أحدث الأخبار
  • 01:06 . رويترز: مهبط طائرات ممول من أبوظبي في ليبيا يغيّر موازين الحرب السودانية... المزيد
  • 12:35 . بسبب الرقائق الإلكترونية.. أبوظبي في مرمى التحقيقات الأمريكية... المزيد
  • 08:07 . كاتب إسرائيلي يكشف عن خلافات بين ترامب ونتنياهو قبيل لقائهما القادم... المزيد
  • 06:27 . الأرصاد يتوقع طقساً صحواً إلى غائم جزئياً خلال الغد... المزيد
  • 06:24 . سيناتور أمريكي: صواريخ إيران قادرة على اختراق "القبة الحديدية" الإسرائيلية... المزيد
  • 12:43 . مقتل جنرال في الجيش الروسي بانفجار في موسكو... المزيد
  • 12:24 . هيئة فلسطينية: مستوطنات الاحتلال الجديدة حرب إبادة على الجغرافيا... المزيد
  • 11:55 . تحقيق استقصائي: الإمارات محطة محورية في شبكة تجنيد مرتزقة كولومبيين للقتال في السودان... المزيد
  • 11:51 . السعودية تمنح قائد جيش باكستان وسام الملك عبدالعزيز... المزيد
  • 11:23 . خلال زيارته لقاعدة عسكرية فرنسية بأبوظبي.. ماكرون يعلن عن بناء حاملة طائرات جديدة... المزيد
  • 11:09 . "الإمارات للخدمات الصحية": 3699 زوجاً خضعوا للفحص الجيني قبل الزواج خلال 2025... المزيد
  • 01:21 . محمد بن زايد وماكرون يبحثان تعزيز العلاقات الاقتصادية... المزيد
  • 08:02 . سوريا تعلن تفكيك خلية لتنظيم الدولة في عملية أمنية بريف دمشق... المزيد
  • 07:09 . الاحتلال الإسرائيلي يصادق على إنشاء 19 مستوطنة جديدة بالضفة... المزيد
  • 01:45 . تقرير: مستهلكون يشكون تجاهل اللغة العربية في كتابة لافتات السلع... المزيد
  • 01:29 . فوز البروفيسور اللبناني بادي هاني بجائزة "نوابغ العرب" عن فئة الاقتصاد... المزيد

بطولة مطلقة لنساء مجهولات

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 24-01-2018


لكي تصبح المرأة بطلة حقيقية في واقعها الذي تتحرك فيه، أو لكي تتمتع بنجومية خاصة في اتجاه مغاير لشهرة فتيات الموضة والتفاهة، ولكي تتحول إلى حالة أشبه بالرمز مثلاً فيتحدث الناس عنها بتقدير أو بتأثر، فإنها حتماً لا تحتاج إلى أن تكون صاحبة نفوذ ولا بطلة أفلام سينمائية، أو مغنية شهيرة أو مقدمة برامج أو غير ذلك مما يضمن الشهرة بمعناها السطحي. فأية امرأة تحتمل حياتها، وتكدح بشكل حقيقي في ظل ظروف قاهرة وضاغطة وقد لا تحتمل، بوعي كامل، يمكن أن تضمن استمرار حياتها وحياة أسرتها بعيداً عن ذل السؤال والاحتياج، لكي يحقق الجميع أحلامهم ويعيشوا بطمأنينة، هذه المرأة هي البطلة والرمز الحقيقي.

عادة ما تحتمل النساء الكثير من الضغوط والمشكلات، داخل الأسرة أو في العمل أو حتى على صعيد علاقاتهن الخاصة، ولأن المرأة كائن شديد الحساسية تجاه الأسرة والأبناء وتجاه فكرة المسؤولية بشكل عام، فإنها غالباً ما تبالغ في منح الآخرين الوقت والاهتمام والتفكير والمتابعة والرعاية أكثر مما تعطيه لنفسها، ودون أن تتلقى المقابل الذي تستحقه، إن هذا النكران يشكّل في حد ذاته أحد أكثر الضغوط النفسية عليها، كما أنه أحد أكثر الأسباب التي تصيبها بالاكتئاب والإحباط والأمراض الجسدية الفتاكة!

إن النساء في كل العالم هن أكثر من يدفعن فاتورة الحروب والنزاعات والأزمات السياسية والبطالة، كما أنهن أول من يدفعن نتائج تأزم الأوضاع الاقتصادية والأخلاقية في المجتمع، وأول من تتم مطالبتهن بالتضحية والصبر ونكران الذات لأجل الوالدين أو الإخوة أو الزوج، أو لأجل الأبناء، تحت مبرر أنهن الأكثر تأهيلاً واستعداداً للعطاء والتضحية، ولا اعتراض على ذلك، لكن الأمر يتحول إلى شكل من أشكال الاستغلال، حين لا تقابل تضحياتها وعطاؤها بأي نوع من الالتفات أو الامتنان، وكأنها أمر مفروغ منه، بينما الحقيقة خلاف ذلك تماماً!

في الحروب كما في الحياة العادية، وبسبب الفقر أو لأسباب أخرى، تأخذ المرأة كل ظروف الحياة على عاتقها، في الشدة والرخاء، وأمام بؤس المعيشة أو تخلي الرجل عن التزاماته أو هجره لها، وفي حال عقوق الأبناء أو فقدانهم، ولنفكر دقيقةً واحدة كيف تحتمل أمّ فقدان أبنائها، جميعهم في حادث حريق أو انفجار عبوة أو غرق سفينة مثلاً، كيف تستمر من دون عائل، كيف تحفظ نفسها أمام الشراسة والابتذال أو..

لكنها تحتمل وتستمر، تقف كجبل صامدةً ليستمر الباقون في حياتهم دون أي نوع من الاختلالات، ودون أن يربت أحد على كتفها يوماً ليسألها عن أوجاع قلبها وجسدها، أو يطلب منها أن تستريح ولو قليلاً، هؤلاء النساء المغمورات والكثيرات حولنا هن البطلات الحقيقيات في هذه الحياة! فتحية لهؤلاء جميعهن في كل مكان!