أصدر الائتلاف العالمي للحريات والحقوق بيانا تساءل فيه عن أسباب إخفاء السلطات السعودية للكاتب والإعلامي الدكتور محمد الحضيف للشهر الثاني على التوالي، حيث قامت السلطات السعودية بإعتقال الحضيف في مطار الرياض خلال عودته من تركيا بتاريخ (19|3)، ما أثار موجة من ردود أفعال غاضبة من مغردين ونشطاء مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال الائتلاف في بيانه: "يعتقد أن سبب إعتقال الحضيف بحسب مغردين يأتي على خلفية إنتقاده لدولة الإمارات العربية، ومطالباته المستمرة بالإصلاح الذي دفع ثمنه العديد من الإعتقالات السابقة".

وأشار الائتلاف إلى أن استمرار اعتقال محمد الحضيف دون إبداء أية أسباب أو تفاصيل من قبل السلطات السعودية عن سبب الاعتقال ومكان اعتقاله يثير مخاوف من تعرض محمد الحضيف إلى الإخفاء القسري والتعذيب النفسي والجسدي.

وأصدر الائتلاف بطاقة تعريفية بالحضيف موضحا أنه إعلامي وكاتب سعودي ووالد الكاتبة والقاصة هديل الحضيف، والتحق بجامعة الملك سعودي قسم الإعلام تخصص صحافة وحصل على شهادة البكالوريوس منها مع مرتبة الشرف عام 1983 م.

وأوضح أن "الحضيف" نال درجة الماجستير في نظريات الإعلام وتخصص في نظريات الإقناع والصورة النمطية من جامعة كانساس في الولايات المتحدة الأمريكية عام 1988م ونال شهادة الدكتوراه في الصحافة والعلاقات العامة من جامعة ويلز في بريطانيا عام 1412 -1992.

وبين أن الحضيف أسس في 1993 لجنة للدفاع عن حقوق الإنسان أسماها لجنة الدفاع عن الحقوق الشرعية، وفي مارس 2014 قامت السلطات السعودية بإيقاف حسابه ومنعه من الكتابة على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" بسبب دعمه للثورات العربية وانتقاده للسياسة الداخلية والخارجية للسلطات في المملكة وآخرها تصنيف الإخوان كجماعة إرهابية.

وفي يوليو 2015 هدده الفريق ضاحي خلفان نائب رئيس الشرطة والأمن العام في دبي بأنه سيلاحقه أينما حل وفي أي مكان كان، حيث قال "سأقدم الحضيف للمحاكم الإماراتية وسنلاحقه بكل وسيلة سواء أكان عبر الانتربول أم من خلال اتفاقيات التعاون الثنائية مع الدول، وسيتم الوصول إليه بأي وسيلة وسيجد نفسه ملاحقاً ومراقباُ في كل مطار يصل إليه، طال الزمان أو قصر سيتم القبض على الحضيف ولن نترك له مجالا، ولو وكل 60 محامياً فسيتم القبض عليه" على حد زعمه.

وأشار "الائتلاف" إلى أن الحضيف عرف بنقده اللاذع للسلطات الإماراتية لاستضافتها نجل الرئيس اليمني المخلوع على عبد الله صالح ودعمها للواء خليفة حفتر في ليبيا ومواقفها الأخرى التي تعتبر ضد إرادة الشعوب، موضحا أن الحضيف اعتقل عدة مرات سابقة على خلفية مطالباته المتكررة بالإصلاح.

موجة تعاطف 

من جانبهم تفاعل نشطاء موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" مع هاشتاق "أين الحضيف"، متسائلين عن أسباب اعتقال الكاتب السعودي محمد الحضيف منذ شهر، عقب عودته إلى المملكة السعودية بمطار الرياض قادما من تركيا، وسط تكتم من قبل السلطات السعودية عن أسباب الاعتقال.

واتهم النشطاء، بحسب تقرير موسع لموقع "شؤون خليجية" السعودي،  السلطات السعودية "بإسكات الحضيف إرضاء لابن زايد ودحلان وشلته" على حد تعبيرهم، على خلفية ما كشفه النشطاء بأن توقيف الحضيف جاء بعد الانتقادات التي وجهها إلى دول خليجية وعلى رأسها الإمارات، حيث كتب تغريدة يتسائل فيها "هل يجوز للإمارات أن توفر الحماية، وتصبح ملاذًا لبعض الآبقين من سعودي الإمارات وتوظفهم.. ليشتموا علماء المملكة ورموزها بلغة شوارع بذيئة؟".

ونقل حساب خفايا وأسرار عربية عن مصدر أمني قوله إن المفكر د . الحضيف اعتقل بسبب شكاوى مقدمة من إدارة قناة العربية ضده و بسبب مواقفه المعارضة للإمارات، موضحا أن عائلة "الحضيف" تناشد الاعلاميين و الكتاب تفعيل قضية نجلها المعتقل.

وأشار بعض المغردين إلى أن "التكتم على أسباب توقيف الحضيف يرجع إلى كونه لم يكن ليبرالي أو متصهين ليتم حمايته من منافقي الداخل أو حمايته من قبل السفارات الأجنبية، بل هو مسلم وطني غير أجير"، على حد قولهم.

واستنكر أخرون صمت وخذلان علماء ودعاة السعودية على توقيف الحضيف، حيث قال المغرد إسماعيل ياشا: "العلماء والدعاة السعوديون غفر الله لهم يحرضون السوريين على قتال النظام السوري.. وهم خائفون من مجرد السؤال: أين الحضيف؟".