أحدث الأخبار
  • 12:43 . مقتل جنرال في الجيش الروسي بانفجار في موسكو... المزيد
  • 12:24 . هيئة فلسطينية: مستوطنات الاحتلال الجديدة حرب إبادة على الجغرافيا... المزيد
  • 11:55 . تحقيق استقصائي: الإمارات محطة محورية في شبكة تجنيد مرتزقة كولومبيين للقتال في السودان... المزيد
  • 11:51 . السعودية تمنح قائد جيش باكستان وسام الملك عبدالعزيز... المزيد
  • 11:23 . خلال زيارته لقاعدة عسكرية فرنسية بأبوظبي.. ماكرون يعلن عن بناء حاملة طائرات جديدة... المزيد
  • 11:09 . "الإمارات للخدمات الصحية": 3699 زوجاً خضعوا للفحص الجيني قبل الزواج خلال 2025... المزيد
  • 01:21 . محمد بن زايد وماكرون يبحثان تعزيز العلاقات الاقتصادية... المزيد
  • 08:02 . سوريا تعلن تفكيك خلية لتنظيم الدولة في عملية أمنية بريف دمشق... المزيد
  • 07:09 . الاحتلال الإسرائيلي يصادق على إنشاء 19 مستوطنة جديدة بالضفة... المزيد
  • 01:45 . تقرير: مستهلكون يشكون تجاهل اللغة العربية في كتابة لافتات السلع... المزيد
  • 01:29 . فوز البروفيسور اللبناني بادي هاني بجائزة "نوابغ العرب" عن فئة الاقتصاد... المزيد
  • 01:06 . تركيا تحذر من الانتهاكات الإسرائيلية وتتحدث عن "تفاهمات مُبشرة" خلال اجتماع ميامي بشأن غزة... المزيد
  • 12:55 . موجة استنكار واسعة بعد إساءة روبنسون للمسلمين ومطالبات باعتقاله في دبي... المزيد
  • 11:48 . رياضيون يهاجمون المدرب كوزمين بشدة بعد الأداء في كأس العرب... المزيد
  • 08:53 . بسبب دورها في حرب السودان.. حملة إعلامية في لندن لمقاطعة الإمارات... المزيد
  • 06:48 . الاتحاد الأوروبي يربط تعزيز الشراكة التجارية مع الإمارات بالحقوق المدنية والسياسية... المزيد

ما كلُّ مجتهدٍ مصيبٌ

الكـاتب : ظافر محمد العجمي
تاريخ الخبر: 12-07-2017


من زوايا استشراقية، واستخبارية ثم فضائحية، لم يهتم أحد بحاضرنا بموضوعية. كان الجميع يفتش في ماضينا لربطه بأزمات حاضرنا، ولكن هل بقية أمم الأرض خلو من العيوب!
في خريف 1788م أعلن جوزيف الثاني إمبراطور النمسا الحرب على العثمانيين، لماذا!؟ لأنه بعد شباب عاشه خامل الهمة، شعر أن من الضروري أن يخلده التاريخ كعبقري عسكري. تم التحضير لكل شيء، وسار جوزيف الثاني مع جيشه الضخم إلى الحدود مع الدولة العثمانية. خاض معارك صغيرة مع طلائع من الجيش العثماني المتحصنة ببعض القلاع، وفي ليلة 19 سبتمبر حالكة الظلمة تمركز الجيش النمساوي على ضفة نهر الدانوب (في رومانيا حالياً)، حيث عبرت مجموعة من الفرسان النمساويين جسراً يدعى تيمس للضفة الأخرى من النهر، فوجدوا براميل من الخمر الهولندي مع الغجر الرومان، فترجلوا وانغمسوا في الشرب، ثم عبرت الجسر مجموعة من المشاة النمساويين الذين كان غير مرحب بهم من قبل الفرسان، حيث قاموا بمطاردة الجنود المشاة. استفز الأمر المشاة الظامئين، فأطلق أحدهم رصاصة، وأخرى، فتدحرجت جثة، وأخرى. وسرعان ما نشبت معركة حقيقية بين المشاة والفرسان النمساوييين وسقط عدة قتلى. ولإخراج الفرسان المتحصنين صاح جندي من المشاة «توركي.. توركي» حيث أن فكرة مواجهة الجيش التركي كانت مخيفة، ففر الفرسان السكارى هلعاً من مواقعهم، ومثلهم المشاة الذين غاب عن بعضهم أن أحد رفاقهم هو من صاح «توركي»، وزاد الطين بلة أن قائداً صرخ بالألمانية: «halt» وتعني «توقفوا»، ولأن الجنود من أعراق مختلفة ظنوه يصرخ «الله»، فانهال عليه الرصاص. وعلى ضفة الجسر الأخرى كان غالبية الجيش النمساوي نياماً، وحين سمعوا الرصاص وتبعه صوت يشبه هجوم فرقة خيالة، ظنوا أنه هجوم عثماني، في حين لم يكن إلا أحصنتهم، قد جفلت وحطمت الإسطبلات. فأمر قائد الجيش المدفعية بإطلاق النيران فسقط مزيد من القتلى، وتعالى بين الجيش نفير «الأتراك.. الأتراك» فتراجع الفوج الأول. وبسبب عائق اللغة تبعته الأفواج الأخرى، وكل فوج يرمي الفوج الذي خلفه. كان جوزيف الثاني نصف نائم حين ساعده حراسه على امتطاء جواده، لكن الفارين أسقطوه عن حصانه فهرب إلى النهر ثم إلى منزل في «كارانسيبس»، وهو يرتعد خوفاً وبرداً. ومثل كل الجيوش المنهزمة المرتعدة؛ نُهبت البيوت، واغتُصبت النساء، وأُحرقت القرى، وامتلأت الطريق ببقايا جيش مندحر، فهناك الجرحى والبنادق والخيام وأكثر من 10 آلاف قتيل.

بالعجمي الفصيح
توفي جوزيف الثاني بعد عامين من معركة «كارانسيبيس Karánsebes» ولسان حاله كما قال حافظ إبراهيم:
لا تَلُم كَفّي إِذا السَيفُ نَبا.. صَحَّ مِنّي العَزمُ وَالدَهرُ أَبى
رُبَّ ساعٍ مُبصِرٍ في سَعيِهِ... أَخطَأَ التَوفيقَ فيما طَلَبا;