أحدث الأخبار
  • 12:45 . تقرير إيراني يتحدث عن تعاون عسكري "إماراتي–إسرائيلي" خلال حرب غزة... المزيد
  • 12:32 . أبوظبي تُشدّد الرقابة على الممارسات البيطرية بقرار تنظيمي جديد... المزيد
  • 12:25 . الغارديان: حشود عسكرية مدعومة سعوديًا على حدود اليمن تُنذر بصدام مع الانفصاليين... المزيد
  • 12:24 . منخفض جوي وأمطار غزيرة تضرب الدولة.. والجهات الحكومية ترفع الجاهزية... المزيد
  • 12:19 . إيران تعدم رجلا متهما بالتجسس لصالح "إسرائيل"... المزيد
  • 10:59 . أمريكا تنفذ ضربات واسعة النطاق على تنظيم "الدولة الإسلامية" في سوريا... المزيد
  • 09:21 . الاتحاد العالمي لمتضرري الإمارات... المزيد
  • 06:52 . السعودية تنفذ حكم القتل لمدان يمني متهم بقتل قائد التحالف بحضرموت... المزيد
  • 06:51 . بين توحيد الرسالة وتشديد الرقابة.. كيف ينعكس إنشاء الهيئة الوطنية للإعلام على حرية الصحافة في الإمارات؟... المزيد
  • 06:41 . أمير قطر: كأس العرب جسّدت قيم الأخوّة والاحترام بين العرب... المزيد
  • 11:33 . "رويترز": اجتماع رفيع في باريس لبحث نزع سلاح "حزب الله"... المزيد
  • 11:32 . ترامب يلغي رسميا عقوبات "قيصر" على سوريا... المزيد
  • 11:32 . بعد تغيير موعد صلاة الجمعة.. تعديل دوام المدارس الخاصة في دبي... المزيد
  • 11:31 . "فيفا" يقر اقتسام الميدالية البرونزية في كأس العرب 2025 بين منتخبنا الوطني والسعودية... المزيد
  • 11:29 . اعتماد العمل عن بُعد لموظفي حكومة دبي الجمعة بسبب الأحوال الجوية... المزيد
  • 08:14 . قانون اتحادي بإنشاء هيئة إعلامية جديدة تحل محل ثلاث مؤسسات بينها "مجلس الإمارات للإعلام"... المزيد

موت مدينة

الكـاتب : زياد الدريس
تاريخ الخبر: 23-09-2015


تداول مغرّدون في مواقع التواصل الاجتماعي قبل أيام فيلماً سينمائياً قصيراً بالأبيض والأسود عن مدينة باريس قبل 95 عاماً. يتجول المصور بين أشهر أحياء ومقاهي المدينة الأوروبية الفاخرة، بجوار الأوبرا وفي جادة الشانزليزيه وعلى ضفاف السان جيرمان وفي عمق مونبرناس.

للذين ترددوا على باريس كثيراً أو عاشوا فيها جزءاً من حياتهم، لم يكن اللافت لهم هو فقط بقاء الأماكن والمباني بالأرقام ذاتها واللافتات بالأسماء ذاتها، بل وأيضاً تشابه الطقوس التي يمارسها الغرسون مثلاً في (كافيه دو لا بي) قبل قرابة قرن من الزمان والآن!

هذه الاستدامة في المكون الثقافي هي ما يعطي المدينة، أيّ مدينة، نكهتها المميزة وخصوصيتها الجاذبة. لكن هذه الاستدامة لا تأتي من المزاولة قصيرة المدى، بل هي وليدة سنين وعقود متوالية من التداول الموروث لثقافة العيش اليومي بين أهل المدينة.

وحتى لا يكون الإعجاب بفيلم باريس العتيقة هو مجرد انبهار بما عند الآخر، فإن من الملائم إنصافاً أن أشير إلى حقيقتين: الأولى أن ليست كل المدن الغربية تملك هذه العراقة الطقوسية التي تملكها باريس، إذ تكتظ أوروبا بمدن كثيرة ليس لها ذاكرة. الحقيقة الثانية أن ليست كل المدن العربية بلا ذاكرة، إذ تنطوي مدينة القاهرة على ذاكرة عتيقة وطقوس ثقافية راسخة تكتظ بها أحياؤها القديمة، والوضع نفسه إلى حدٍ ما يبدو في صنعاء القديمة وفي فاس وفي حلب.

لنتوقف عند مدينة حلب، ونتساءل ودمار الحرب الأهلية يلفّها ويمحو كل ما فيها من ذاكرة ، هل ما زلنا قادرين بعد 95 عاماً على رؤية فيلم عن حلب العتيقة؟!

فيلم باريس صُوّر في العام 1920، أي أنها تعرضت بعد التصوير لمطاحن الحرب العالمية الثانية ومغامرات هتلر الجنونية ثم الثورة الطلابية في العام 1968، لكن هذه الزوابع الحربية والسياسية، الخارجية والداخلية، لم تمنع الإنسان الفرنسي من حماية مدينته من عنف ولامبالاة الأعداء أو من جنون وطيش الأبناء.

أما مدينة حلب، والتي نتناولها هنا نموذجاً عن كثير من مدن «الربيع العربي» البائسة الآن، فهي مرّت عبر مئات السنين بغزوات خارجية واستعمارية لم تضرها كما ضرتها حرب الأبناء الداخلية الآن!

لكأنما (الفارس) العربي حين يخوض الحرب ينسى كل ما سواها، رغم تعاليم الإسلام المكرورة عن أدبيات الحرب في التعاطي مع الموجودات.

ماذا بقي من حلب كي يراه أبناؤنا بعد 95 عاماً؟!