أحدث الأخبار
  • 08:07 . كاتب إسرائيلي يكشف عن خلافات بين ترامب ونتنياهو قبيل لقائهما القادم... المزيد
  • 06:27 . الأرصاد يتوقع طقساً صحواً إلى غائم جزئياً خلال الغد... المزيد
  • 06:24 . سيناتور أمريكي: صواريخ إيران قادرة على اختراق "القبة الحديدية" الإسرائيلية... المزيد
  • 12:43 . مقتل جنرال في الجيش الروسي بانفجار في موسكو... المزيد
  • 12:24 . هيئة فلسطينية: مستوطنات الاحتلال الجديدة حرب إبادة على الجغرافيا... المزيد
  • 11:55 . تحقيق استقصائي: الإمارات محطة محورية في شبكة تجنيد مرتزقة كولومبيين للقتال في السودان... المزيد
  • 11:51 . السعودية تمنح قائد جيش باكستان وسام الملك عبدالعزيز... المزيد
  • 11:23 . خلال زيارته لقاعدة عسكرية فرنسية بأبوظبي.. ماكرون يعلن عن بناء حاملة طائرات جديدة... المزيد
  • 11:09 . "الإمارات للخدمات الصحية": 3699 زوجاً خضعوا للفحص الجيني قبل الزواج خلال 2025... المزيد
  • 01:21 . محمد بن زايد وماكرون يبحثان تعزيز العلاقات الاقتصادية... المزيد
  • 08:02 . سوريا تعلن تفكيك خلية لتنظيم الدولة في عملية أمنية بريف دمشق... المزيد
  • 07:09 . الاحتلال الإسرائيلي يصادق على إنشاء 19 مستوطنة جديدة بالضفة... المزيد
  • 01:45 . تقرير: مستهلكون يشكون تجاهل اللغة العربية في كتابة لافتات السلع... المزيد
  • 01:29 . فوز البروفيسور اللبناني بادي هاني بجائزة "نوابغ العرب" عن فئة الاقتصاد... المزيد
  • 01:06 . تركيا تحذر من الانتهاكات الإسرائيلية وتتحدث عن "تفاهمات مُبشرة" خلال اجتماع ميامي بشأن غزة... المزيد
  • 12:55 . موجة استنكار واسعة بعد إساءة روبنسون للمسلمين ومطالبات باعتقاله في دبي... المزيد

التراجع الأميركي والتقدّم الروسي في الشرق الأوسط

الكـاتب : علي حسين باكير
تاريخ الخبر: 10-10-2017


تحظى روسيا اليوم بنفوذ متزايد لها في منطقة الشرق الأوسط لم يسبق أن شهدت مثيلاً له منذ انهيار الاتحاد السوفيتي. ونتيجة لذلك، أصبحت الدول الرئيسية في المنطقة تتّجه إلى موسكو، في محاولة منها لتأمين مصالحها الحيوية، لا سيما بعد أن شعرت أنّ دور موسكو آخذ بالتعاظم، بالتزامن مع ازدياد نفوذها في هذه البقعة الساخنة من العالم.
من الطبيعي أن تحرص دول المنطقة القريبة من موسكو تقليدياً على تحقيق تعاون أكبر معها في مثل هذه الظروف، لكن أن تقوم الدول الحليفة أو الصديقة للولايات المتّحدة بالاندفاع نحو روسيا، فهذا مشهد غير مألوف شكلاً ومضموناً، ويعطي مؤشّرات قوّية على أنّ وضع واشنطن في المنطقة آخذ في التدهور، وأنّ حلفاءها لم يعودوا يثقون بها أو بوعودها بالشكل الذي كان عليه الأمر سابقاً.
هذا التحوّل في المنطقة لم يأت بطبيعة الحال نتيجة ازدياد قوّة موسكو خلال السنوات القليلة الماضية سياسياً أو اقتصادياً أو عسكرياً، وإنما نتيجة لتراجع قوّة الولايات المتّحدة. لقد تركت «عقيدة أوباما» آثاراً كارثية على دول وشعوب المنطقة، خاصّة عندما قامت تلك الإدارة بدعوة موسكو رسمياً لاستلام الملف السوري عبر التدخل العسكري.
المشكلة الرئيسية أن معظم ما تمخّض عن هذه الصفقات غير قابل للتصحيح أو المراجعة، ومن الصعب جداً العمل على التخلّص منها دون أن يكون هناك تبعات جديّة لمثل هذا الأمر. لقد وعدت إدارة ترمب بالتراجع عن كثير من القرارات التي اتخذها أوباما بشأن عدد من السياسات، ومن ضمنها تجاه الشرق الأوسط، لكن على أرض الواقع لا تزال سياسات أوباما القديمة فاعلة في العديد من البلدان لا سيما في سوريا.
خلال العقد الماضي خيّبت الإدارات الأميركية المتعاقبة أمل كل حلفائها في المنطقة، فلا هي أخذت مصالحهم بعين الاعتبار، ولا حققت لهم ما دعت إليه أو وعدت به. النتيجة الطبيعية لمثل هذا الأمر فقدان الثقة بها، والتحرّك باتجاه روسيا سعياً للتقليل من الخسائر التي حصلت لهم جرّاء السياسات الأميركية.
منذ العام الماضي موسكو أصبحت محور استقطاب لكل من إسرائيل وتركيا والسعودية، بالإضافة إلى حلفاء واشنطن الآخرين، كالأردن ومصر وقطر. عندما يتقرّب هؤلاء من موسكو فإنهم يحصلون على شيء، بغض النظر عن فحواه، لكنّه شيء مهم بالنسبة لهم، ولم يستطيعوا الحصول عليه من خلال من يفترض به أن يكون حليفهم أي واشنطن.
الكثير من هذه الدول تعبت من الوعود و/ أو المحاضرات الأميركية الفارغة، لكن من البديهي أن لا يعني ذلك أن موسكو تحمل كل الحلول أو أن التوجه إليها سيكون مفيداً بالضرورة على المدى البعيد. لقد أثبتت التجربة أن روسيا أقدر على توظيف هذه الدول لمصالها الخاصة من قدرة هذه الدول على توظيف موسكو لتحقيق ما تريده، وهذا يعني أن الأخيرة قد تضحي بالتقارب الناشئ مع هذه الدول حيال بعض الملفات الإقليمية، إذا ما شعرت أن هناك مصلحة قومية في الأمر.
لا تمتلك موسكو بطبيعة الحال ما يخوّلها إقامة نفوذ دائم في المنطقة، لكنّ التخبّط الأميركي من جهة وتوجّه اللاعبين الإقليميين إلى روسيا سيساعد موسكو بالتأكيد على إطالة أمد نفوذها وتأثيرها، وهو ما سيترك انعكاساته من دون شك على خارطة العلاقات الإقليمية بين دول المنطقة من جهة، وبين هذه الدول والولايات المتّحدة من جهة أخرى.;