أحدث الأخبار
  • 08:53 . بسبب دورها في حرب السودان.. حملة إعلامية في لندن لمقاطعة الإمارات... المزيد
  • 06:48 . الاتحاد الأوروبي يربط تعزيز الشراكة التجارية مع الإمارات بالحقوق المدنية والسياسية... المزيد
  • 06:04 . منخفض جوي وأمطار غزيرة تضرب الدولة.. والجهات الحكومية ترفع الجاهزية... المزيد
  • 12:45 . تقرير إيراني يتحدث عن تعاون عسكري "إماراتي–إسرائيلي" خلال حرب غزة... المزيد
  • 12:32 . أبوظبي تُشدّد الرقابة على الممارسات البيطرية بقرار تنظيمي جديد... المزيد
  • 12:25 . الغارديان: حشود عسكرية مدعومة سعوديًا على حدود اليمن تُنذر بصدام مع الانفصاليين... المزيد
  • 12:19 . إيران تعدم رجلا متهما بالتجسس لصالح "إسرائيل"... المزيد
  • 10:59 . أمريكا تنفذ ضربات واسعة النطاق على تنظيم "الدولة الإسلامية" في سوريا... المزيد
  • 09:21 . الاتحاد العالمي لمتضرري الإمارات... المزيد
  • 06:52 . السعودية تنفذ حكم القتل لمدان يمني متهم بقتل قائد التحالف بحضرموت... المزيد
  • 06:51 . بين توحيد الرسالة وتشديد الرقابة.. كيف ينعكس إنشاء الهيئة الوطنية للإعلام على حرية الصحافة في الإمارات؟... المزيد
  • 06:41 . أمير قطر: كأس العرب جسّدت قيم الأخوّة والاحترام بين العرب... المزيد
  • 11:33 . "رويترز": اجتماع رفيع في باريس لبحث نزع سلاح "حزب الله"... المزيد
  • 11:32 . ترامب يلغي رسميا عقوبات "قيصر" على سوريا... المزيد
  • 11:32 . بعد تغيير موعد صلاة الجمعة.. تعديل دوام المدارس الخاصة في دبي... المزيد
  • 11:31 . "فيفا" يقر اقتسام الميدالية البرونزية في كأس العرب 2025 بين منتخبنا الوطني والسعودية... المزيد

آخر حكاية أندلسية

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 15-02-2016


(المخطوط القرمزي)، رواية إسبانية تحكي قصة أندلسية خالصة، كتبها الإسباني الكبير أنطونيو غالا، بنَفَس أندلسي صرف، محاولاً تبرئة ساحة آخر ملوك المسلمين الأندلسيين (أبو عبد الله الصغير)، وإن لم يفلح في نفي الكارثة التي حدثت في عصره، وهي ضياع آخر الممالك (غرناطة)، فعلى الأقل، حاول جاهداً، وعبر سرد تفصيلي، وصل حافة الملل أحياناً، أن يقدم قراءة مغايرة لأسطورة الاستسلام والخنوع والهزيمة البائسة التي أضاعت ملكاً عظيماً لم يحافظ عليه!

ليس أنطونيو غالا فقط، ولكن كل منصف، عليه ألا يُحمّل (أبو عبد الله الصغير) هذا الإثم، فحتى أمه عائشة، التي تنسب لها تلك العبارة الشهيرة (ابكِ الآن مثل النساء ملكاً لم تحافظ عليه مثل الرجال)، قد تجاوزت في لومها وتأنيبها له - إن صح عنها أنها قالت ما قالته - والسبب أن ملكاً عظيماً كالذي بناه العرب في الأندلس، المدن العظيمة، القصور، الجامعات، الأسواق، الفنون، العلوم، المصانع، و.. ما كان يمكن أن تضيع بسبب رجل واحد، ولا في يوم وليلة، ولا خلال عام أو اثنين.

سقوط الحضارات سنة من سنن التاريخ وسيرورة الزمن، فأين الإمبراطورية الإغريقية، والرومانية والفارسية والإسلامية، البريطانية والإسبانية و.. أين الملوك والأمراء والممالك والعظمة والمجد؟ كل شيء إذا بلغ الكمال، انتهى، وصل منتهى نهايته، عندها ينهار من داخله، تماماً كما قال الشاعر الأندلسي

لكل شيء إذا ما تم نقصان

فلا يغر بطيب العيش إنسان

هي الأمور كما شاهدتها دول

من سره زمن ساءته أزمان

فهل كان «أبو عبد الله الصغير» - آخر سلاطين الأندلس- خائناً أضاع الأندلس، كما يروي التاريخ، وكما يحلو للبعض أن يردد دون تفكر؟.

في مخطوطه القرمزي، حاول أنطونيو غالا أن ينظر إلى أبو عبد الله الصغير، بعدالة أكثر، وبإنسانية أعمق، لذلك، وجدنا أنفسنا أمام شخص آخر غير الذي عرفناه، وغير الذي وقعت عليه لعنة التاريخ: إنه شخص من لحم ودم، يعيش الحياة مثلنا، ويبكي بحرقة لأنه يعرف أن التاريخ سيظلمه كثيراً.

كلنّا نتذكر قولة أمه وهي تؤنبه إذ تراه يلتفت مودعاً غرناطة لآخر مرة باكياً: «ابكِ كالنساء مُلكاً لم تصنه كالرجال»؟، وبعد خمسة قرون، نقف أمام ملك بني الأحمر لنعيش الإحساس نفسه، أننا أضعنا جميعاً هذا الفردوس الرائع!

(المخطوط القرمزي)، هو قصة حياة «أبو عبد الله الصغير» من منظور إنساني، لطالما افتقده الإسبان في تلك الأزمنة الغابرة!