أحدث الأخبار
  • 01:06 . رويترز: مهبط طائرات ممول من أبوظبي في ليبيا يغيّر موازين الحرب السودانية... المزيد
  • 12:35 . بسبب الرقائق الإلكترونية.. أبوظبي في مرمى التحقيقات الأمريكية... المزيد
  • 08:07 . كاتب إسرائيلي يكشف عن خلافات بين ترامب ونتنياهو قبيل لقائهما القادم... المزيد
  • 06:27 . الأرصاد يتوقع طقساً صحواً إلى غائم جزئياً خلال الغد... المزيد
  • 06:24 . سيناتور أمريكي: صواريخ إيران قادرة على اختراق "القبة الحديدية" الإسرائيلية... المزيد
  • 12:43 . مقتل جنرال في الجيش الروسي بانفجار في موسكو... المزيد
  • 12:24 . هيئة فلسطينية: مستوطنات الاحتلال الجديدة حرب إبادة على الجغرافيا... المزيد
  • 11:55 . تحقيق استقصائي: الإمارات محطة محورية في شبكة تجنيد مرتزقة كولومبيين للقتال في السودان... المزيد
  • 11:51 . السعودية تمنح قائد جيش باكستان وسام الملك عبدالعزيز... المزيد
  • 11:23 . خلال زيارته لقاعدة عسكرية فرنسية بأبوظبي.. ماكرون يعلن عن بناء حاملة طائرات جديدة... المزيد
  • 11:09 . "الإمارات للخدمات الصحية": 3699 زوجاً خضعوا للفحص الجيني قبل الزواج خلال 2025... المزيد
  • 01:21 . محمد بن زايد وماكرون يبحثان تعزيز العلاقات الاقتصادية... المزيد
  • 08:02 . سوريا تعلن تفكيك خلية لتنظيم الدولة في عملية أمنية بريف دمشق... المزيد
  • 07:09 . الاحتلال الإسرائيلي يصادق على إنشاء 19 مستوطنة جديدة بالضفة... المزيد
  • 01:45 . تقرير: مستهلكون يشكون تجاهل اللغة العربية في كتابة لافتات السلع... المزيد
  • 01:29 . فوز البروفيسور اللبناني بادي هاني بجائزة "نوابغ العرب" عن فئة الاقتصاد... المزيد

الهوية العربية والثقافة الغالبة

الكـاتب : محمد الباهلي
تاريخ الخبر: 16-03-2018

في مقالات سابقة أشرت هنا إلى ضرورة الانتباه والتيقظ حيال مسألة الهوية القومية العربية والشخصية الوطنية لأجيال مجتمعاتنا الحالية والقادمة، وما يتهددها من مخاطر الذوبان والتحلل خلال المراحل المقبلة، لاسيما في ظل صعود ثقافة الآخر وحضارته، وقد أضحت بكل مضامينها الأخلاقية والاجتماعية محمولة على العالم الرقمي المسيطر وما يرافقه من أساليب إبهار وإغراء..

وهي ثقافة تعارض في كثير من الأحيان ثقافة الإنسان العربي وقيمه المجتمعية.

إن ذلك التعارض بين الثقافتين، الثقافة الوطنية القومية الأصلية والثقافة الأجنبية الوافدة، من شأنه أن يؤثر على شباب الأمة وقيمهم الثقافية والاجتماعية، والاتجاه بهم نحو اعتناق الأفكار والفلسفات المادية والإلحادية.

وتكمن المشكلة هنا في أن ثقافة الأقوى، علمياً وتكنولوجياً واقتصادياً وتسويقياً، هي التي تفرض نفسها على الثقافة المحلية، إذ تتخذ من عملية التطور والتقدم والنهوض شعاراً وسلاحاً تمارس من خلاله على المجتمع نفوذها الناعم والمؤثر سعياً لإعادة تشكيل ثقافته ووعيه، خاصة بعد أن أصبحت الأبواب مفتوحة لدخول مثل هذه الثقافات إلى أوطاننا ومجتمعاتنا العربية، وأصبحت الثقافة الأجنبية تتدفق علينا كالنهر الجارف من مختلف الأماكن، والتنافس بين مكوناتها ليس لتقديم الأفضل والنهوض بالمجتمع، بل لأن تكون هي الأساس والمرتكز حتى ولو كان ذلك على حساب ثقافة المجتمع الأصلية ولغته الوطنية وزرع الشك في تراثه وإثارة الشبهات داخل عقول أبنائه حيال هويتهم.

ولعل هذا ما حدث بالفعل في كثير من البلدان والأمم التي تأثرت هوياتها في العمق وأوشكت أن تختفي من التاريخ.

ومن أمثلته في عالمنا العربي، ما حدث في بعض بلدان شمال أفريقيا، والتي ما فتئت يتعين عليها حتى اليوم أن تعالج آثار الاستعمار الفرنسي على بُنَياتها الثقافية والاجتماعية.

والأمر نفسه تقريباً بالنسبة لجاليات المهاجرين العرب إلى الغرب، حيث أصبح جيلهم الثاني بأكمله يعاني مشكلة ضياع الهوية الثقافية والانفصام عن جذوره الحضارية.

إن الثقافة الغالبة، ومن خلال الضغوط والمؤثرات التي تمارسها على المجتمعات الأقل تقدماً، تفرض رموزها وقيمها ولغتها في مجالات الحياة المختلفة، فتتغلغل في جميع المسارب والتفاصيل، لاسيما في التعليم والثقافة والإعلام والاقتصاد والإدارة..إلخ.

ومع اتساع رقعة التعليم الأجنبي في المجتمعات العربية، فإنها ستعاني مستقبلاً من إشكالية مماثلة إذا ظلت الثقافة الأجنبية تسود فيها على حساب الثقافة العربية المحلية، وسيتم استدراج كثير من أبنائها وعزلهم تدريجياً عن ثقافتهم ولغتهم القومية، وسينقسم المجتمع فكرياً بين ثقافته المحلية والثقافة الأجنبية السائدة، وسيكون الشباب ممن تشربوا هذه الأخيرة أدوات سهلة للتدخلات الأجنبية في أوطانهم، وسيكون كثير منهم فريسة لتناقضات متنوعة.

لذلك يبنغي للمفكرين والكتاب العرب أن ينتبهوا لمثل هذه المخاطر قبل وقوعها، وأن يبذلوا جهداً لإنقاذ عقول أبناء شعوبهم.