أحدث الأخبار
  • 01:45 . تقرير: مستهلكون يشكون تجاهل اللغة العربية في كتابة لافتات السلع... المزيد
  • 01:29 . فوز البروفيسور اللبناني بادي هاني بجائزة "نوابغ العرب" عن فئة الاقتصاد... المزيد
  • 01:06 . تركيا تحذر من الانتهاكات الإسرائيلية وتتحدث عن "تفاهمات مُبشرة" خلال اجتماع ميامي بشأن غزة... المزيد
  • 12:55 . موجة استنكار واسعة بعد إساءة روبنسون للإسلام من دبي ومطالبات باعتقاله... المزيد
  • 11:48 . رياضيون يهاجمون المدرب كوزمين بشدة بعد الأداء في كأس العرب... المزيد
  • 08:53 . بسبب دورها في حرب السودان.. حملة إعلامية في لندن لمقاطعة الإمارات... المزيد
  • 06:48 . الاتحاد الأوروبي يربط تعزيز الشراكة التجارية مع الإمارات بالحقوق المدنية والسياسية... المزيد
  • 06:04 . منخفض جوي وأمطار غزيرة تضرب الدولة.. والجهات الحكومية ترفع الجاهزية... المزيد
  • 12:45 . تقرير إيراني يتحدث عن تعاون عسكري "إماراتي–إسرائيلي" خلال حرب غزة... المزيد
  • 12:32 . أبوظبي تُشدّد الرقابة على الممارسات البيطرية بقرار تنظيمي جديد... المزيد
  • 12:25 . الغارديان: حشود عسكرية مدعومة سعوديًا على حدود اليمن تُنذر بصدام مع الانفصاليين... المزيد
  • 12:19 . إيران تعدم رجلا متهما بالتجسس لصالح "إسرائيل"... المزيد
  • 10:59 . أمريكا تنفذ ضربات واسعة النطاق على تنظيم "الدولة الإسلامية" في سوريا... المزيد
  • 09:21 . الاتحاد العالمي لمتضرري الإمارات... المزيد
  • 06:52 . السعودية تنفذ حكم القتل لمدان يمني متهم بقتل قائد التحالف بحضرموت... المزيد
  • 06:51 . بين توحيد الرسالة وتشديد الرقابة.. كيف ينعكس إنشاء الهيئة الوطنية للإعلام على حرية الصحافة في الإمارات؟... المزيد

ضجيج المدن الجميلة!

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 11-04-2016


في الجمال، هناك جمال يضج بالحياة وجمال بارد باهت لا روح فيه، وكلاهما جمال؛ الفرق ليس في التفاصيل والملامح، ولكن في الأثر الذي يتركه هذا الجمال أو ذاك على نفوس وقلوب من يراه، والجمال لا يقتصر على البشر؛ فالله لم يخلق الإنسان جميلاً فقط، ولكنه خلقه في أحسن تقويم وأحسن صورة.

ثم إن جمال الإنسان فاتن ومغرٍ، وقد يقود المتأمل الشديد التمعن إلى التعلق به وعشقه والوقوع في هواه، وصولاً إلى ما هو أكثر من ذلك؛ فما الذي شغف زوجة عزيز مصر سوى جمال يوسف عليه السلام؟ إن من الجمال لفتنة، والفتنة في المدن كما في الإنسان، فهناك مدن تقع في هواها من النظرة الأولى، ومدن تمر بها فلا تلتفت إليها، الفرق في روح المكان وعذوبة التفاصيل!

لقد غادر بنو الأحمر آخر ملوك العرب مدينتهم الجميلة غرناطة عام 1492، غادروا قصورهم وحدائقهم الغنّاء، غادروا أحياءهم تاركين مفاتيح دورهم وحوانيتهم معلقة هناك لحين عودتهم؛ فقد ظنوا أن الهزيمة التي مني بها بنو الأحمر ليست سوى أمر طارئ، وأنهم سرعان ما يعودون، لكن الزمن مضى قرناً بعد قرن، ولم يعد بنو الأحمر إلى إسبانيا، إلا أن الحمراء بقصورها وجنائنها ونوافيرها بقيت، منارة جمال تشع عبر ظلمات القرون لم تنطفئ يوماً.

إن روح بني الأحمر التي سكنت تلك المدن لم تنطفئ، بقيت عذوبة التفاصيل الباهرة في قصور بني الأحمر تنادي العالم أن يأتي ليقف في محرابها شاهداً على جمال الروح التي شيدت وأبدعت، روح العرب العظماء!

تلك روح المدن، فما من مدينة تمشي في أزقتها وتعبر شوارعها وتحدث ساكنيها إلا ويبدو ماضيها شامخاً من خلال ذلك كله. التاريخ ليس عنصراً موازياً للموت أو النسيان؛ فمدينة بلا تاريخ هي مدينة بلا روح، ويحدث أن يوجد تاريخ لا يحرك فيك شيئاً، يقف ببلادة معلناً عن نفسه بحيادية تامة تشير إليه الصور وأصابع الأدلاء، وتمر عليه عيناك مرور الكرام هكذا وكأن شيئاً لم يكن!

وهناك تاريخ يعني الإنسانية كلها، وتاريخ يعنيك وتاريخ لا تتقاطع معه، في المدن والعمارة الإسلامية تسكن روح عظيمة تشهد عليها روائع لا تضاهى على مستوى العالم: قصر الحمراء في غرناطة، وقصر توبكابي (قصر السلطان سليمان) في إسطنبول، وحدائق شاليمار في لاهور، وتاج محل في الهند؛ ما من واحد منها إلا وتسكنه أرواح عظيمة ظلت تشع بعظمتها عبر القرون!

بالنسبة لكاتب يسافر عبر المدن والحضارات، فإن المدينة التي يكتب عنها هي تلك التي تسكنه أرواح أسلافها وعظمة ما خلفوه وما أنجزوه للبشرية، لا يمكنه أن يكتب عن مدينة لم تتغلغل إلى داخله. تلك المدن التي لا نكتب عنها هي المدن المحايدة الباردة، التي تسير بجانب أسوارها صامتة لا يحدث جمالها تلك الضجة الحميمة!