أحدث الأخبار
  • 01:45 . تقرير: مستهلكون يشكون تجاهل اللغة العربية في كتابة لافتات السلع... المزيد
  • 01:29 . فوز البروفيسور اللبناني بادي هاني بجائزة "نوابغ العرب" عن فئة الاقتصاد... المزيد
  • 01:06 . تركيا تحذر من الانتهاكات الإسرائيلية وتتحدث عن "تفاهمات مُبشرة" خلال اجتماع ميامي بشأن غزة... المزيد
  • 12:55 . موجة استنكار واسعة بعد إساءة روبنسون للإسلام من دبي ومطالبات باعتقاله... المزيد
  • 11:48 . رياضيون يهاجمون المدرب كوزمين بشدة بعد الأداء في كأس العرب... المزيد
  • 08:53 . بسبب دورها في حرب السودان.. حملة إعلامية في لندن لمقاطعة الإمارات... المزيد
  • 06:48 . الاتحاد الأوروبي يربط تعزيز الشراكة التجارية مع الإمارات بالحقوق المدنية والسياسية... المزيد
  • 06:04 . منخفض جوي وأمطار غزيرة تضرب الدولة.. والجهات الحكومية ترفع الجاهزية... المزيد
  • 12:45 . تقرير إيراني يتحدث عن تعاون عسكري "إماراتي–إسرائيلي" خلال حرب غزة... المزيد
  • 12:32 . أبوظبي تُشدّد الرقابة على الممارسات البيطرية بقرار تنظيمي جديد... المزيد
  • 12:25 . الغارديان: حشود عسكرية مدعومة سعوديًا على حدود اليمن تُنذر بصدام مع الانفصاليين... المزيد
  • 12:19 . إيران تعدم رجلا متهما بالتجسس لصالح "إسرائيل"... المزيد
  • 10:59 . أمريكا تنفذ ضربات واسعة النطاق على تنظيم "الدولة الإسلامية" في سوريا... المزيد
  • 09:21 . الاتحاد العالمي لمتضرري الإمارات... المزيد
  • 06:52 . السعودية تنفذ حكم القتل لمدان يمني متهم بقتل قائد التحالف بحضرموت... المزيد
  • 06:51 . بين توحيد الرسالة وتشديد الرقابة.. كيف ينعكس إنشاء الهيئة الوطنية للإعلام على حرية الصحافة في الإمارات؟... المزيد

الوجود المستقبلي الأميركي في الخليج

الكـاتب : عبد الله جمعة الحاج
تاريخ الخبر: 02-04-2016


من خلال التتبع المباشر للحملة الانتخابية الرئاسية في الولايات المتحدة الأميركية من واشنطن، وعلى ضوء البرود وعدم الاكتراث الحقيقي الذي يتم التعامل به مع شؤون منطقة الخليج العربي، وهذا يتضح في قيام الإدارة الحالية بسحب معظم القوات المقاتلة من المنطقة، وبتوقيع الاتفاق النووي مع إيران، يمكن القول بأن اهتمام واشنطن بمصالحها في الخليج العربي قد انحسر كثيراً، واتجه نحو الانشغال بمناطق أخرى من العالم، خاصة الحوض الباسيفيكي. وبالتأكيد، فإن المرء يستطيع خلق قضية حول الممارسات المقلقة للإدارة الأميركية الحالية تجاه دول مجلس التعاون الخليجي، وتجاه إيران كمسألة تحمل الكثير من المتناقضات المزعجة لدول المجلس. ولكن لم كل هذا التضخيم حول مسألة الاعتماد الكلي على حضور الولايات المتحدة في المنطقة، وحول المظلة الأمنية التي توفرها لدول المجلس من خلال وجودها العسكري والسياسي؟

إن الحكمة الإنسانية والتعامل العقلاني مع سياسات الولايات المتحدة تجاه المسألة، تحتم علينا أن نكون واقعيين في ما يتعلق بما يمكن أن يحدث على المدى المنظور، فالولايات المتحدة لن تقوم بالوجود في الخليج العربي وحمايته، إلى ما شاء الله، إنْ لم تكن لها مصالح حقيقية في ذلك. وبالإضافة إلى ذلك، فإن مدى اهتمام الولايات المتحدة بالخليج العربي قصير، وقد تستجد أمور في مناطق أخرى من العالم تقلل من مستوى أهميته على قائمة أولوياتها.

على صعيد الواقع العملي للمنطقة، تنقسم آراء ساستها ومفكريها إلى قسمين: الأول يرى بأن الولايات المتحدة هي القوة الوحيدة في عالم اليوم، ومن خلال التحالف معها والارتباط الوثيق بها يمكن لدول الخليج العربي حماية نفسها ضد أطماع وتطلعات القوى الخارجية في أراضيهم وأوطانهم وثرواتهم، والثاني: يرى عكس ذلك من خلال مقولات نظرية المؤامرة والاستهداف وحتمية معاداة الغرب للعرب وقضاياهم ووقوفه إلى جانب أعدائهم. إن الأمر الثاني هو المخيف، حقيقة، فقد قادت المقولات المرتبطة به إلى مسارات ومسالك مهلكة، وبقي البعض يلقى بمسؤوليات فشل سياساته، على الأصعدة الاقتصادية والتجارية والتنموية والسياسية والعسكرية، على شماعة «مؤامرة الغرب ضد العرب والتآمر السرمدي عليهم»، فعند كل إخفاق أو عجز يحدث لديهم يقومون بإلقاء اللوم والمسؤولية على عاتق الولايات المتحدة تارة، وعاتق أوروبا الغربية الاستعمارية تارات أخرى. ووفقاً لهذا المنطق أصبح العرب أسرى قوى جهنمية مجهولة وسرية وخبيثة وشريرة ليس لهم فيها دخل ولا فعل ولا قول ولا عمل. ومن هنا لابد من التأكيد على أن مثل هذه الفكرة مغلوطة من أساسها، وبأن على عرب الخليج العربي أن يدركوا المتغيرات التي تحدث حولهم، فمن خلال ذلك يستطيعون اختيار المسارات الصحيحة المتاحة أمامهم للاختيار من بينها، فالمنظومات الإقليمية والدولية هي مجموعات من فرص ينبغي انتهازها، ومخاطر يجب تجنبها في سبيل تحقيق مصالحهم العليا، سواء كان ذلك على صعيد الدول الخليجية ، كل على حدة، أو على صعيد دول المجلس، مجتمعة.

ورغم توجه الولايات المتحدة الحالي بعيداً عن الخليج العربي، فإن احتمالات بقاء اهتماماتها المستقبلية بها ستظل قائمة، وإن بقاء شكل ما من قوتها العسكرية والسياسية بشكل دائم سيظل قائماً لكي تحمي مصالحها، خاصة عندما تستشعر وجود ما يهددها. ويشار هنا إلى أن حضور قوات الولايات المتحدة في مياه وعلى أراضي دول الخليج العربي أمر غير مستحب، لأنه قد يزيد من مستوى عداوة أولئك الذين ينظرون إلى مثل هذا الوجود على أنه استعمار جديد، في الوقت نفسه الذي لن تتمكن فيه الولايات المتحدة من توضيح الفرق الحقيقي حول كيفية تطور الأوضاع. خاتمة القول هي أن مستقبل الخليج العربي ليس قابلاً لحدوث تغيير جذري في المنطقة، يتضمن التدخل الخارجي المباشر غير المرغوب فيه، فالثقافة السياسية فيه قوية، والتاريخ قوي أيضاً لتعزيز تلك الثقافة.