أحدث الأخبار
  • 01:45 . تقرير: مستهلكون يشكون تجاهل اللغة العربية في كتابة لافتات السلع... المزيد
  • 01:29 . فوز البروفيسور اللبناني بادي هاني بجائزة "نوابغ العرب" عن فئة الاقتصاد... المزيد
  • 01:06 . تركيا تحذر من الانتهاكات الإسرائيلية وتتحدث عن "تفاهمات مُبشرة" خلال اجتماع ميامي بشأن غزة... المزيد
  • 12:55 . موجة استنكار واسعة بعد إساءة روبنسون للإسلام من دبي ومطالبات باعتقاله... المزيد
  • 11:48 . رياضيون يهاجمون المدرب كوزمين بشدة بعد الأداء في كأس العرب... المزيد
  • 08:53 . بسبب دورها في حرب السودان.. حملة إعلامية في لندن لمقاطعة الإمارات... المزيد
  • 06:48 . الاتحاد الأوروبي يربط تعزيز الشراكة التجارية مع الإمارات بالحقوق المدنية والسياسية... المزيد
  • 06:04 . منخفض جوي وأمطار غزيرة تضرب الدولة.. والجهات الحكومية ترفع الجاهزية... المزيد
  • 12:45 . تقرير إيراني يتحدث عن تعاون عسكري "إماراتي–إسرائيلي" خلال حرب غزة... المزيد
  • 12:32 . أبوظبي تُشدّد الرقابة على الممارسات البيطرية بقرار تنظيمي جديد... المزيد
  • 12:25 . الغارديان: حشود عسكرية مدعومة سعوديًا على حدود اليمن تُنذر بصدام مع الانفصاليين... المزيد
  • 12:19 . إيران تعدم رجلا متهما بالتجسس لصالح "إسرائيل"... المزيد
  • 10:59 . أمريكا تنفذ ضربات واسعة النطاق على تنظيم "الدولة الإسلامية" في سوريا... المزيد
  • 09:21 . الاتحاد العالمي لمتضرري الإمارات... المزيد
  • 06:52 . السعودية تنفذ حكم القتل لمدان يمني متهم بقتل قائد التحالف بحضرموت... المزيد
  • 06:51 . بين توحيد الرسالة وتشديد الرقابة.. كيف ينعكس إنشاء الهيئة الوطنية للإعلام على حرية الصحافة في الإمارات؟... المزيد

لماذا اختفت بقراتُ جدتي؟

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 07-04-2016


انظر كيف تفعل بنا الأخبار المتعلقة بصحتنا؟ كيف تجعلنا نلهث بحثاً عن الصحة والعافية والرشاقة؟ وفي المقابل تأمل كيف تزداد أمراض السمنة عالمياً وبشكل كارثي؟ انظر كيف تتلاعب بنا شركات تصنيع الأدوية والأطعمة ومواد التجميل والأصباغ والأطعمة العضوية والمضادات: مضادات الاكتئاب، المضادات الحيوية؟ فما يكاد الواحد منا يصدق الكلام عن أهمية المواد العضوية ومخاطر الأغذية المعلبة، والتي تدخل فيها المواد الكيميائية حتى يفاجأ بما ينقض النظرية من أساسها، ومن دون مقدمات يفتح صحيفته صباحاً ليقرأ خبراً خلاصته أن الأشخاص المؤمنين بالأغذية العضوية أجسادهم مهددة بالتلف لنقص المواد الحيوية في طعامهم. أما أولئك الذين صدقوا سلامة وإنسانية الطعام النباتي وخلوه من الدهون الخطرة التي تهدد القلب والشرايين، فإنهم بلا شك فتحوا أعينهم دهشة وهم يقرؤون هذا الخبر «أيها النباتيون نظامكم الغذائي يسبب السرطان»!

في خبر نشر منذ مدة يقول «لا يعتبر الشيب أو اللون الأبيض الذي يغزو شعرنا علامة سيئة، بل هو دليل على مرونة خلايا معينة في المخ تنتج هرمونات معينة تنعكس بشكل إيجابي على الذاكرة وغير ذلك»، بعد فترة من قراءة هذه المعلومة قرأت «أن الأطباء توصلوا لمعرفة الجين المسبب لشيب الشعر»! ربما للتدخل فيه جينياً ومنعه أو تأخيره سعياً وراء الشباب والجمال؟ فأين ذهبت الصحة والمرونة؟ ألا يبدو الأمر متضارباً، هل هي قصة سوق وترويج منتجات، أم هي حقائق علمية لا يتم التعاطي معها إعلامياً بشكل دقيق؟

منذ سنوات طويلة عندما كنا صغاراً - كما في كل الدنيا - كانت جداتنا وأمهاتنا يستخدمن الحليب الطبيعي والسمن الطبيعي في الطهي، ويستخدمن الزبدة الطبيعية غير المعالجة في المصانع للأكل ولعمل السمن ــ عن نفسي أتذكر بقرات جدتي، ودجاجاتها ــ فكنا نشرب ونأكل مما تجود به حيوانات المنزل، وفجأة تغيرت محتويات المطبخ، كل شيء أصبح معلباً، ومصنعاً ومعالجاً في المصانع ويأتينا من الخارج، اختفت بقرات جدتي وعنزات أمي والدجاجات والبيض اللذيذ المقلي بالزبدة التي تنتجها تلك البقرات التي ظللت دائماً أخاف منها!

اقتنع العالم بسبب الدعاية المهولة والكلام الذي لم يتوقف ليل نهار، بأن الزبد والسمن والحليب الطبيعي ضار صحياً، وسبب رئيس للكوليسترولw، وأن الزيت هو الأفضل، وانتشرت أسماء زيوت ما أنزل الله بها من سلطان، وأصبحت شركات الزيوت أكثر من شركات المياه المعدنية، وأصبحت رائحة القلي سيئة، وحتى رائحة المطبخ بعد القلي لا تطاق، ثم فجأة انتشر تقرير يقر بخطأ كل ما قيل عن المنتجات الطبيعية للألبان، وخطورة الزيوت المصنعة وأهمية السمن البلدي.. الآن لم يعد ذلك يفيد، لأن الإنسان بحد ذاته صار مصنعاً!