أحدث الأخبار
  • 08:07 . كاتب إسرائيلي يكشف عن خلافات بين ترامب ونتنياهو قبيل لقائهما القادم... المزيد
  • 06:27 . الأرصاد يتوقع طقساً صحواً إلى غائم جزئياً خلال الغد... المزيد
  • 06:24 . سيناتور أمريكي: صواريخ إيران قادرة على اختراق "القبة الحديدية" الإسرائيلية... المزيد
  • 12:43 . مقتل جنرال في الجيش الروسي بانفجار في موسكو... المزيد
  • 12:24 . هيئة فلسطينية: مستوطنات الاحتلال الجديدة حرب إبادة على الجغرافيا... المزيد
  • 11:55 . تحقيق استقصائي: الإمارات محطة محورية في شبكة تجنيد مرتزقة كولومبيين للقتال في السودان... المزيد
  • 11:51 . السعودية تمنح قائد جيش باكستان وسام الملك عبدالعزيز... المزيد
  • 11:23 . خلال زيارته لقاعدة عسكرية فرنسية بأبوظبي.. ماكرون يعلن عن بناء حاملة طائرات جديدة... المزيد
  • 11:09 . "الإمارات للخدمات الصحية": 3699 زوجاً خضعوا للفحص الجيني قبل الزواج خلال 2025... المزيد
  • 01:21 . محمد بن زايد وماكرون يبحثان تعزيز العلاقات الاقتصادية... المزيد
  • 08:02 . سوريا تعلن تفكيك خلية لتنظيم الدولة في عملية أمنية بريف دمشق... المزيد
  • 07:09 . الاحتلال الإسرائيلي يصادق على إنشاء 19 مستوطنة جديدة بالضفة... المزيد
  • 01:45 . تقرير: مستهلكون يشكون تجاهل اللغة العربية في كتابة لافتات السلع... المزيد
  • 01:29 . فوز البروفيسور اللبناني بادي هاني بجائزة "نوابغ العرب" عن فئة الاقتصاد... المزيد
  • 01:06 . تركيا تحذر من الانتهاكات الإسرائيلية وتتحدث عن "تفاهمات مُبشرة" خلال اجتماع ميامي بشأن غزة... المزيد
  • 12:55 . موجة استنكار واسعة بعد إساءة روبنسون للمسلمين ومطالبات باعتقاله في دبي... المزيد

هذا الإتقان المبجل!

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 05-12-2017


لطالما وقفت في الساحة الأشهر بمدينة ميلانو الإيطالية (دومو) مواجهةً كنيسة ميلانو الأكبر في العالم على الإطلاق، متأملةً بكامل دهشتي هذا الفن القوطي الفائق العظمة والبذخ والدقة، الذي أنتج هذه التحفة المعمارية التاريخية الأجمل على الأرض، المسماة كاتدرائية ميلانو، بأبراجها ونقوشها وتماثيلها ونوافذها الزجاجية الملونة، فأحار أي الفضائل قد أنتج هذه العمارة، أم أنها طبيعة ذلك العصر وقيمه، أم الإمكانيات التي كانت متوافرة، أم الوقت الذي استغرقته مثل هذه المباني العظيمة؟

مالك بن نبي، فيلسوف الجزائز العظيم، وربما آخر فلاسفة المسلمين في هذا الزمان، عرَّف الحضارة بأنها حاصل توافر العناصر الثلاثة الأساسية (الإنسان + الوقت + التراب أو الموارد الطبيعية).

حيث لم توجد حضارة ليست من بناء الإنسان، هذا الإنسان الذي استغل الموارد المتاحة له ليصنع حضارته التي تحمل قيمه وفضائله ورسالته للعالم ضمن سياق زمني محدد، وعليه فإن الذين لا يرون في الزمن عاملاً محدداً وخطراً في إنتاج أي حضارة عليهم أن يعيدوا حساباتهم. إن الزمن عامل التحديد الأهم والفاصل، والجيد أن ابن نبي لم يورط نفسه فيحدد عدداً معيناً من السنوات معياراً للحضارة الفضلى أو الأقوى، بالرغم من أن أي حضارة تحتاج إلى زمن طويل ينتجها، إلا أنه يصعب القول إن هذا الزمن من الأفضل لو كان عشرة قرون أو مئة عام!

هل يمكن تصور أن كاتدرائية ميلان مثلاً قد احتاجت إلى 6 قرون من أجل اكتمال بنائها، في حين استكمل بناء أبراجها الـ130 ما يقارب 7 قرون!

هذا يعيد إلى أذهاننا حكاية تحفة معمارية أخرى في برشلونة بإسبانيا هي كاتدرائية «ساغرادا فاميليا» أو العائلة المقدسة التي شرع في بنائها على يد المهندس الفنان غاودي سنة 1882، والتي لم تكتمل حتى اليوم، ومع ذلك فقد اختيرت واحدةً من أهم كنوز إسبانيا وكبرى كنائس أوروبا.

إن هذه التحف المعمارية العظيمة لم تكتسب عظمتها من رغبة القياصرة والملوك، ولكن من تلك الفضيلة المدعوة بـ«الدقة والرصانة والفن»، فالذين صمموا ورسموا وبنوا هذه الشواهد كانوا في الحقيقة يبنون حضارة بكل قيمها ورسالتها وامتدادها وفضائل أهلها، لتبقى ويتم توارثها، لا لتستخدم، ثم تهجر أو تنسف بعد مضي الزمن، هذا هو منطق الإنسان في وعيه اللامتناهي لمعنى الخلود، خاصة عندما يقرر أن يبني ويعمر مستبقاً زمنه، وقابضاً عليه، ومخلداً روح العبقرية كأقوى ما تكون مستحضراً التأني والصبر والذوق والجمال والعبقرية!