أحدث الأخبار
  • 12:43 . مقتل جنرال في الجيش الروسي بانفجار في موسكو... المزيد
  • 12:24 . هيئة فلسطينية: مستوطنات الاحتلال الجديدة حرب إبادة على الجغرافيا... المزيد
  • 11:55 . تحقيق استقصائي: الإمارات محطة محورية في شبكة تجنيد مرتزقة كولومبيين للقتال في السودان... المزيد
  • 11:51 . السعودية تمنح قائد جيش باكستان وسام الملك عبدالعزيز... المزيد
  • 11:23 . خلال زيارته لقاعدة عسكرية فرنسية بأبوظبي.. ماكرون يعلن عن بناء حاملة طائرات جديدة... المزيد
  • 11:09 . "الإمارات للخدمات الصحية": 3699 زوجاً خضعوا للفحص الجيني قبل الزواج خلال 2025... المزيد
  • 01:21 . محمد بن زايد وماكرون يبحثان تعزيز العلاقات الاقتصادية... المزيد
  • 08:02 . سوريا تعلن تفكيك خلية لتنظيم الدولة في عملية أمنية بريف دمشق... المزيد
  • 07:09 . الاحتلال الإسرائيلي يصادق على إنشاء 19 مستوطنة جديدة بالضفة... المزيد
  • 01:45 . تقرير: مستهلكون يشكون تجاهل اللغة العربية في كتابة لافتات السلع... المزيد
  • 01:29 . فوز البروفيسور اللبناني بادي هاني بجائزة "نوابغ العرب" عن فئة الاقتصاد... المزيد
  • 01:06 . تركيا تحذر من الانتهاكات الإسرائيلية وتتحدث عن "تفاهمات مُبشرة" خلال اجتماع ميامي بشأن غزة... المزيد
  • 12:55 . موجة استنكار واسعة بعد إساءة روبنسون للمسلمين ومطالبات باعتقاله في دبي... المزيد
  • 11:48 . رياضيون يهاجمون المدرب كوزمين بشدة بعد الأداء في كأس العرب... المزيد
  • 08:53 . بسبب دورها في حرب السودان.. حملة إعلامية في لندن لمقاطعة الإمارات... المزيد
  • 06:48 . الاتحاد الأوروبي يربط تعزيز الشراكة التجارية مع الإمارات بالحقوق المدنية والسياسية... المزيد

اللغة والدور الحضاري

الكـاتب : محمد الباهلي
تاريخ الخبر: 18-08-2017


ما كتبه جيرالد جيمس تومر في كتابه «حكمة الشرق وعلومه.. دراسة العربية في إنجلترا في القرن السابع عشر»، هو تأكيد واضح وصريح لما كتبه كثير من علماء الغرب الآخرين، ومنهم بعض المستشرقين المنصفين الذين أنجزوا دراسات علمية عميقة اعتماداً على المراجع الأصيلة، فأنصفوا اللغة العربية بآرائهم وأدلتهم وبراهينهم وحججهم القاطعة والواضحة، وقد نقولها من مصادرها الحقيقية وتوصلوا من خلالها إلى نتيجة تقول، إن اللغة العربية منتج ثقافي ووعاء إنساني وحضاري بالغ الرقي، وإنها نقلت المعرفة والخبرات والأفكار التراكمية وتراث الأمة العربية عبر الأجيال، لذلك فهي تمثل معالم الحدود الحقيقية لوجود الأمة، الجغرافي والوطني والقومي، وهي أساس الهوية ومكوناتها الشخصية. وكما أوضحوا أنها من أوسع اللغات التي عبّرت عن أرقى المعالم الحضارية في عصر النهضة، عندما كانت حضارة الإسلام تسود العالم.


وقد استطاعت اللغة العربية أن تحيط بكل العلوم، كالكيمياء والفيزياء والفلك والطب.. وما تزال مصطلحاتها متداولة حتى الآن حتى صار العلماء الأوروبيون يتتلمذون على العلماء العرب في جامعات الأندلس وصقلية، ويدرسون فيها كتب ابن رشد والرازي وابن سينا والخوارزمي.. في الطب والفلسفة والرياضيات. ومن هذه الجامعات جامعة بالرنو في جنوب إيطاليا، والتي كانت تسمى أم الجامعات الطبية الأوروبية.


ولو أمعنا في قواميس اللغات السامية وأحصينا مفرداتها، حسب الدكتور أحمد هبو («مستقبل اللغة العربية»، ص: 148)، لوجدنا العربية أغناها جميعاً، وقد زادت مفرداتها على مجموع مفردات اللغات السامية الأخرى مجتمعةً، وهي تتفوق على أخصب لغات العالم لما تحتويه من مفردات وألفاظ تشمل كل مستلزمات الحياة، وتعبر عن كل ما يجول في نفس الإنسان.


ولعل المشكلة الجوهرية في واقع اللغة العربية لا تكمن فيها كلغة بحد ذاتها، بل في التهميش الذي تلاقيه من بعض أهلها، إذ تبارت أطراف كثيرة، بمختلف توجهاتهم الفكرية والأكاديمية، في التحذير من العربية وإثارة العداء ضدها إلى حد غير معهود.


لذلك لا يجب أن نستغرب اليوم من شباب عرب جامعيين، بل من مسؤولين عرب، لا يتقنون لغتهم الأم، وإنما يتحدثون بلغة عربية لا ينطقها حتى تلميذ المرحلة الابتدائية.


إن إنجاز المشروع الحضاري لهذه الأمة لن يكتمل إلا بعد تحديد هوية لغتها الأصلية واعتمادها اعتماداً كاملاً في جميع مجالات الحياة المختلفة، لأنها هي التي ستعطيها التميز المطلوب والشرعية الحقيقية والوجودية ومبررات التحضر والنهوض، وهذا ما حدث لأغلب الأمم التي نهضت من التخلف. وبخلاف ذلك ستظل الأمة في حالة ركود وجمود، وستعيش في مهب التيارات اللغوية الفكرية الجارفة التي تجعلها في اختلال دائم لمفهوم اللغة والهوية والذوبان في لغات المنتصر. فالحفاظ على اللغة العربية هو حماية للأمة ولأمنها الثقافي واستراتيجية لإخراجها من إشكالية التبعية الحضارية، والتخلص من آثار الهزيمة النفسية والروحية.