أحدث الأخبار
  • 01:45 . تقرير: مستهلكون يشكون تجاهل اللغة العربية في كتابة لافتات السلع... المزيد
  • 01:29 . فوز البروفيسور اللبناني بادي هاني بجائزة "نوابغ العرب" عن فئة الاقتصاد... المزيد
  • 01:06 . تركيا تحذر من الانتهاكات الإسرائيلية وتتحدث عن "تفاهمات مُبشرة" خلال اجتماع ميامي بشأن غزة... المزيد
  • 12:55 . موجة استنكار واسعة بعد إساءة روبنسون للإسلام من دبي ومطالبات باعتقاله... المزيد
  • 11:48 . رياضيون يهاجمون المدرب كوزمين بشدة بعد الأداء في كأس العرب... المزيد
  • 08:53 . بسبب دورها في حرب السودان.. حملة إعلامية في لندن لمقاطعة الإمارات... المزيد
  • 06:48 . الاتحاد الأوروبي يربط تعزيز الشراكة التجارية مع الإمارات بالحقوق المدنية والسياسية... المزيد
  • 06:04 . منخفض جوي وأمطار غزيرة تضرب الدولة.. والجهات الحكومية ترفع الجاهزية... المزيد
  • 12:45 . تقرير إيراني يتحدث عن تعاون عسكري "إماراتي–إسرائيلي" خلال حرب غزة... المزيد
  • 12:32 . أبوظبي تُشدّد الرقابة على الممارسات البيطرية بقرار تنظيمي جديد... المزيد
  • 12:25 . الغارديان: حشود عسكرية مدعومة سعوديًا على حدود اليمن تُنذر بصدام مع الانفصاليين... المزيد
  • 12:19 . إيران تعدم رجلا متهما بالتجسس لصالح "إسرائيل"... المزيد
  • 10:59 . أمريكا تنفذ ضربات واسعة النطاق على تنظيم "الدولة الإسلامية" في سوريا... المزيد
  • 09:21 . الاتحاد العالمي لمتضرري الإمارات... المزيد
  • 06:52 . السعودية تنفذ حكم القتل لمدان يمني متهم بقتل قائد التحالف بحضرموت... المزيد
  • 06:51 . بين توحيد الرسالة وتشديد الرقابة.. كيف ينعكس إنشاء الهيئة الوطنية للإعلام على حرية الصحافة في الإمارات؟... المزيد

الكتابة الحقيقية

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 27-04-2016


عندما بدأت في قراءة رواية ( حارس الموتى ) للبناني جورج يرق، التي كانت ضمن الروايات الست المرشحة لنيل البوكر العربية، انتابني شعور بالملل في البداية سرعان ما تبدد وأنا أبحر في صفحاتها، لقد أحسست بما كان يشعر به الكاتب تماماً، وفي ظني أنه إذا وصل القارئ إلى هذه النقطة فإنه حتماً لن ينسى هذا العمل الذي يقرؤه، سيظل عالقاً في ذاكرته طويلًا، اليوم وأنا أتابع وقائع الإعلان عن الفائز بالجائزة، صرت أتذكر تفاصيل (حارس الموتى) فشعرت كأنني واحدة من أولئك الناس البسطاء الذين عبروا شوارع بيروت وتعرضوا للقصف والقذائف وعاشوا الرعب فعلًا ولسنوات طويلة!

شعور القارئ بقربه الشديد من النص المكتوب من الأمور التي تعبر عن مهارة فائقة يتمتع بها الكاتب أو الروائي، إن مقدرتك على أن تقترب من قارئك وأن تشركه في نصك الذي تكتبه بحيث يصير جزءاً منه أو يشعر هو وكأنك تكتبه أو تكتب عنه ليس بالأمر السهل، إنه من أكثر العوامل التي تعمل على أن يتحول الكاتب تدريجياً إلى أيقونة حقيقية في فن الكتابة العميقة والحقيقية والقريبة من الناس.

هذه كتابة نفتقدها، الكتابة العميقة التي تستطيع أن تصل إلى هدفها مباشرة، روح القارئ، لذلك هي حقيقية، إنها لا تعقد صفقة مع السوق بل تؤسس لبقاء طويل في الذاكرة، لهذا السبب فإن أكثرنا اليوم وقد غادر حياة المراهقة لازال يتذكر تلك الأعمال الرائعة التي قرأها أيام الدراسة الجامعية وما بعدها!

يقول جورج يرق «لقد نجوت من الموت مرات ومرات أثناء الحرب، أنا شخص يعيش اليوم لأن صدفة ما أنقذته، لذلك فأنا منحاز للحياة تماماً، وكتابتي تعبير عن هذا الانحياز، لقد عشت الحرب وعشت الحياة في ظل الحرب لذلك أكتب عنها»، لقد أجل الكاتب البدء في الكتابة حتى تجاوز الخمسين من عمره، وكأنه كان يريد تعويض الحياة التي فاتته لأكثر من عشرين عاماً، إنه عمر طويل لم يمر عليه وهو نائم، بل وهو يواجه موتاً وقتلاً عبثياً في كل زاوية من زوايا بيروت التي وصفها الروائي ربيع جابر (بيروت مدينة العالم) وهذه حقيقة لكن الحرب حولتها إلى مدينة عبثية تطرح على سكانها عشرات الأسئلة العبثية التي بلا إجابة!

في التعبير عن بشاعة الحرب جعل جورج يرق بطل حكايته (عابر ليطاني) عابراً على معظم الأرض متساوياً، هو الحي الباحث عن الحياة مع الموتى في ثلاجة الموتى، يحرسهم ويسرقهم وقد يغتصبهم إن لزم الأمر، هكذا يعامل الأحياء في الحرب: لا فرق بينهم وبين الموتى في الثلاجة !

صحيح أن الرواية لم تفز بجائزة البوكر، لكن وصولها للقائمة القصيرة يعتبر إنجازاً، لقد فازت رواية ربعي المدهون (مصائر: كونشرتو الهولوكوست والنكبة) التي لا تقل صدقاً في التعبير عن النكبة وتحولاتها وانعكاساتها على الإنسان الفلسطيني. إن الأعمال الحقيقية هي ما يجب أن يعتلي منصات التتويج.