أحدث الأخبار
  • 01:06 . رويترز: مهبط طائرات ممول من أبوظبي في ليبيا يغيّر موازين الحرب السودانية... المزيد
  • 12:35 . بسبب الرقائق الإلكترونية.. أبوظبي في مرمى التحقيقات الأمريكية... المزيد
  • 08:07 . كاتب إسرائيلي يكشف عن خلافات بين ترامب ونتنياهو قبيل لقائهما القادم... المزيد
  • 06:27 . الأرصاد يتوقع طقساً صحواً إلى غائم جزئياً خلال الغد... المزيد
  • 06:24 . سيناتور أمريكي: صواريخ إيران قادرة على اختراق "القبة الحديدية" الإسرائيلية... المزيد
  • 12:43 . مقتل جنرال في الجيش الروسي بانفجار في موسكو... المزيد
  • 12:24 . هيئة فلسطينية: مستوطنات الاحتلال الجديدة حرب إبادة على الجغرافيا... المزيد
  • 11:55 . تحقيق استقصائي: الإمارات محطة محورية في شبكة تجنيد مرتزقة كولومبيين للقتال في السودان... المزيد
  • 11:51 . السعودية تمنح قائد جيش باكستان وسام الملك عبدالعزيز... المزيد
  • 11:23 . خلال زيارته لقاعدة عسكرية فرنسية بأبوظبي.. ماكرون يعلن عن بناء حاملة طائرات جديدة... المزيد
  • 11:09 . "الإمارات للخدمات الصحية": 3699 زوجاً خضعوا للفحص الجيني قبل الزواج خلال 2025... المزيد
  • 01:21 . محمد بن زايد وماكرون يبحثان تعزيز العلاقات الاقتصادية... المزيد
  • 08:02 . سوريا تعلن تفكيك خلية لتنظيم الدولة في عملية أمنية بريف دمشق... المزيد
  • 07:09 . الاحتلال الإسرائيلي يصادق على إنشاء 19 مستوطنة جديدة بالضفة... المزيد
  • 01:45 . تقرير: مستهلكون يشكون تجاهل اللغة العربية في كتابة لافتات السلع... المزيد
  • 01:29 . فوز البروفيسور اللبناني بادي هاني بجائزة "نوابغ العرب" عن فئة الاقتصاد... المزيد

سوريا وأوكرانيا بلدا تماس روسي - أميركي

الكـاتب : عبد الوهاب بدرخان
تاريخ الخبر: 05-03-2018


أصبحت سوريا، مع أوكرانيا، بلدَي تماس في الحرب الباردة الجديدة بين الدولتين الكُبريين، لكنها حرب ساخنة على الأرض، إذ ينسى القادة هنا وهناك أن أرواحاً بشرية تُباد وتُزهق، أو أنهم ببساطة لا يبالون. أتاحت تجربة الحرب العالمية الثانية وروادع عدم التسبّب بمواجهة عسكرية في أوروبا أن تقنّن النزاع في أوكرانيا، غير أن روسيا حقّقت «مكسبَين»، الأول ضمّها شبه جزيرة القرم بقوّة الأمر الواقع، والآخر انقسام البلاد بين شرق موالٍ لموسكو وغرب موالٍ للغرب الأميركي - الأوروبي. هذا انقسام ينذر بصعوبة، أو حتى استحالة رأبه مستقبلاً، خصوصاً أن الأزمة طالت، وثمة الكثير من الوقائع التي يجري تغييرها ليس فقط على المستويَين العسكري والأمني، بل أيضاً في ربط حياة سكان الشرق بدورة الحياة والاقتصاد في روسيا، والعكس صحيح بالنسبة إلى الجزء الغربي.
تدخّلت روسيا مباشرة في سوريا مع وصول الأميركيين إلى حدودها بعد انتشار تنظيم «الدولة الإسلامية/ داعش» وسيطرته. ومنذ اللحظة الأولى، في خريف عام 2015 عرض فلاديمير بوتن على باراك أوباما عقد «شراكة» تشمل سوريا وأوكرانيا.
لم تكن هناك استجابة أميركية، فواشنطن لم تُرِد مناقشة أية «صفقة» مع موسكو، إذ إن ثمة اتفاقات وضعت لحل الأزمة الأوكرانية، وأُرفقت بعقوبات اقتصادية ومالية على روسيا، وما على الأخيرة سوى أن تنفّذها، في المقابل اعتبرت أميركا أن لا مصالح تدافع عنها في سوريا، وبالتالي فإنها تعترف واقعياً بمصالح روسيا، لكنها تشترط تسهيلات لمحاربة الإرهاب، وتنسيقاً لإيجاد حل سياسي للأزمة السورية. وعندما انتهت ولاية أوباما وانتُخب دونالد ترمب شاع انطباع دولي بأن لدى بوتن وترمب تفاهمات «مسبقة»، قد تؤدي إلى تسوية الأزمتَين، غير أن العلاقة بين الدولتين راحت تتدهور تدريجاً، لأسباب شتى، إلى أن استعادت أخيراً أجواء الحرب الباردة. وفي الحالَين، دفعت سوريا، وبالأخص مدنييها، أثقل الأثمان، ففي أجواء «الوفاق المحتمل» أجهز الطيران الروسي على شرقي حلب، وفي ظلّ «الوفاق المستبعد» يكرر اللعبة الجهنمية في الغوطة الشرقية.
الفارق بين الحربين الباردتين أن السابقة التي شكّل عام 1989 نهاية فعلية لها كانت تُشهر قيماً ومبادئ في صراع بين «العالم الحرّ» الذي يرمز إلى الغرب و»الحكم الشمولي/ الديكتاتوري» الذي كان سائداً في المعسكر الاشتراكي/ السوفييتي. أما الحرب الباردة الحالية فلا يستطيع أي من المعسكرين ادّعاء أي مبادئ فيها، وفي ذاكرتيهما أن «الإرهاب» كان النتاج الحقيقي لنهاية حربهما الباردة السابقة، انطلاقاً من أفغانستان، بل إن الولايات المتحدة التي أرادت القضاء على ذلك الإرهاب ما لبثت أن راكمت الأخطاء في أفغانستان نفسها، ثم في العراق، وبدل أن تؤسس نظامَين ديمقراطيين فيهما، كما روّجت، أحيت كل الرواسب والانقسامات التاريخية، وبالتالي ساهمت في تأجيج ظواهر التطرّف والإرهاب.
تغيّرت الخريطة في سوريا، فللمرّة الأولى أصبح لأميركا موطئ قدم في شمال شرقي سوريا، و»مصالح» تدافع عنها هناك من خلال الأكراد، ولا تريد أن تساوم عليها مع روسيا التي تشعر بأن تدخّلها السهل لا ينفكّ يتحوّل إلى تورّط، فهي قادرة على دائماً على إنفاذ سياسة الأرض المحروقة، حيثما أرادت، لكنها غير قادرة على إنهاء الحرب لا بالحسم العسكري، ولا بحل سياسي حقيقي. لذلك يديم الطرفان الأزمتَين، فروسيا لا تزال تبحث عن «تسوية كبرى» تشمل سوريا وأوكرانيا وما هو أبعد، أما أميركا فتتلاعب بروسيا، وبالأطراف الإقليمية كافةً.;