أحدث الأخبار
  • 06:35 . سلطات غزة تعلن حصيلة الأضرار الكارثية لمنخفض "بيرون"... المزيد
  • 12:11 . إيران تصادر ناقلة نفط في خليج عمان... المزيد
  • 12:11 . ارتفاع حصيلة انفجار "غامض" بحفل زفاف في درعا إلى 33 مصابا... المزيد
  • 11:56 . ترامب يعلن بدء ضربات أميركية ضد عصابات المخدرات في أميركا اللاتينية... المزيد
  • 11:52 . محكمة تونسية تقضي بسجن المعارِضة عبير موسي 12 عاما... المزيد
  • 11:31 . وثيقة تكشف استيلاء أمريكا على ناقلة نفط قرب فنزويلا قبل انتهاء صلاحية مذكرة مصادرة... المزيد
  • 11:30 . وفد إماراتي–سعودي يصل عدن لاحتواء التوتر في المحافظات الشرقية ودفع الانتقالي للانسحاب... المزيد
  • 01:09 . تحليل: صعود نفوذ الإمارات جنوب اليمن يضع السعودية أمام معادلة أكثر تعقيداً... المزيد
  • 12:45 . "الأبيض" يحلق إلى نصف نهائي كأس العرب على حساب الجزائر... المزيد
  • 10:27 . وزيرا خارجية عمان وتركيا يبحثان تعزيز الشراكة وتطورات المنطقة... المزيد
  • 10:27 . بريطانيا تفرض عقوبات على أربعة من قادة قوات الدعم السريع بينهم شقيق دقلو... المزيد
  • 10:26 . حكومة الإمارات تصدر تعديلات جديدة على قانون الجرائم والعقوبات وسط انتقادات حقوقية مستمرة... المزيد
  • 05:36 . قمة كروية مرتقبة في ملعب البيت.. "الأبيض" يواجه الجزائر في ربع نهائي كأس العرب... المزيد
  • 01:59 . وفاة سبعة فلسطينيين بغزة جراء انهيارات بسبب المنخفض الجوي... المزيد
  • 01:58 . الإمارات والاتحاد الأوروبي يطلقان مفاوضات لإبرام شراكة استراتيجية شاملة... المزيد
  • 01:57 . أمريكا " تضغط" للانتقال إلى المرحلة الثانية من وقف النار وإلزام الاحتلال بإزالة الأنقاض وإعمار غزة... المزيد

«الإمبراطورية الروسية».. سياق متصل

الكـاتب : عبد الله جمعة الحاج
تاريخ الخبر: 30-11--0001

عبد الله جمعة الحاج
مع انهيار الاتحاد السوفييتي السابق ظهر اعتقاد بأن أحلام الإمبراطورية الروسية القديمة قد انهارت أيضاً، لأنه تم تأسيس مجموعة من الدول الوطنية المستقلة. لكن الشيء الذي حدث أمراً لم يكن متوقعاً أو متصوراً أو مفهوماً في عقلية المواطن الروسي البسيط أو حتى في عقلية النخب الروسية السياسية والاقتصادية والثقافية، والعديد من جنرالات الجيش الروس في الجيش السوفييتي الجرار الذي انهار هو الآخر فجأة. ويبدو بأن تلك النخب، وعلى الرغم من مناداة العديد من قياداتها بالأممية والمساواة بين الشعوب السوفييتية، كانت وما زالت ذات عقليات إمبراطورية توسعية، لذلك فقد رفضت فكرة انهيار الإمبراطورية السوفييتية، وترفض حق الشعوب غير الروسية في تقرير المصير، وتتجاهل نتائج الاستفتاءات التي أجريت في عدد من الجمهوريات منذ عام 1991. ففي أوكرانيا مثلاً أجري استفتاء في ديسمبر 1991 كانت نتيجته أن ما يزيد على 90 بالمائة من الأوكرانيين صوتت لصالح الانفصال عن روسيا.
الدليل على أن الروس لم يكونوا راغبين في تفكيك الاتحاد السوفييتي أن النخب الروسية نظمت تظاهرات عدة تنادي بعودة بناء الاتحاد السوفييتي وبالإمبراطورية الروسية القديمة، على الرغم من أن التاريخ يشرح بأن إعادة عجلة الزمن إلى الوراء أمر مستحيل. والأكثر من ذلك أن قيادات قديمة كانت وراء العديد من المآسي التي حدثت في العديد من الجمهوريات، وقامت بخلق الصعوبات في القرم كي تعقد تقاسم أسطول البحر الأسود بين روسيا وأوكرانيا، وسعت لتعقيد وعرقلة محاولات إقامة التعاون السلمي بين الدول المستقلة.

لقد تم اتهام تلك النخب أيضاً بإشعال نار الفتنة والتسبب في الحروب الأهلية في البوسنة والهرسك. وفي تلك الفترة طالبت دول الغرب الحكومة الروسية بسحب قواتها المسلحة من العديد من المناطق لكي تهدأ، وعلى الرغم من أن ممثلي روسيا وأوكرانيا ورومانيا ومولدوفا التقوا لحل مسألة الصراع، فإن الروس قاموا سراً بتصعيد القتال. وجدير بالذكر أن روسيا ليس لديها حدود مشتركة مع العديد من الجمهوريات، لكي يبدو بأن الخطة الروسية هي القيام بتطويق أوكرانيا مثلاً عند إعلانها الاستقلال، لأنه ليس في استطاعتهم سيكولوجياً الإقرار بأن أوكرانيا دولة مستقلة.

ويبدو بأن الوس يعتقدون بأن ع طريق دعم القلاقل والثورات والصراعات المسلحة سيؤدي الأمر إلى تدخلات روسية واسعة النطاق، ويفضي إلى تسريع إعادة الأوضاع القديمة، لكن جميع المحاولات الروسية الرسمية والتجليات الشعبية المختلفة لم تفصح حتى الآن عن قدرة روسية حقيقية على تحقيق قدر يعتد به من التطلعات الكامنة لإعادة مجد الإمبراطورية الروسية برغم ما يحصل في أوكرانيا الآن، فالعوائق الاقتصادية المتزايدة وظهور الصعوبات الأخرى في داخل الاتحاد الروسي ذاته، تعد تربة خصبه لعدم الاستقرار في جميع دول المنطقة. ويوجد أيضاً جانب آخر للتهديد، فخمسة وعشرون مليون روسي يعيشون منتشرين على أراضي دول مستقلة عدة من الجمهوريات السابقة للاتحاد السوفييتي.

هؤلاء يمكن أن يصبحوا أقوياء بسهولة وداعمين لروسيا في داخل كل دولة، فهم يصنفون «طابوراً خامساً» لممارسات وردود الأفعال الروسية. هؤلاء وجدوا من خلال سياسات «الروسنة» القديمة لموسكو في تلك المناطق، وأدى وجودهم إلى إضعاف الوعي الوطني للمجتمعات المحلية، فهي عملت على إغرائهم للانضمام إلى الإمبراطورية الروسية في حال وقوع تحرك في هذا الاتجاه، ويتضح ذلك من خلال ما يحدث حالياً في القرم وفي شرق أوكرانيا.