أحدث الأخبار
  • 06:35 . سلطات غزة تعلن حصيلة الأضرار الكارثية لمنخفض "بيرون"... المزيد
  • 12:11 . إيران تصادر ناقلة نفط في خليج عمان... المزيد
  • 12:11 . ارتفاع حصيلة انفجار "غامض" بحفل زفاف في درعا إلى 33 مصابا... المزيد
  • 11:56 . ترامب يعلن بدء ضربات أميركية ضد عصابات المخدرات في أميركا اللاتينية... المزيد
  • 11:52 . محكمة تونسية تقضي بسجن المعارِضة عبير موسي 12 عاما... المزيد
  • 11:31 . وثيقة تكشف استيلاء أمريكا على ناقلة نفط قرب فنزويلا قبل انتهاء صلاحية مذكرة مصادرة... المزيد
  • 11:30 . وفد إماراتي–سعودي يصل عدن لاحتواء التوتر في المحافظات الشرقية ودفع الانتقالي للانسحاب... المزيد
  • 01:09 . تحليل: صعود نفوذ الإمارات جنوب اليمن يضع السعودية أمام معادلة أكثر تعقيداً... المزيد
  • 12:45 . "الأبيض" يحلق إلى نصف نهائي كأس العرب على حساب الجزائر... المزيد
  • 10:27 . وزيرا خارجية عمان وتركيا يبحثان تعزيز الشراكة وتطورات المنطقة... المزيد
  • 10:27 . بريطانيا تفرض عقوبات على أربعة من قادة قوات الدعم السريع بينهم شقيق دقلو... المزيد
  • 10:26 . حكومة الإمارات تصدر تعديلات جديدة على قانون الجرائم والعقوبات وسط انتقادات حقوقية مستمرة... المزيد
  • 05:36 . قمة كروية مرتقبة في ملعب البيت.. "الأبيض" يواجه الجزائر في ربع نهائي كأس العرب... المزيد
  • 01:59 . وفاة سبعة فلسطينيين بغزة جراء انهيارات بسبب المنخفض الجوي... المزيد
  • 01:58 . الإمارات والاتحاد الأوروبي يطلقان مفاوضات لإبرام شراكة استراتيجية شاملة... المزيد
  • 01:57 . أمريكا " تضغط" للانتقال إلى المرحلة الثانية من وقف النار وإلزام الاحتلال بإزالة الأنقاض وإعمار غزة... المزيد

آخر أخبار الناس والمدينة!!

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 30-11--0001

عائشة سلطان

تبدو التفاصيل الواردة في ذاك الكتاب صغيرة، غير مهمة، وربما تافهة - يقول أحدهم، لكنه الأكثر استقطاباً للناس، لماذا؟ باختصار لأن الناس، معظمهم على الأقل، يحبون التفاصيل، يتلصصون على شؤون بعضهم بعضاً بكل الوسائل، تلك طبيعة في أغلب الناس، وبناء على هذه الطبيعة، ابتكرت جلسات النميمة وصحافة النميمة والفضائح، ونشط مصورو الباباراتزي الذين طاردوا المشاهير والنجوم من أهل الفن والرياضة والسياسة، حتى دفع البعض حياتهم ثمناً لهذه المطاردات المتلصصة، تماماً كما حدث مع الأميرة ديانا حين طاردها مصورو الباباراتزي صيف عام 1997 تلصصاً على علاقاتها وحياتها الخاصة، لتنتهي قتيلة في أحد الأنفاق المظلمة، وليقتات العالم فيما بعد سنوات على أسرارها الخاصة!!
يبدو من الممكن أن نصف الإنسان بأنه كائن اجتماعي كما قال ابن خلدون، ثم نضيف عليه أنه متلصص أيضاً، ومن سيقوم محتجاً على هذا الوصف ليتأمل ماذا يفعل معظم الناس، وفيم يتحدثون ويثرثرون حين يلتقون أو يجتمعون أو يتناولون قهوتهم وطعام فطورهم أو غدائهم وعشائهم في المطاعم الفخمة والمراكز التجارية، وحتى في جلساتهم الخاصة في بيوتهم؟ إنهم يتسقطون أخبار بعضهم بعضاً، أخبار المدير والسكرتيرة، أخبار الوزارة والشركة، أخبار العلاقة التي لوحظت تنمو بشكل لافت في الآونة الأخيرة بين فلان المعروف جداً وفلانة التي تظن أن لا أحد يرى أو يسمع شيئاً، فتسترسل في حركاتها المكشوفة دون انتباه، دون أن ينسوا أخبار الفن والفنانين، وطلاق تلك وزواج ذاك، والخلاف الذي فاحت رائحته ووصلت المحاكم بسبب الأبناء أو تقاسم الثروة أو الخيانة أو ضرب الشغالة أو ....

الإنسان كائن يجتمع مع غيره ليثرثر، ليعرف، ليكون في صورة ما يجري، ليقاوم الوحدة والكآبة، ليضيع الوقت الذي حين يسأل عن أمر لماذا لم يقم به أجاب بأريحية تامة وثقة: «لا وقت لدي، الوقت يمر سريعاً بشكل لا يصدق»! بينما كان هذا الوقت نفسه، الذي يمر كالبرق كما يقول، يهدر على إحدى طاولات ذاك المقهى المعروف في المدينة في الحديث عن (آخر الأخبار)! فكلما تقابل اثنان في أيامنا هذه يكون السؤال الأول حتماً (ا هي آخر الأخبر)! لكن ليست أخبار انتخابات مصر حتماً ولا تردي الأوضاع في أوكرانيا وسوريا، ولا أخبار الأولاد أو آخر كتاب أو فيلم، لكن آخر أخبار المدينة، والمجالس والناس، ولهذا يحرص البعض على أن يحيط علماً بهذه الأخبار لأنه يعتبرها مصدر قوة له إذا جلس في أي مكان، المعلومات ثروة والثروة قوة بالفعل!

الغريب أن قليلاً من الوقت يقضيه هذا الإنسان في الحديث عن نفسه، وعن الآخر الذي يشاركه أو الآخرين الذين يشاركونه الجلسة أو اللقاء، فتنعقد الجلسة وتدور الأحاديث ويذهب شجوناً هنا وهناك، وفي كل مسارب المدينة وأحيائها وأزقتها، لكنه لا يقترب عادة من شركاء الجلسة، تنظر إليهم فلا تجدهم ينظرون في عيون بعضهم بعضاً، لا يقتربون، إلا نادراً، من بعضهم بعضاً، من حيوات بعضهم ومن مشاكلهم وهمومهم ورغباتهم ومشاعرهم، يتجنبون ذلك بالحفر في آخر أخبار الناس والمدينة ليتسلوا، وليقضوا وقتاً ضاحكاً، وليبتعدوا عن كل ما يعكر دواخلهم، وأولاً ليبتعدوا عن أنفسهم، إنهم لا يستشفون بالكلام عن ما بهم، ولكن بالتلصص على الآخرين، ليس كلهم طبعاً ولكن معظمهم على الأقل!