أحدث الأخبار
  • 08:07 . كاتب إسرائيلي يكشف عن خلافات بين ترامب ونتنياهو قبيل لقائهما القادم... المزيد
  • 06:27 . الأرصاد يتوقع طقساً صحواً إلى غائم جزئياً خلال الغد... المزيد
  • 06:24 . سيناتور أمريكي: صواريخ إيران قادرة على اختراق "القبة الحديدية" الإسرائيلية... المزيد
  • 12:43 . مقتل جنرال في الجيش الروسي بانفجار في موسكو... المزيد
  • 12:24 . هيئة فلسطينية: مستوطنات الاحتلال الجديدة حرب إبادة على الجغرافيا... المزيد
  • 11:55 . تحقيق استقصائي: الإمارات محطة محورية في شبكة تجنيد مرتزقة كولومبيين للقتال في السودان... المزيد
  • 11:51 . السعودية تمنح قائد جيش باكستان وسام الملك عبدالعزيز... المزيد
  • 11:23 . خلال زيارته لقاعدة عسكرية فرنسية بأبوظبي.. ماكرون يعلن عن بناء حاملة طائرات جديدة... المزيد
  • 11:09 . "الإمارات للخدمات الصحية": 3699 زوجاً خضعوا للفحص الجيني قبل الزواج خلال 2025... المزيد
  • 01:21 . محمد بن زايد وماكرون يبحثان تعزيز العلاقات الاقتصادية... المزيد
  • 08:02 . سوريا تعلن تفكيك خلية لتنظيم الدولة في عملية أمنية بريف دمشق... المزيد
  • 07:09 . الاحتلال الإسرائيلي يصادق على إنشاء 19 مستوطنة جديدة بالضفة... المزيد
  • 01:45 . تقرير: مستهلكون يشكون تجاهل اللغة العربية في كتابة لافتات السلع... المزيد
  • 01:29 . فوز البروفيسور اللبناني بادي هاني بجائزة "نوابغ العرب" عن فئة الاقتصاد... المزيد
  • 01:06 . تركيا تحذر من الانتهاكات الإسرائيلية وتتحدث عن "تفاهمات مُبشرة" خلال اجتماع ميامي بشأن غزة... المزيد
  • 12:55 . موجة استنكار واسعة بعد إساءة روبنسون للمسلمين ومطالبات باعتقاله في دبي... المزيد

الاعترافات المتأخرة!!

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 28-10-2017


وكأنهم داسوا بطريق الخطأ على أصبع رجلك الصغير، هكذا يقف كبارهم ليعترفوا مرغمين بأنهم كانوا على خطأ «غزو العراق كان خطأ»، هكذا قررت بريطانيا منذ سنتين أن تفرج عن الحقيقة، وهكذا صار كبار السياسيين في أميركا يعترفون، وكأنهم لم يسهموا في قتل مليون عراقي وتشريد أعداد لا تحصى، وكأنهم لم يحطموا بلداً عظيماً كالعراق، ولم يسلموه لإيران البلد الذي لطالما حلم أن يدوس على عنق العراق والعراقيين، وكأننا صدقنا اعتذارهم وندمهم، وأنهم لم يفعلوا ذلك كله ليزرعوا المنطقة بالفتن والانقسامات والطائفية وداعش!

بلا خجل ولا حياء ولا شعور بأن أحداً سيحاسبهم على كل ما جرّوه للعراق والمنطقة، يعترفون أمام العالم، وعلينا أن نصفق لأخلاقهم العظيمة، وننسى ما فعلوه بالعراق، ووحدة العراق، وعظمة العراق، وآثار العراق، وعلماء العراق، ونفط العراق، ومدن العراق، هكذا ببساطة قالها بلير، واليوم يقولها عدد من سياسيي الولايات المتحدة: «لقد كان غزو العراق بناء على معلومات استخباراتية خاطئة».

بعد اثنتي عشرة سنة اعترف توني بلير بأن غزو العراق كان قراراً وفعلاً خاطئاً، وأن قراره هو والرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش قد بني على معلومات ملفقة ومستندات مزورة تم تقديمها للأمم المتحدة، بل والدفاع عنها بكل قوة، وهذا ما فعله الجنرال الأميركي كولن باول، الذي أصبح لاحقاً وزيراً للخارجية الأميركية، لا زلت أتذكره وهو يحمل تلك المستندات ويدخل قاعة اجتماعات مجلس الأمن في الأمم المتحدة، ويقف ليشرح بكل ثقة أماكن المفاعلات النووية، ومخابئ الأسلحة الكيماوية في العراق التي يتوجب على العالم أن يتحالف لتدميرها حماية للحضارة والبشرية.

هذه المستندات المزورة والخاطئة، التي جعلت بلير وسياسيي أميركا اليوم يلقون ببيضة الديك في وجوهنا: الاعتذار العظيم، ماذا نفعل به بالضبط؟ ماذا يفيد العراق والمنطقة؟ هل سيترتب على هذا الاعتراف أية تعويضات مادية من أي نوع؟ محاكمات لمجرمي الحرب؟ للمزورين؟ للمتنفذين وأصحاب المصلحة القصوى الذين تربحوا من صفقات بيع النفط والآثار وعقود الإعمار والبناء وشركات الحراسة والأمن وتوريدات الأسلحة و..إلخ؟

فماذا لو وقف غيرهم عما قريب «فلا شيء يبقى سراً مستتراً هذه الأيام» واعترف بمسؤوليته عن تدمير سوريا، خلخلة استقرار تونس، زجّ ليبيا في فم الإرهاب، ثم هذا الإرهاب الممنهج الذي يشنّ على مصر، ووو.. إلخ.. ماذا لو اعترفوا؟