أحدث الأخبار
  • 12:43 . مقتل جنرال في الجيش الروسي بانفجار في موسكو... المزيد
  • 12:24 . هيئة فلسطينية: مستوطنات الاحتلال الجديدة حرب إبادة على الجغرافيا... المزيد
  • 11:55 . تحقيق استقصائي: الإمارات محطة محورية في شبكة تجنيد مرتزقة كولومبيين للقتال في السودان... المزيد
  • 11:51 . السعودية تمنح قائد جيش باكستان وسام الملك عبدالعزيز... المزيد
  • 11:23 . خلال زيارته لقاعدة عسكرية فرنسية بأبوظبي.. ماكرون يعلن عن بناء حاملة طائرات جديدة... المزيد
  • 11:09 . "الإمارات للخدمات الصحية": 3699 زوجاً خضعوا للفحص الجيني قبل الزواج خلال 2025... المزيد
  • 01:21 . محمد بن زايد وماكرون يبحثان تعزيز العلاقات الاقتصادية... المزيد
  • 08:02 . سوريا تعلن تفكيك خلية لتنظيم الدولة في عملية أمنية بريف دمشق... المزيد
  • 07:09 . الاحتلال الإسرائيلي يصادق على إنشاء 19 مستوطنة جديدة بالضفة... المزيد
  • 01:45 . تقرير: مستهلكون يشكون تجاهل اللغة العربية في كتابة لافتات السلع... المزيد
  • 01:29 . فوز البروفيسور اللبناني بادي هاني بجائزة "نوابغ العرب" عن فئة الاقتصاد... المزيد
  • 01:06 . تركيا تحذر من الانتهاكات الإسرائيلية وتتحدث عن "تفاهمات مُبشرة" خلال اجتماع ميامي بشأن غزة... المزيد
  • 12:55 . موجة استنكار واسعة بعد إساءة روبنسون للمسلمين ومطالبات باعتقاله في دبي... المزيد
  • 11:48 . رياضيون يهاجمون المدرب كوزمين بشدة بعد الأداء في كأس العرب... المزيد
  • 08:53 . بسبب دورها في حرب السودان.. حملة إعلامية في لندن لمقاطعة الإمارات... المزيد
  • 06:48 . الاتحاد الأوروبي يربط تعزيز الشراكة التجارية مع الإمارات بالحقوق المدنية والسياسية... المزيد

انتهت المهلة؟ أم الأزمة؟

الكـاتب : ماجد محمد الأنصاري
تاريخ الخبر: 04-07-2017


مع الساعات الأخيرة لمهلة الأيام العشرة، وقف البعض على أطراف أصابعهم ينتظرون ما سيحدث بعدها، ليس ذلك من باب المباهاة، ولكنني كنت أجلس بكل استرخاء في تلك اللحظات، كانت المؤشرات واضحة منذ أيام، هذه المهلة وتلك المطالب فقدت قيمتها منذ يومها الأول، التدخل العسكري لم يعد خياراً مطروحاً لأسباب عديدة، أهمها التواجد التركي وضياع نافذة الفرصة أمام أي طرف يرغب بذلك، موافقة قطر على المطالب كان معروفاً مسبقاً أنها غير ممكنة، والأطراف الدولية لم تبلعها، وبالتالي كان الهدف الوحيد من هذه المطالب هو شراء الوقت حتى تجد دول الحصار مخرجاً مناسباً من الأزمة، ومع نهاية المهلة يبدو أن الضغط الأميركي لصالح مطالب مخففة وشكلية إلى حد كبير بدأ ينجح.
حدث ارتباك في الخط الزمني للأحداث ليلة انتهاء المهلة، صدر أولاً خبر حول اجتماع يوم الأربعاء لمناقشة الرد القطري، ثم خبر وكالة الأنباء القطرية الذي يفيد بتسليم الرد في اليوم التالي، ثم خبر الطلب الكويتي بتمديد المهلة، وخلال دقائق جاءت الموافقة على التمديد، وبعد أن هدأ غبار هذه الأخبار صدرت أخبار اتصالات ترمب بالقادة الخليجيين، هذا الخط الزمني غير المرتب يضاف إلى حالة الارتباك في التعامل مع الأزمة من قبل دول الحصار، ومفاده هو أن هذا التمديد كان مطلباً أميركياً أو من خلال دول الحصار، وأريد تمريره على أنه طلب كويتي لإعطاء مهلة إضافية لقطر، ولكن لو كانت حقاً هي مهلة إضافية لقطر، لماذا سلمت قطر ردها النهائي صبيحة اليوم التالي؟ ولماذا أعلنت دول الحصار عن اجتماعها الأربعاء لدراسة الرد القطري؟ التمديد على ما يبدو جاء لإعطاء المطالب الجديدة فرصة لتستوي وتتبلور المواقف حولها، المطالب التي تتداول إعلامياً أخف حدة، وفي مجملها سهلة التطبيق بتكلفة محدودة على قطر، وإن صدقت تلك القائمة التي انتشرت فإن معظم المطالب الجديدة لا تعني إلا تغييرات طفيفة على الأرض، من الممكن إدارتها بحيث تكون غير ذات قيمة، بالنسبة لدول الحصار في حال تم توقيع اتفاقية مرتبطة بهذه المطالب سيكون ذلك كافياً ليعلنوا أن حملتهم المتعثرة على قطر جاءت بنتيجة.
باحث آخر عن مخرج على ما يبدو هو الرئيس الأميركي الذي شكلت هذه الأزمة اختباراً لقدرة إدارته على ضبط إيقاعها، تصريحاته المؤيدة لدول الحصار بادئ الأمر والتصريحات المضادة من طرف الخارجية والدفاع أظهرت للعيان عمق الأزمة الداخلية في إدارة الرئيس الأميركي التي تعصف بها الرياح من كل جانب، واضطر الرئيس إلى التواري عن الأنظار في هذه الأزمة حتى تتولى الخارجية لملمة أحجار اللعبة وترتيبها على الطاولة، ثم بعد أن تجاوزت الأطراف تصريحات ترمب الأولى عاد ترمب ليظهر في الصورة في شكل «صانع الصفقات» من خلال الاتصالات الأخيرة، ولا شك أن الرئيس سينسب أي اتفاق ينهي الأزمة لنفسه، محاولاً حجب الأنظار عن أن تصرفاته غير المدروسة كانت سبباً رئيسياً لنشأتها.
الأزمة بطبيعة الحال لم تنته بعد، وإن كانت المؤشرات تدل على وجود انفراجة ما، إلا أن فشل الاتفاق على المطالب الجديدة وارد، وبالتالي نعود للمربع الأول، ولكن يبدو أن الأزمة وصلت إلى حالة يريد كل الأطراف فيها نهايتها، المؤسف هو أن هذه الأزمة تركت في البنية الاجتماعية الخليجية شرخاً لن يسهل علاجه، إقحام الشعوب بالشكل السافر الفج سنعاني من نتائجه لسنوات وربما عقود قادمة، لذلك على المناشط الشعبية والثقافية الخليجية أن تتفاعل بعد الأزمة لمحاولة رأب الصدع والتطبيع الشعبي للعلاقات، وإن كنت شبه متيقن من أن الأجهزة الرسمية في دول الحصار ستحاول الإبقاء على هذا الشرخ لاستثماره لاحقاً.
بعد انتهاء الأزمة سيعاد تشكيل خارطة التحالفات الإقليمية بلا شك، وسنشهد محاور سياسية جديدة تنشأ وتتبلور، قطر خلال هذه الأزمة استطاعت استثمار تحالفاتها الإقليمية بشكل مناسب، بينما وجدت دول الحصار نفسها في حالة عزلة اختيارية، ستحتاج بعدها إلى إجراءات كثيرة لاستعادة علاقاتها الطبيعية مع أطراف عدة، الأزمة وإن انتهت إلا أننا سنشهد بعدها خليجاً جديداً، وعالماً مختلفاً بعض الشيء.;