أحدث الأخبار
  • 01:06 . رويترز: مهبط طائرات ممول من أبوظبي في ليبيا يغيّر موازين الحرب السودانية... المزيد
  • 12:35 . بسبب الرقائق الإلكترونية.. أبوظبي في مرمى التحقيقات الأمريكية... المزيد
  • 08:07 . كاتب إسرائيلي يكشف عن خلافات بين ترامب ونتنياهو قبيل لقائهما القادم... المزيد
  • 06:27 . الأرصاد يتوقع طقساً صحواً إلى غائم جزئياً خلال الغد... المزيد
  • 06:24 . سيناتور أمريكي: صواريخ إيران قادرة على اختراق "القبة الحديدية" الإسرائيلية... المزيد
  • 12:43 . مقتل جنرال في الجيش الروسي بانفجار في موسكو... المزيد
  • 12:24 . هيئة فلسطينية: مستوطنات الاحتلال الجديدة حرب إبادة على الجغرافيا... المزيد
  • 11:55 . تحقيق استقصائي: الإمارات محطة محورية في شبكة تجنيد مرتزقة كولومبيين للقتال في السودان... المزيد
  • 11:51 . السعودية تمنح قائد جيش باكستان وسام الملك عبدالعزيز... المزيد
  • 11:23 . خلال زيارته لقاعدة عسكرية فرنسية بأبوظبي.. ماكرون يعلن عن بناء حاملة طائرات جديدة... المزيد
  • 11:09 . "الإمارات للخدمات الصحية": 3699 زوجاً خضعوا للفحص الجيني قبل الزواج خلال 2025... المزيد
  • 01:21 . محمد بن زايد وماكرون يبحثان تعزيز العلاقات الاقتصادية... المزيد
  • 08:02 . سوريا تعلن تفكيك خلية لتنظيم الدولة في عملية أمنية بريف دمشق... المزيد
  • 07:09 . الاحتلال الإسرائيلي يصادق على إنشاء 19 مستوطنة جديدة بالضفة... المزيد
  • 01:45 . تقرير: مستهلكون يشكون تجاهل اللغة العربية في كتابة لافتات السلع... المزيد
  • 01:29 . فوز البروفيسور اللبناني بادي هاني بجائزة "نوابغ العرب" عن فئة الاقتصاد... المزيد

عام من ترمب

الكـاتب : ماجد محمد الأنصاري
تاريخ الخبر: 23-01-2018


لا يكاد المرء يصدّق أنه لم يمض سوى عام وأسابيع قليلة على تولّي دونالد ترمب الرئاسة في الولايات المتحدة الأميركية! كمية الأحداث التي أفرزها وجوده هناك على مستوى بلاده والعالم، ربما لم يحدث ما يوازيها في فترات كاملة لرؤساء سابقين، ولا أظنني مبالغاً إن قلت إن شكل العالم اليوم مختلف بعض الشيء عن شكله قبل تولّي ترمب الرئاسة.
روسيا -والتي يتهم ترمب بالتواصل معها خارج إطار القانون- تقف في موقع أقوى اليوم، حيث تندفع القوى المتوسطة والصغيرة إلى كسب ودها مع تراجع الأداء الأميركي عالمياً. الصين -والتي كانت بدأت تطل على العالم قبل ترمب- تطمح اليوم لتحقيق موقع مؤثر أكثر، وتتحرك اقتصادياً، وتوظف قوتها الناعمة لتعزيز تأثيرها حول العالم. الاتحاد الأوروبي -أو ما تبقى منه بعد الانسحاب البريطاني- يجد نفسه بين المطرقة والسندان مع خلافات دوله المتزايدة مع الإدارة الأميركية، وطموح التوسع الروسي غرباً. حتى بريطانيا الحليف التقليدي لواشنطن، اضطرت رئيسة وزرائها إلى خوض خلاف علني مع ترمب الذي يتفاخر بصداقاته مع اليمين المتطرف فيها. أما في منطقتنا العربية، فتصرفات ترمب قادت الأزمات المختلفة، من حصار قطر، إلى أحداث القدس، وتوتر الوضع في شمال سوريا. وهذا غير التوتر في منطقة المحيط الهادي وبين الكوريتين، وأحداث أخرى حول العالم يصعب حصرها.
داخلياً، يترنح النظام الأميركي تحت ثقل ترمب وقلة خبرته وعنجهيته. فوضى في المواقف والأجندة التشريعية، انهيار للأعراف السياسية في واشنطن، وأزمات يومية إما نتيجة التحقيقات حول ترمب أو تصريحاته المختلفة التي تلهب الشارع والطبقة السياسية على حد سواء. ومع تداعي السلك الدبلوماسي وكثرة المنسحبين من سفينة البيت الأبيض وفشل ترمب في استكمال التعيينات الحكومية الأساسية، لا يبدو الاستقرار عنوان المرحلة القادمة في واشنطن.
وهذا يقودنا إلى سؤال مهم، وهو كيف استطاع رجل واحد أن يؤثر بهذا الشكل في منظومة كنا نقول عنها دائماً إنها دولة مؤسسات ولا تتأثر بمجيء ورحيل الأشخاص؟ الشق الأول من الجواب هو أن دولة المؤسسات رهينة باحترام اللاعبين السياسيين لقواعد اللعبة، والتي يمكن تلخيصها باحترام الأعراف السياسية، وإشراك من ينبغي إشراكه في اتخاذ القرار، والتعامل مع الأزمات من خلال الحوار. في حال قرر اللاعبون الأساسيون ضرب عرض الحائط بالقواعد، أصبح الأمر شبيهاً بأن يقوم قائد فريق على ملعب كرة القدم بحمل الكرة بيده والجري بشكل عشوائي تجاه المرمى، سيبدأ الأمر بمحاولة بقية اللاعبين والحكم إيقاف هذا المعتوه، ولكن بعد دقائق ستسود الفوضى الملعب، وسيتحلل اللاعبون تدريجياً من الالتزام بقواعد اللعبة، وتنهار المباراة، ويلقي الحكم صافرته.
الشق الثاني من الإجابة هو أن ترمب لم يأتِ وحده، بل كان قائداً لإعصار شعبوي اجتاح المؤسسات الأميركية، في الكونجرس زادت نسبة الأعضاء الذين يميلون يميناً أكثر من العادة ويحاولون التماهي مع خطاب ترمب، وتعيينات ترمب المختلفة ركزت على مرشحين يماثلونه في قلة الخبرة السياسية والمواقف الارتجالية، هذا بالإضافة إلى التغيير المستمر لفرق العمل في الإدارة الأميركية نتيجة الصراعات المختلفة حول ترمب.
اثنا عشر شهراً من وجود ترمب في البيت الأبيض، كانت كفيلة بنشر الفوضى بهذا الشكل داخل الولايات المتحدة وخارجها! هل سيتحمل العالم 3 سنوات أخرى من السياسات المتخبطة والمواقف الارتجالية وتغريدات الصباح الغاضبة؟ نراقب معاً ونلتقي هنا بعد عام لنعرف إجابة هذا السؤال..;