروفيسور ماجد شرقي بجائزة "نوابغ العرب" عن فئة العلوم الطبيعية... المزيد
  • 12:53 . اعتماد تعديل سن القبول برياض الأطفال والصف الأول بدءًا من العام الدراسي المقبل... المزيد
  • 12:05 . ترامب يوسّع حظر السفر إلى أمريكا ليشمل ست دول إضافية بينها فلسطين وسوريا... المزيد
  • 11:59 . السعودية تدشّن تعويم أول سفن مشروع "طويق" القتالية في الولايات المتحدة... المزيد
  • 11:53 . محكمة كويتية تحيل ملف وزير الدفاع الأسبق للخبراء... المزيد

العالقون في السرب

الكـاتب : أحمد الشيبة النعيمي
تاريخ الخبر: 06-05-2015


العالقون في السرب تدفعهم الموجات القوية إلى مجاراة التيار والإبحار في الاتجاه الذي لا يفضلونه، فقد اعتادوا التغريد خارج سرب الأمة، والسباحة ضد تيارها وتيار مصالحها الحقيقية، وأن يعملوا في أجندة أعداء الأمة. ولكن العواصف القوية تجبرهم على مجاراة التيار والإبحار معه، فيكونون في حقيقة الأمر عالقين في التيار، لا سابحين حقيقيين يتربصون لحظة ضعف في عاصفة التيار ليعملوا على خلخلة الصفوف وإثارة المخاوف الوهمية والتهوين من المخاوف الحقيقية، ومن خلال وضعيتهم العالقة في السرب يساهمون أحياناً في تشتيت قوة السرب، واجتذاب بعض عناصر القوة إلى دروب جانبية بعيدة عن الدرب الرئيسي للسرب وهدفه المحدد والواضح.

وهذه الوضعية العالقة تذكرنا بوضعية المنافقين الذين كانت تضطرهم الأحداث الكبيرة إلى الخروج مع الرسول الكريم وأصحابه رضوان الله عليهم، ويتملصون أحياناً من واجب الخروج.


ونظراً للتأثير السلبي لخروج هؤلاء مع تيار الأمة في المواقف الحاسمة كانت الأقدار الإلهية تتدخل أحياناً لتحول دون مشاركتهم؛ حفاظاً على قوة الصفوف من العناصر المريضة التي تفسد أحياناً العناصر الصحيحة بواسطة العدوى.

وقال عنهم الحق عز وجل: "وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لَأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً وَلَكِنْ كَرِهَ اللَّهُ انْبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُوا مَعَ الْقَاعِدِينَ، لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ مَا زَادُوكُمْ إِلَّا خَبَالًا وَلَأَوْضَعُوا خِلَالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ}[التوبة:46-47].

وما يثير الانتباه في الآية الكريمة التعبير عن كراهية الحق عز وجل لخروجهم بتلك الطريقة المدوية "ولكن كره الله انبعاثهم"، أما هم فربما كانوا يتمنون الخروج لممارسة الكيد الداخلي وصرف السرب عن اتجاهه الحقيقي حتى لا يحقق أهدافه، ثم يشرح النص القرآني مخاطر خروج هؤلاء المنافقين عندما يتحولون إلى عالقين في السرب يكيدون له من الداخل فيقول:"لو خرجوا فيكم ما زادوكم إلا خبالاً ولأوضعوا خلالكم يبغونكم الفتنة وفيكم سماعون لهم والله عليم بالظالمين".

تصوير دقيق لوضعية العالقين في السرب وهم يسيرون مكرهين يمارسون الكيد الداخلي ويبثون روح الهزيمة النفسية من الداخل في تفريق الصفوف وتحريف مسار المعركة، ويؤكد النص القرآني بعد ذلك الصفة الغالبة في هذا الصنف من الناس في ابتغاء الفتنة وتزييف الحقائق فيقول: "لقد ابتغوا الفتنة من قبل وقلبوا لك الأمور حتى جاء الحق وظهر أمر الله وهم كارهون".

إنها استراتيجية ثابتة للعالقين في السرب على كراهية وامتعاض، بعد اتضاح الكثير من الحقائق وسقوط الأقنعة وانكشاف الأكاذيب، فالكذب عمره قصير فيمكنك أن تكذب على البعض مرة أو مرتين ولكن لا يمكنك أن تكذب على الجميع في جميع الأوقات.

العالقون في السرب ظاهرة قديمة متجددة بدأت في صدر الإسلام وفي عصر صاحب الرسالة والقرآن يتنزل، وظلت بعد ذلك تظهر وتختفي؛ تظهر عندما تكون راية الإسلام وكلمته هي الغالبة، وتختفي في أوقات الضعف والفتنة والابتلاء والتمحيص، فحينها يتميز الصف ويعرف الناس الصادق من الكاذب.

والأبرياء من جمهور الأمة يدركون الكاذب من الصادق ويميزون بين الموقف الأصيل والموقف التبعي الغرضي المرتبط باللحظة وضغوطاتها الوقتية الموقتة، فكل يدعي وصلاً بليلى ولكن ليلى تعرف العاشق الحقيقي من العاشق العالق في حالة عشق مصطنع.