أحدث الأخبار
  • 01:06 . رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يصل أبوظبي... المزيد
  • 01:06 . علي النعيمي على رأس وفد من أبوظبي في "إسرائيل" للتعزية بوفاة الحاخام اليهودي... المزيد
  • 09:56 . النرويج: نعمل ضمن تحالف عربي أوروبي لتحقيق حل الدولتين... المزيد
  • 09:55 . أكثر من 60 نائبا بريطانيا يطالبون بفرض عقوبات على الإحتلال الإسرائيلي... المزيد
  • 09:15 . أصابت تسعة إسرائيليين بينهم جنود.. "القسام" تتبنى عملية مستوطنة أرئيل... المزيد
  • 06:53 . "المعارضة السورية" تعلن دخولها أول أحياء مدينة حلب... المزيد
  • 06:52 . ارتفاع أسعار الذهب وهبوط الدولار... المزيد
  • 11:59 . أضرار التدخين السلبي على الأطفال.. تعرف عليها... المزيد
  • 11:59 . تأجيل اجتماع "أوبك بلس" الوزاري إلى خمسة ديسمبر... المزيد
  • 11:58 . بوتين يهدد بضرب كييف بصاروخ فرط صوتي بعد استهداف شبكة الطاقة... المزيد
  • 11:57 . أسعار النفط تتأرجح بين المخاوف الجيوسياسية وتأجيل اجتماع "أوبك+"... المزيد
  • 11:56 . رئيس الدولة في يوم الشهيد: الإمارات ستظل وفيّة للقيم التي جسدتها بطولات شهدائها... المزيد
  • 11:56 . رئيس السنغال: وجود القواعد العسكرية الفرنسية يتعارض مع السيادة الوطنية... المزيد
  • 11:54 . المعارضة السورية تعلن السيطرة على ريف حلب الغربي بالكامل... المزيد
  • 11:53 . تشاد تعلن إنهاء اتفاق دفاعي مع فرنسا... المزيد
  • 11:52 . تقرير سري للطاقة الذرية: إيران تخطط لتوسع جديد في تخصيب اليورانيوم... المزيد

موقع بريطاني يزعم إحباط انقلاب سلمي في القصر الإماراتي عام 2011

ميدل ايست آي – الإمارات 71
تاريخ الخبر: 13-07-2015

تحدث موظف ملكي سابق عن نجاح الامارات في  احباط محاولة لانقلاب كان يخطط له أحد كبارالأمراء في دولة الامارات العربية ابان الثورات العربية عام 2011، حيث عمل الأمير الثائر على تحويل نظام الحكم في البلاد الى النظام الملكي الدستوري في محاولة منه لمحاربة الاستبداد في البلاد.

 و وفق الشاهد، فقد كان الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، الابن الرابع لمؤسس البلاد الشيخ زايد هو أكبر المتورطين في محاولة الانقلاب هذه، حيث تم اكتشافه و ايقافه من قبل أخويه، محمد بن زايد ولي عهد أبوظبي و سيف بن زايد وزير الداخلية.

تحدث مدير استثماري سابق، عمل مع الشيخ حمدان لمدة 18 شهراً، و فضل عدم الكشف عن اسمه، عن خطط الشيخ للسيطرة على الحكم. و قال المصدر انه يريد الكشف عن المؤامرة بعد اصابته بخيبة أمل من دولة الامارات العربية المتحدة، و بشكل أساسي بسبب المشاكل الاقتصادية و إجباره على مغادرة البلاد صيف 2012.

فيما أكد مسؤول تنفيذي بريطاني سابق محاولة الانقلاب تلك، وتحدث المسؤول البريطاني؛ الذي عمل في دولة الامارات من قبل استقلالها عام 1971 وحتى وقت قريب؛ و مازال يحتفظ بخطوط اتصال جيدة مع أفراد العائلة المالكة في الامارات السبع، عن محاولة الانقلاب تلك واصفاً الوضع في الامارات "بغير المستقر".

و تثير مزاعم الاضطرابات في أوساط النخبة الحاكمة في الإمارات الشكوك حول الانطباع السائد بان هذه البلاد الغنية تعيش في حالة من الهدوء و الاستقرار، فمنذ محاولة الانقلاب تلك عام 2011، ظهرت الكثير من علامات الاستياء  في الامارات السبع المكونة للدولة.

 

تغييب حمدان عن السلطة

عمل الشيخ حمدان المولود في امارة العين،  ما يقرب من 20 عاماً في الوظائف العامة العليا في الدولة. فمنذ تعيينه وزيراً للدولة للشؤون الخارجية عام 1990، تقلد عدة مناصب وزارية حتى العام 2006، و عمل كذلك نائباً لرئيس الوزراء بين عامي 1997 و 2009.وبحلول العام 2011، تمت تنحيته و ابعاده عن المناصب العامة الهامة، و تراجع تأثيره بشكل كبير أمام أخيه الشقيق محمد و غير الشقيق سيف.

في عام 2009، تم إقالة حمدان من منصبه كنائب لرئيس وزراء البلاد، و تم تعيينه ممثلاً للحاكم في المنطقة الغربية من البلاد، حيث لا يوجد سوى بعض الواحات و المدن الصغيرة البعيدة عن ضواحي أبوظبي. و مع ذلك فقد أصر على تطوير المنطقة وجلب استثمارات مدنية و سياحية للمنطقة الجديدة.

و وفق موظف عمل لدى الشيخ حمدان، فان إبعاد حمدان عن المناصب الحساسة في الدولة و توليته منطقة نائية في الصحراء، تبعه استهداف لمكتبه، حيث شهد مكتبه سرقات لمبالغ مالية  و محاولة للتأثير على العاملين فيه، في محاولة لاستمالتهم باتجاه الشيوخ الآخرين، حتى أن المصدر وصف الشيخ حمدان بأنه لا يمتلك أًصدقاء ولا يثق بأحد.

يتحدث المصدر أيضاً عن اطلاعه على التعامل مع حادثة سرقة الأموال من مكتب الشيخ حمدان، حيث أودع "علي المنصوري" و هو أحد الموظفين، السجن فوراً بشكل غير رسمي  بعد اتهامه بسرقة  12 مليون درهم إمارتي أي ما يقارب "3.2مليون دولار امريكي". و لكن سرعان ما أخلي سبيله بعد عدة أشهر باعتبار أن المال المسروق لا يشكل مبلغاً كبيراً كافياً لتبرير المحاكمة التي سيكون لها الأثر في جذب انتباه عامة الناس بشكل غير مرغوب به نحو العائلة الحاكمة.

و بعد اطلاق سراح المنصوري، توجه للعمل مباشرة في مكتب وزير الداخلية "سيف"، و من الواضح أن كل أخ من الأبناء الأربعة الكبار في آل نهيان،" خليفة الرئيس، و محمد ولي العهد، و سيف وزير الداخلية، و الشيخ حمدان"، يملكون موظفين يعملون لحسابهم في المكاتب العامة و الخاصة. حيث يحرص كل أخ على التجسس على  جميع اخوته مخافة أن يفكر أحدهم في الاستيلاء على السلطة أو أن يقوم أحدهم بتنفيذ الأسوأ و هو الانقلاب على نظام الحكم هناك.


خطة حمدان لاستعادة الحكم

تنبه الشيخ حمدان لمخطط عزله عن السلطة، و توصل إلى استنتاج مفاده أن السبيل الوحيد للحفاظ على أي تأثير - له أو لأبنائه - يتمثل في استعادة السلطة من أشقائه محمد و سيف، و قد أكد المدير المصرفي البريطاني السابق الذكر محاولة الشيخ حمدان للانقلاب بشكل سلمي في سبيل ارجاع سلطته.

يقول المدير البريطاني:" هناك تنافس عنيف يجري خلف الكواليس عادة، حيث يسعى الأمراء المهمشين الى ايجاد وسيلة ليصبحوا في صدارة المشهد".و كان المدير البريطاني و الذي فضل عدم الكشف عن اسمه لاستمرار علاقته بدولة الامارات، قد قلل من فرص نجاح انقلاب حمدان. حيث قال :" لم يكن لدى حمدان أي فرصة في الاستيلاء على الحكم، إخوته كانوا أقوى منه بكثير."

يتمتع ولي عهد أبوظبي " الشيخ محمد " بسلطة قوية جداً، فبالإضافة إلى طموحه العالي في حكم البلاد، فان الوضع الصحي المتراجع للشيخ خليفة يجعله الحاكم الفعلي هناك، دور ظهر واضحاً بشكل أكبر بعد تعيين الشيخ محمد محل" خليفة" رئيساً لمجلس أبوظبي للاستثمار، الذراع الاستثمارية لحكومة أبوظبي في يونيو من العام الجاري.

وصف أحد موظفي حمدان رئيس الدولة "خليفة" بأنه يطاوع محمد بشدة، و أضاف أن ولي عهد أبوظبي يملك قدرات إدارية رهيبة. أما سيف، فيوصف بأنه ميال جداً للسياسة الأمريكية في المنطقة، و لا يرحم في سبيل الحصول على ما يريد.

لم تكن السلطة السبب الوحيد الذي دفع حمدان للتحضير لمخطط الاستيلاء على السلطة، فقد شعر ابان ادائه فريضة الحج عام 2010 بانه لا يملك الارث الكافي الذي يليق بأحد أبناء الشيخ زايد، مما تسبب بانزعاج شديد له.

توفي الشيخ زايد عام 2004 بعد أن شغل منصب أول رئيس لدولة الإمارات العربية المتحدة لمدة تجاوزت ال 33 عاماً بعد أن نجح في تأسيسها. و طوال فترة حكمه، كان الشيخ زايد معشوق المواطنين للعبه دوراً حيوياً في توحيد القبائل، وتوفيره لسبل الراحة و المعيشة الحسنة للمواطنين.

يعتبر حمدان نفسه، كما يصفه أحد موظفيه السابقين، الوحيد  الذي يرغب في حفظ ارث أبيه من بين أبنائه، ويرى أنه الوحيد الذي يسير على نهج والده في إدارة البلاد. حيث يقول: "يصف حمدان نفسه بأنه ضمير الأخوة الأربعة، بعض الشيوخ سيئين بدرجة مروعة و بعضهم الأخر جيدين، لكنهم مدللون، و حمدان على الأرجح الأفضل بينهم."

بعد عودته من الحج عام 2010، أصبح حمدان متعاطفاً أكثر من أي وقت مضى حول ما يصفه بالظلم في دولة الامارات، و كان يرى أن ثروة البلاد مركزة في يد الطبقة الحاكمة والعليا، على الرغم من الانفاق الذي يقوم به الشيوخ على المواطنين. و خلال تلك الفترة، أعرب حمدان عن قلقه من عدم سيادة القانون، حيث كانت الأمم المتحدة قد انتقدت النظام القضائي في البلاد سابقاً بوصفه " أنه تحت السيطرة الفعلية للسلطة التنفيذية من الحكومة"، و لم يقتنع بتبريرات القيادة الإماراتية على الرغم من ضمان استقلال القضاء وفق الدستور الإماراتي.

و وفق موظفه السابق فان اهتمام حمدان انصب على تحقيق العدالة الاجتماعية و تجنب تكدس الثروة في يد فئة قليلة حاكمة، حيث يقول:" كان يدرك حمدان جيداً أن هناك نفاق حقيقي في دولة الإمارات، لقد كانت مبادرته بطبيعة الحال محاولة لخدمة مصالحه الذاتية خصوصاُ بعد طرده من مناصبه في السلطة الحاكمة، لكنها حوت رغبة حقيقية في تغيير تركيبة البلاد و خدمة المواطنين فيها." و أضاف الموظف السابق:" كان حمدان يعلم أن هناك استياء لدى المواطنين بشأن الطريقة التي تدار بها البلاد، حيث يوجد في الإمارات كم كبير من الأثرياء، لكن هذا لا يعني عدم وجود حالات مختلفة من الفقر و العوز فيها."


الفقر و الاستياء في الشمال

تعتبر دولة الامارات العربية المتحدة واحدة من أغنى الدول في العالم، فبالاضافة الى امتلاكها ثروة نفطية كبيرة، فانها تحتل مكانة اقتصادية هامة نتيجة توافد الاستثمارات و رجال الأعمال إليها، و تشكيلها وجهة سفر مهمة حول العالم. استفاد الموطنون الاماراتيون كثيراً من التطور الذي حدث في البلاد بعد الاستقلال عام1971، حيث صنفتها الأمم المتحدة عام 2015 كواحدة من بين أسعد 20 بلد في العالم.

و لكن، وراء هذه الواجهة من بريق دبي و أبوظبي، تقبع إمارات اخرى لم تشهد تطوراً مماثلاً في الشمال، حيث لا تزال رأس الخيمة مليئة بالشوارع الترابية وتعاني من ضعف امدادات المياه. تنحدر من هذه المناطق نسبة كبيرة من المعارضة السياسية في البلاد، التي و على الرغم من أعدادها القليلة الا أن أصواتها مسموعة بشدة في أوساط المواطنين الإمارتيين. يقول موظف حمدان السابق ان الاستياء المتنامي في مناطق مثل رأس الخيمة، أعطى انطباعاً للشيخ حمدان بأنه سيحصل على دعم جيد من سكان تلك المناطق إن حاول الاستيلاء على السلطة و قدم نموذجاً أكثر شمولية لحكم البلاد.

يدعي هذا الموظف السابق لدى حمدان، أن الخطة لم تكن من إعداد حمدان وحده، بل شاركه إعدادها اثنين من الرجال أصحاب النفوذ العالي في البلاد، و يزعم أيضاً أن هناك مجموعة من أمراء أبوظبي الأصغر سناً شاركو الرجال الثلاثة وضع خطة لتحويل البلاد الى ملكية دستورية.

تدار دولة الامارات العربية المتحدة بالنظام الملكي المطلق، و على الرغم من أن المجلس الوطني الاتحادي اللاستشاري زاد من عدد الممثلين المنتخبين مباشرة من المواطنين ليصلوا إلى حوالي النصف، و أقر المجلس أيضاً زيادة في عددالمواطنين المسموح لهم بالمشاركة في الانتخابات. إلا أنه في عام 2011، قام 129274 شخصاً فقط بالإدلاء بأصواتهم من أصل نحو مليون مواطن يحق لهم التصويت في زيادة تعدت ال20 ضعف عن المشاركة عام 2006.

ينص دستور البلاد على هدفه في إحراز تقدم نحو " نظام تمثيل شامل و ديمقراطي وفق عادات المجتمع العربي و الاسلامي"، و يصف أحد المتحدثين اصلاحات المجلس الوطني الاتحادي بأنها كانت خادمة لفكرة الديمقراطية، و يضيف أن الحكام يحاولون جاهدين الوفاء بمتطلبات الدستور الديمقراطية".

ورغم محاولات الاصلاح المعلنة، فوفقاً لوثائق ويكيليكس، فإن ولي العهد الشيخ محمد كان قد أخبر المسؤولين الأمريكين عام 2006 أنه ضد الاصلاحات الديمقراطية الكاملة، لأنه حسب وصف الشيخ محمد في وثائق ويكيليكس " إن عقًدت انتخابات في دبي غداً، فان جماعة الإخوان المسلمين ستحكم البلاد". من هنا جاء رفض حكام الإمارات للاصلاحات الديمقراطية، هذا الرفض الذي عمل الشيخ حمدان على الاستفادة منه و استغلال الاضطرابات التي صاحبت الربيع العربي عام 2011، بحيث يسيطر على الحكم عن طريق انقلاب سلمي على أخويه أصحاب النفوذ.

 

أراد مدبروا الانقلاب تحويل المجلس الوطني الاتحادي إلى برلمان ذا صلاحيات تشريعية كاملة يتم انتخابه بشكل كامل عن طريق الاقتراع. يقول موظف الشيخ حمدان السابق: "أراد الشيخ حمدان أن يفعل الشيء الصحيح الذي فشل إخوته في فعله."و تتحدث التقارير عن أن حمدان أراد الاشراف بنفسه على التحول الديمقراطي هذا باعتباره ملكاً دستورياً، بحيث يشهد سحب الفيتو عن السلطة الاستبدادية في الامارات و الذي من شأنه أن يحقق رؤية زايد للمجتمع الاماراتي، حسبما جاء في  التقرير.

و بحسب الموظف، فإنه بعد أن عمل عن كثب مع حمدان، وجد أنه يهدف إلى الوصول الى تحول ديمقراطي سطحي في البلاد، فبحسب الموظف:" جلب الديمقراطية الى الامارات كان عملاً محفزاً للشيخ حمدان، لقد بدى الأمر جيداً، و لكن كأي مقاتل من أجل الحرية، فبمجرد وصوله إلى موقع القوة، لا يضمن ماذا سيفعل، و ربما احتاجوا إلى حساب مصرفي سويسري جديد."

 

كشف المؤامرة

بحلول منتصف 2011، و في خضم الاضطراب الاقليمي في المنطقة المتزامن مع أحداث الربيع العربي، تمكنت أجهزة الاستخبارات في الدولة - المرتبطة مباشرة بوزير الداخلية سيف - من كشف المؤامرة ، خاصة بعد أن تم مناقشة تفاصيل العملية بين المخططين عن طريق هواتفهم المحمولة و عن طريق تطبيق سكايب عبر الانترنت.

يقول موظف حمدان السابق، أنه بقي خارج الإمارات في معظم أوقات صيف 2011، و قال أن التواصل مع الشيخ في ذلك الوقت كان ممنوعاً، و أضاف  انه لا يزال من غير الواضح ما حدث فعلاً في تلك الفترة، غير ما تم من منع الشيخ حمدان من السفر داخل أو خارج البلاد.

و وفق الموظف، فقد تبع اكتشاف المؤامرة، اعتقال خمسة نشطاء اماراتيين كانوا قد وقعوا على وثيقة تدعو الحكام لتنفيذ اصلاحات ديمقراطية تماثل تلك التي خطط لها حمدان في انقلابه، رغم عدم وجود أدلة تشير الى اي علاقة تربط بين الوثيقة و محاولة الانقلاب.

مثلت عملية القاء القبض على النشطاء الاماراتيين الخمسة مقدمة لحملة أوسع على المجتمع المدني الاماراتي، و لا سيما ضد الجماعات الداعية الى اجراء اصلاحات ديمقراطية، و بدا ذلك واضحاً من خلال الاعتقالات الجماعية للنشطاء المرتبطين بجمعية الاصلاح.

ما بين نهاية عام 2011 و بداية عام 2012، ألقي القبض على العديد من نشطاء الاصلاح، الذي تاسس عام 1971، و عقدت محاكمة مثيرة للجدل لحوالي 94 شخصاً بتهمة التأمر للاستيلاء على حكم البلاد بالقوة، في يونيو 2013 أدين 69 من ال94متهم بإثارة الفتنة. على الرغم من اصرارهم جميعاً على براءتهم و أنهم كانوا يدعون بشكل سلمي لاجراء اصلاحات ديمقراطية في البلاد.

و يتحدث بعض الخبراء عن أن السخط الحكومي ضد الاصلاح، يعود لخوف السلطات من حدوث تحالف بين الإسلاميين و أفراد العائلة المالكة الساخطين على نظام الحكم.

يقول كريستوفر ديفيدسون، الباحث في سياسات الشرق الأوسط في جامعة دورهام،: "ما أفهمه من وحشية رد الفعل تجاه الاصلاحيين أنه جاء ضمن اطار الوعي البوليسي لدولة"محمد - سيف"، انهم لا يخشون حقاً من سيطرة الاسلاميين، بقدر ما يخشون من إمكانية تحالف الاسلاميين مع أفراد العائلة الحاكمة الساخطين على دولة الرجلين." و أضاف :" بإمكان الأمير المتمرد أن يوفر الاستمرارية القبلية الضرورية تحت شعار المكلية الدستورية، و بإمكان الاسلاميين أن يوفروا الدعم الانتخابي و الشعبي اللازم خصوصا في الامارات الشمالية من البلاد."


حمدان يريد التنازل عن العرش

في اوائل سبتمبر 2011، تمكن حمدان فجأة من التواصل مع موظفه السابق واخبره في مكالمة هاتفيه معه عن شعوره بالاحباط نتيجة صراعه المستمر مع اخوته. ووفقاً لهذا الموظف، فان حمدان اتصل بوسيط و اخبره عن نيته الاستقاله من منصبه كشيخ. يقول الموظف: "حمدان كان غاضباً جداً، و كان واضحاً جداً سعيه للفرار من البلاد."

يعتقد أن الشيخ حمدان كان يخطط للهرب خارج الإمارات لبدء حياة جديدة في أوروبا مع  ايمان إبراهيم أحمد، التي كانت تقطن في انجلترا، بعد أن فرت من الإمارات قبل بضعة أشهر. و على الرغم من أن الشيخ حمدان متزوج و له ستة أنباء، إلا أن موظفه السابق قال أن له علاقة غرامية مع ايمان و كان يحاول يتزوجها قبل ان تحدث التطورات تلك.

يقال أنه في 3 سبتمبر، تلقت ايمان اتصالاً هاتفياً من محمد البوادي، وهو موظف في مكتب ولي العهد الشيخ محمد، طلب منها أن تقنع الشيخ حمدان بسحب طلبه التنازل عن منصبه.

نظر إخوة حمدان إلى محاولة الانقلاب على أنها خيانة لأسرته و بلده، لكنهم قالوا أن تنازله عن منصبه يعد أكثر خطورة من الانقلاب نفسه. يقول مصدر التقرير: " العائلة  الحاكمة هي كل شيء في الامارات، وسيتمكنون من السيطرة على هذه المشكلة طالما كانت داخل الأسرة، لكن تنازل الشيخ حمدان عن منصبه سيظهر للعامة على أنه ضعف داخل أروقة العائلة الحاكمة."

يقال انه و بعد الاتصال الذي تلقته ايمان من مكتب ولي العهد الشيخ محمد، قام الشيخ حمدان باغلاق هاتفه لمدة سبعة أيام كاملة و وصفت حالته بالسيئة جداً. يقول موظفه السابق:" لا أستطيع أن أتخيل مقدار الضغط الذي عاشه الشيخ في ذلك الوقت".


حمدان تحت الإقامة الجبرية في قصره

يقول موظف حمدان السابق أنه اتفق مع الشيخ حمدان على لقائه في بهو فندق سبزونز في بيروت لمناقشة استثمارات الشيخ الشخصية و رؤيته لمستقبله، إلا أنه و بعد انتظار دام 12 ساعة لم يحضر الشيخ للقاء المرتقب. يقول الموظف لقد أرسل لي الشيخ قائلاً" لقد قيد أبناء زايد حركتي" في إشارة منه إلى إخوته محمد وسيف.

يضيف الموظف ايضاً، أنه عاد الى المملكة المتحدة بعد أن ألغي الاجتماع في بيروت ليجد في وقت لاحق أن أصول الشيخ حمدان كانت قد جمدت و فرض عليه حظر سفر بشكل مباشر.

بعد ذلك، اختفى الحديث عن محاولة الانقلاب و اقتصر دور الشيخ حمدان كممثل للحاكم في المنطقة الغربية، و لم تعد هناك امكانية لتحويل الحكم في الامارات إلى النظام الديمقراطي، حسب وصف المصدر. و يكمل الموظف شهادته قائلاً:" خلال السنوات الأربعة التي مرت، ظل الشيخ حمدان منعزلاً في الصحراء، و لا يحضر أي اجتماع تتخذ فيه قرارات خطيرة، و على الرغم من كونه تحت الإقامة الجبرية في قصر ليوا، إلا أنه يظهر علانيةً بين الفترة و الاخرى وفقاً لتعليمات إخوته".

يظهر الشيخ حمدان في الأخبار المحلية بشكل متقطع، عن طريق لقاءات مع المواطنين في واحة ليوا، أو خلال تبرعه بالأموال للاطفال السوريين الذين يعانون من ويلات الحرب في بلادهم، أو خلال قيامه بوظيفته كرئيس لهيئة البيئة في أبوظبي. ويصف المصدر البريطاني هذه المعاملة بأنها تتماشى مع معاملة الأسرة الحاكمة لمثل هذه المشاكل عادة.

و يضيف: " يمكن التنبؤ بما حدث لحمدان، أنهم يعملون على اخفاء الناس في مثل هذه الظروف، إن هذه السلطات تعرف كل شيء و عندما تتصرف، بامكانها ان تكون وحشية جداً."

لا توجد معلومات دقيقة في الوقت الراهن إذا ما كان هناك أي معارضة داخل الأسرة الحاكمة، أو على الأقل فإن هذه المعارضة لن تظهر علناً و ستحرص الأسرة الحاكمة على الظهور بمظهر السفينة التي تسير بشكل ثابت تحت قيادة ولي العهد الشيخ محمد و خلفه الشيخ سيف، فيما لا يظهر الرئيس خليفة بشكل كبير حالياً بسبب الاعتلال في صحته.

و مع ذلك، فعلى الرغم من الاستقرار الظاهر، فقد حرص محمد و سيف على ضمان إخفاء قصة الشيخ حمدان و عدم خروج خبر تنازله عن العرش للعامة، يقول الموظف السابق لحمدان :" لقد استماتت القيادة الاماراتية لضمان عدم تنازل الشيخ حمدان عن العرش، حيث أنه بتنازله كان سيؤثر على البنية الاقتصادية و النفطية في البلاد بشكل كبير."

حاول معدو التقرير التواصل مع السفارة الاماراتية في لندن للحصول على تعليقات خاصة بالموضوع، إلا أن السفارة لم تستجب لطلباتهم حتى موعد نشر هذاالتقرير.


ميدل ايست آي