أحدث الأخبار
  • 11:55 . تحقيق استقصائي: الإمارات محطة محورية في شبكة تجنيد مرتزقة كولومبيين للقتال في السودان... المزيد
  • 11:51 . السعودية تمنح قائد جيش باكستان وسام الملك عبدالعزيز... المزيد
  • 11:23 . خلال زيارته لقاعدة عسكرية فرنسية بأبوظبي.. ماكرون يعلن عن بناء حاملة طائرات جديدة... المزيد
  • 11:09 . "الإمارات للخدمات الصحية": 3699 زوجاً خضعوا للفحص الجيني قبل الزواج خلال 2025... المزيد
  • 01:21 . محمد بن زايد وماكرون يبحثان تعزيز العلاقات الاقتصادية... المزيد
  • 08:02 . سوريا تعلن تفكيك خلية لتنظيم الدولة في عملية أمنية بريف دمشق... المزيد
  • 07:09 . الاحتلال الإسرائيلي يصادق على إنشاء 19 مستوطنة جديدة بالضفة... المزيد
  • 01:45 . تقرير: مستهلكون يشكون تجاهل اللغة العربية في كتابة لافتات السلع... المزيد
  • 01:29 . فوز البروفيسور اللبناني بادي هاني بجائزة "نوابغ العرب" عن فئة الاقتصاد... المزيد
  • 01:06 . تركيا تحذر من الانتهاكات الإسرائيلية وتتحدث عن "تفاهمات مُبشرة" خلال اجتماع ميامي بشأن غزة... المزيد
  • 12:55 . موجة استنكار واسعة بعد إساءة روبنسون للمسلمين ومطالبات باعتقاله في دبي... المزيد
  • 11:48 . رياضيون يهاجمون المدرب كوزمين بشدة بعد الأداء في كأس العرب... المزيد
  • 08:53 . بسبب دورها في حرب السودان.. حملة إعلامية في لندن لمقاطعة الإمارات... المزيد
  • 06:48 . الاتحاد الأوروبي يربط تعزيز الشراكة التجارية مع الإمارات بالحقوق المدنية والسياسية... المزيد
  • 06:04 . منخفض جوي وأمطار غزيرة تضرب الدولة.. والجهات الحكومية ترفع الجاهزية... المزيد
  • 12:45 . تقرير إيراني يتحدث عن تعاون عسكري "إماراتي–إسرائيلي" خلال حرب غزة... المزيد

الأمن اللغوي

الكـاتب : محمد الباهلي
تاريخ الخبر: 14-04-2017


في الأسابيع الماضية قمت بالذهاب إلى العديد من المكتبات لأبحث فيها عن مجموعة من الكتب ذات العناوين المختلفة، وما أثار انتباهي أثناء البحث في هذه المكتبات التي ذهبت إليها أن الكتاب العربي في بعضها أُزيل بالمرة، وفي بعضها الآخر أزيل من واجهة المكتبة وتم وضعه في زاوية صغيرة داخل المكتبة لا تثير الانتباه، وأصبح تسعون في المئة من الكتب المعروضة في هذه المكتبات هي كتب إنجليزية، وعندما سألت بعض أصحاب المكتبات عن السبب في ذلك، كانت الإجابة واحدة: غالبية زوار المكتبات لا يفضلون قراءة الكتاب العربي ويسألون فقط عن الكتاب الأجنبي.

هذه الملاحظة مؤشر مهم يدل على أن اللغة العربية، رغم القرارات العديدة لتحسين وضعها، والوعود العديدة أيضاً لدعمها تواجه مشكلة خطيرة، تتمثل في أن رفض الكتاب العربي وتفضيل الكتاب الأجنبي، هو أحد إفرازات التعليم باللغة الإنجليزية واستعمالها بشكل واسع في بعض المؤسسات، حيث تحولت اللغة الإنجليزية لدى العديد من الدارسين في المدارس والجامعات التي تدرس باللغة الإنجليزية والتي توسعت نشاطاتها في التعليم في السنوات الأخيرة بصورة كبيرة وخطيرة عند الكثير من الدارسين فيها إلى أن تكون اللغة الإنجليزية هي لغتهم الأم.

وعلى الرغم من عدم وجود أرقام ودراسات دقيقة حول هذه الظاهرة الحساسة، فإن آثارها واضحة للعيان، حيث إن معظمهم جعلوا ثقافتهم الأولى هي الثقافة الأجنبية، وأصبحوا يعانون من خلل كبير في القراءة باللغة العربية، وغير قادرين على الكتابة والحديث بها بصورة سليمة ويواجهون صعوبة كبيرة في الاتصال بالمصادر الثقافية العربية، وهذا في حقيقته سيزعزع سلامة الأمن اللغوي في المجتمع واستقراره، وسيؤدي إلى ظهور جيل من المواطنين لا يفكر إلا باللغة الإنجليزية، بل وقد يطالب بالتخلي عن العربية.. والأخطر أنه قد يفتعل معارك وصراعات لمحاربتها بالقوة، مستغلاً في ذلك نشاطها الكبير في المجتمع والخليط اللغوي الذي يدعم موقفها، والذي أخذ هو الآخر يتوسع داخل المجتمع على حساب اللغة العربية، وأيضاً المعارك التي تفتعلها بعض المؤسسات ضد اللغة العربية في بلدها الأم بطرق ووسائل غير مكشوفة لترويج اللغة الأجنبية.

ومن مظاهر مثل هذا الخلل اللغوي، تبدو في مواقف كثيرة منها مثلاً: الشكاوى المتكررة من الأخطاء اللغوية في التعليم والإعلام والثقافة.. معظم الأفراد يستلمون الرسائل من بعض المؤسسات الخدمية باللغة الإنجليزية، وأكثر التعاملات الخدمية والمصرفية تعتمد على لغة أجنبية، حتى تولد عن ذلك مصطلحُ يسميه المختصون في علم اللغة «الإعاقة النفسية» التي تصيب علاقة الفرد في المجتمع بلغته بحيث تصبح مكانة اللغة الأم عندهم ليست لها المكانة الأولى في قلوبهم أو عقولهم ولسانهم، فتراه في كثير من الحالات غير مرتاح نفسياً من استعمالها على المستوى الشفوي، وهذا يولد لديه مركب النقص مما يؤدي إلى ضعف الغيرة على لغته والدفاع عنها والاعتزاز بها.

اللغة هي الوعاء العميق الذي يضم في داخله عقيدة الأمة (القرآن الكريم والسنة النبوية) وهويتها وتاريخها وحضارتها وفكرها وإبداعها وتراثها، وهي المقياس الحقيقي لثروة الأمة الروحية والفكرية والحضارية، لذلك يلجأ علماء النفس والاجتماع والسياسة والتاريخ إلى اللغة لمعرفة خصائص أي أمة، والأمة التي تتهاون مع لغتها أو تهملها وتجعلها فريسة للغات الأخرى فهي تحول تاريخها وحضارتها وعقيدتها إلى شيء من التاريخ، وبما أن اللغة العربية هي لغة القرآن الكريم فقد تصبح مثل هذه الحالة مع مرور الوقت آيات القرآن وسوره غريبة تحتاج إلى معاجم لغوية لكي نفهمها.