أحدث الأخبار
  • 08:02 . سوريا تعلن تفكيك خلية لتنظيم الدولة في عملية أمنية بريف دمشق... المزيد
  • 07:09 . الاحتلال الإسرائيلي يصادق على إنشاء 19 مستوطنة جديدة بالضفة... المزيد
  • 01:45 . تقرير: مستهلكون يشكون تجاهل اللغة العربية في كتابة لافتات السلع... المزيد
  • 01:29 . فوز البروفيسور اللبناني بادي هاني بجائزة "نوابغ العرب" عن فئة الاقتصاد... المزيد
  • 01:06 . تركيا تحذر من الانتهاكات الإسرائيلية وتتحدث عن "تفاهمات مُبشرة" خلال اجتماع ميامي بشأن غزة... المزيد
  • 12:55 . موجة استنكار واسعة بعد إساءة روبنسون للمسلمين ومطالبات باعتقاله في دبي... المزيد
  • 11:48 . رياضيون يهاجمون المدرب كوزمين بشدة بعد الأداء في كأس العرب... المزيد
  • 08:53 . بسبب دورها في حرب السودان.. حملة إعلامية في لندن لمقاطعة الإمارات... المزيد
  • 06:48 . الاتحاد الأوروبي يربط تعزيز الشراكة التجارية مع الإمارات بالحقوق المدنية والسياسية... المزيد
  • 06:04 . منخفض جوي وأمطار غزيرة تضرب الدولة.. والجهات الحكومية ترفع الجاهزية... المزيد
  • 12:45 . تقرير إيراني يتحدث عن تعاون عسكري "إماراتي–إسرائيلي" خلال حرب غزة... المزيد
  • 12:32 . أبوظبي تُشدّد الرقابة على الممارسات البيطرية بقرار تنظيمي جديد... المزيد
  • 12:25 . الغارديان: حشود عسكرية مدعومة سعوديًا على حدود اليمن تُنذر بصدام مع الانفصاليين... المزيد
  • 12:19 . إيران تعدم رجلا متهما بالتجسس لصالح "إسرائيل"... المزيد
  • 10:59 . أمريكا تنفذ ضربات واسعة النطاق على تنظيم "الدولة الإسلامية" في سوريا... المزيد
  • 09:21 . الاتحاد العالمي لمتضرري الإمارات... المزيد

القبيلة

الكـاتب : عبد العزيز الحيص
تاريخ الخبر: 08-08-2016


الفرق بين المجتمع الأهلي والمجتمع المدني، إن أردنا التبسيط، هو في التفريق بين المجتمع الذي اخترته، والمجتمع الذي كان معك منذ ولادتك ولم يكن لك خيار فيه. القبيلة والطائفة مثلا محسوبة على المجتمع الأهلي، لأنها معك منذ ولادتك، بينما الحزب والجمعية مثلا، من مؤسسات المجتمع المدني، لأنك اخترتهما وملت إليهما عن فكر وتوجه وقناعة.
تخلص التعريفات المختلفة للقبيلة، أنها رابطة اجتماعية-سيكولوجية، شعورية ولا شعورية معا، تربط أفراد جماعة ما عبر القرابة. ويرى ابن خلدون ومعه الجابري، أن القبيلة رابطة تذهب أبعد من النسب، ولا تكون محدودة بالرابطة الدموية وحدها. والمفهوم المحوري داخل القبيلة هو «العصبية» والتضامن، وبغض النظر عن نجاعة توجه القبيلة من عدمه، الفرد بحسب المنظار القبلي إما أن يكون مع القبيلة أو لا يكون، فالولاء للقبيلة قوي، ويُضعف قدرة المواقف الفردية على المخالفة.
ومن هنا حين تأسست الدولة العربية الحديثة، كان للقبيلة دورا سياسيا بارزا في عدة دول عربية، وما زلنا حتى اليوم نلاحظ الأهمية المتزايدة للقبيلة، وفي مناطق الأزمات العربية خصوصا، كالعراق وسوريا واليمن وليبيا. يذكر محمد نجيب بوطالب في أطروحته حول «سوسيولوجيا القبيلة في المغرب العربي»، أن تحطيم القبيلة الذي مارسه الاستعمار الفرنسي في الجزائر كان أحد أسباب تفشي العنف والراديكالية اللذين ظهرا لاحقا في المجتمع، فالبنى الاجتماعية التقليدية مثل القبيلة كان من الممكن أن يكون لها شأن في حفظ التوازن الاجتماعي بعد صدمة الاحتلال، وهو الأمر الذي حدث لدى المجتمع الليبي المجاور.
لكن كيانات المجتمع الأهلي مثل القبيلة لا تناسب السياسة، فهي تقدم ولاءاتها باشتراطات تتبع معادلات القوة وطبيعة العلاقات. بينما كيانات المجتمع المدني تفحص ولاءاتها، وتهذب صراعاتها عبر الصناديق، وطبيعة عملها تكمن في إنجاز معايير محددة للولاء والتوجه، تُدار عبرها العملية السياسية. وهذا ما لاحظناه في حالة الانقلاب في تركيا مؤخراً، فبعدما ظهر الانقسام بين المؤسسات الكبرى في البلاد، كانت الجهة السياسية التي يُنتظر منها تأييد الانقلاب من عدمه، هي الأحزاب التي تتملك القواعد الشعبية الواسعة. ووقوف هذه الأحزاب وتأكيد موقفها الديمقراطي بوعي، ساعد في تعزيز الديمقراطية التي أتت هي عبرها أصلاً. ومن الواضح في النهاية أن أي تهديد للديمقراطية هو تهديد لوجود هذه الأحزاب نفسها.
تعقيدات الحياة اليوم، وصعوبتها، تؤكد حاجة الفرد للارتباط بالجماعة. سبيستيان جونكر في كتابه الجديد «القبيلة»، يوضح أن هذا النوع من التضامنيات، يحمي فرد «المجتمع الحديث» من الانهيار والتفكك والانتحار. حسب المعدلات التي ذكرها في أمثلة تاريخية ومعاصرة كثيرة. وتضامن القبيلة والتعصبن، يجدد نفسه في صور كثيرة وحديثة اليوم. لكن مشكلتنا اليوم أننا في الخليج، عبر الدولة الحديثة، أذبنا المفهوم الأهلي التضامني، وسخرنا مفهوم القبيلة للدولة لا للفرد، وفي ذات الوقت، لم نخرج الفرد ونسمح له ليكون ضمن تضامنيات «مدنية» حديثة تحميه، مثلما تحتمي بها مجتمعات العالم اليوم، في زمن حياة صعب ومليء بالتحديات.;