أحدث الأخبار
  • 01:45 . تقرير: مستهلكون يشكون تجاهل اللغة العربية في كتابة لافتات السلع... المزيد
  • 01:29 . فوز البروفيسور اللبناني بادي هاني بجائزة "نوابغ العرب" عن فئة الاقتصاد... المزيد
  • 01:06 . تركيا تحذر من الانتهاكات الإسرائيلية وتتحدث عن "تفاهمات مُبشرة" خلال اجتماع ميامي بشأن غزة... المزيد
  • 12:55 . موجة استنكار واسعة بعد إساءة روبنسون للإسلام من دبي ومطالبات باعتقاله... المزيد
  • 11:48 . رياضيون يهاجمون المدرب كوزمين بشدة بعد الأداء في كأس العرب... المزيد
  • 08:53 . بسبب دورها في حرب السودان.. حملة إعلامية في لندن لمقاطعة الإمارات... المزيد
  • 06:48 . الاتحاد الأوروبي يربط تعزيز الشراكة التجارية مع الإمارات بالحقوق المدنية والسياسية... المزيد
  • 06:04 . منخفض جوي وأمطار غزيرة تضرب الدولة.. والجهات الحكومية ترفع الجاهزية... المزيد
  • 12:45 . تقرير إيراني يتحدث عن تعاون عسكري "إماراتي–إسرائيلي" خلال حرب غزة... المزيد
  • 12:32 . أبوظبي تُشدّد الرقابة على الممارسات البيطرية بقرار تنظيمي جديد... المزيد
  • 12:25 . الغارديان: حشود عسكرية مدعومة سعوديًا على حدود اليمن تُنذر بصدام مع الانفصاليين... المزيد
  • 12:19 . إيران تعدم رجلا متهما بالتجسس لصالح "إسرائيل"... المزيد
  • 10:59 . أمريكا تنفذ ضربات واسعة النطاق على تنظيم "الدولة الإسلامية" في سوريا... المزيد
  • 09:21 . الاتحاد العالمي لمتضرري الإمارات... المزيد
  • 06:52 . السعودية تنفذ حكم القتل لمدان يمني متهم بقتل قائد التحالف بحضرموت... المزيد
  • 06:51 . بين توحيد الرسالة وتشديد الرقابة.. كيف ينعكس إنشاء الهيئة الوطنية للإعلام على حرية الصحافة في الإمارات؟... المزيد

مزاج الكتابة!

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 09-04-2016


يمكنني القول بعد كل هذه التجربة الطويلة - نسبياً - إن الكتابة التزام حقيقي ومكلف، لا يقيدك لكنه يصادر بعض حريتك في التعامل الاعتيادي او الفوضوي مع الظروف والضغوط، يجعلك أكثر ارتباطاً بغيرك، وأشد انتباهاً وحساسية، أتحدث هنا عن الكتابة اليومية، عن كتابة المقال الملتزم في صحيفة ذات خط ملتزم ورصين، وهنا فإن المشتتات التي يمكن أن تطرأ على الكاتب كما تطرأ على عموم البشر هي واحد من أعداء الكتابة التي على الكتاب أن يواجهوها بالانتصار عليها وليس بالاستسلام لها!

الكتابة ليست قيداً، أفضل وصفها بالالتزام وليس القيد، الكتابة في حقيقة الأمر تحرر الكاتب وتطلق له العنان ليعبر عن نفسه وعن الآخرين، وتمنحه الكثير من اتساع الأفق كما تكسبه ارضية صلبة من العلاقات والتحركات بحثاً عن المعلومات والأخبار والأفكار، تمنحه الكتابة هوية واضحة وصلابة في إبداء الرأي والكثير من القبول الاجتماعي.

كونك كاتباً ليس بالأمر الهين او العادي الذي يمكن أن يمر هكذا ببساطة، أن كونك كاتباً وإن كان لا يجعلك زعيماً أو نجماً كالمطربين ولاعبي كرة القدم، ولا يرسم فوق رأسك هالات القديسين كما تظهر في الرسوم القديمة، إلا أن وصف كاتب حين يتبع اسمك يجعل ذلك الاسم مثار انتباه او اهتمام بلا شك واحياناً محل غيرة أو توجس أو خوف وحذر، نعم قد لا يمر اسمك مرور الكرام لكن هذا لا يعني انه يمر كموكب أمير أو قائد عسكري مبجل، فكثيرون في أوطاننا ما زالوا يخافون من الكتابة والكاتب، أولئك الذين حذرتهم مؤسساتهم وأمهاتهم وربما زوجاتهم من الكلام مع الصحفيين والجلوس معهم، أولئك الذين يخشون الحقيقة هم أحد مشتتات الكاتب والكتابة معاً!

ماذا يشتت مزاج الكاتب والكتابة؟ كل ما يخرج الفكر والتفكير من وضعه الهادئ الذي اعتاد عليه الكاتب، قد يكون ظرفاً طارئاً عليه، قد يكون الطقس مثلاً او المرض، وقد يكون مما يحيطه من بشر وعلاقات وتشابكات واشتباكات. إن خلافاً مع صديق يعتبر مشتتاً لمزاج الكتابة، وحدوث مشكلة في محيط الأسرة، والتنقل اليومي، والالتزامات الاجتماعية، والحزن والكآبة والسفر والملل. الى ما لا نهاية له من المشتتات التي يمكن للإنسان العادي أن يستسلم لها حتى تزول تلقائياً، أما الكاتب فعليه دوماً أن يمتلك قدرة الفصل بين الكتابة كالتزام مهني وبين المشتتات التي تحدث خارجه!

ليس عليه أن يكون حجراً او آلة بلا شعور، فهو إنسان في خاتمة النهار، ينتابه الشعور بالوحدة رغم وجود الأصدقاء من حوله، تهاجمه ذكريات الطفولة والحياة، يعيش الإخفاقات والصراعات ويعاني ضغط متطلبات النفس والوجود، إلا أنه في النهاية عليه أن يكتب وأن يعتاد على القفز فوق حواجز المشتتات كلها، هذه لياقة عالية ذات كلفة كبيرة تكسبه إياها الخبرة والتجربة وسنوات العمر والمهنية والالتزام!