أحدث الأخبار
  • 01:06 . رويترز: مهبط طائرات ممول من أبوظبي في ليبيا يغيّر موازين الحرب السودانية... المزيد
  • 12:35 . بسبب الرقائق الإلكترونية.. أبوظبي في مرمى التحقيقات الأمريكية... المزيد
  • 08:07 . كاتب إسرائيلي يكشف عن خلافات بين ترامب ونتنياهو قبيل لقائهما القادم... المزيد
  • 06:27 . الأرصاد يتوقع طقساً صحواً إلى غائم جزئياً خلال الغد... المزيد
  • 06:24 . سيناتور أمريكي: صواريخ إيران قادرة على اختراق "القبة الحديدية" الإسرائيلية... المزيد
  • 12:43 . مقتل جنرال في الجيش الروسي بانفجار في موسكو... المزيد
  • 12:24 . هيئة فلسطينية: مستوطنات الاحتلال الجديدة حرب إبادة على الجغرافيا... المزيد
  • 11:55 . تحقيق استقصائي: الإمارات محطة محورية في شبكة تجنيد مرتزقة كولومبيين للقتال في السودان... المزيد
  • 11:51 . السعودية تمنح قائد جيش باكستان وسام الملك عبدالعزيز... المزيد
  • 11:23 . خلال زيارته لقاعدة عسكرية فرنسية بأبوظبي.. ماكرون يعلن عن بناء حاملة طائرات جديدة... المزيد
  • 11:09 . "الإمارات للخدمات الصحية": 3699 زوجاً خضعوا للفحص الجيني قبل الزواج خلال 2025... المزيد
  • 01:21 . محمد بن زايد وماكرون يبحثان تعزيز العلاقات الاقتصادية... المزيد
  • 08:02 . سوريا تعلن تفكيك خلية لتنظيم الدولة في عملية أمنية بريف دمشق... المزيد
  • 07:09 . الاحتلال الإسرائيلي يصادق على إنشاء 19 مستوطنة جديدة بالضفة... المزيد
  • 01:45 . تقرير: مستهلكون يشكون تجاهل اللغة العربية في كتابة لافتات السلع... المزيد
  • 01:29 . فوز البروفيسور اللبناني بادي هاني بجائزة "نوابغ العرب" عن فئة الاقتصاد... المزيد

أمي.. التي دلتني على الكتب!

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 24-04-2018


حين كنت صغيرة، ليست لدي أي تصورات عن العالم خارج أسوار المنزل الذي أعيش فيه، لم أعرف ملمس الورق بعد، ولا كيف يكتب القلم، ولا من أين تأتي الدفاتر والأوراق والكتب، كانت أمي تحلم وترسم علاقتي بالمعرفة تماماً، كما تفصل ثيابي وتحيكها بإتقان وشغف!

ولدت في حي «عيال ناصر»، وفيه عشت طفولتي وتعرفت إلى تفاصيل الحياة الحقيقية التي سترسم طريقة تفكيري وتعاملي مع الحياة: البحر، العائلة، الأصدقاء، ثم كانت المدرسة مفتتح الحلم وبدايات الطريق الطويل نحو المعرفة والوعي وفتوحات البصيرة.

أدخلتني مدرسة القرآن باكراً جداً، وفاء لنذر قطعته على نفسها، فكان (المطوع سعيد الخدري) المعلم الأول في حياتي، كان معلم قرآن معروفاً في ديرة. وكان صارماً، لكننا تعلمنا منه الكثير. ثم كانت المطوعة (عوشة) المرأة الصارمة التي لم تتساهل يوماً عندما يتعلق الأمر بالحفظ، فصادقنا ابنتها لنتجنب ضربها، لكنها ضربتنا وعلمتنا الكثير.

ورثت أمي حب البحر من كل مَن وما يحيطها، ورثت مثلها عشق البحر من جدي وخالي، ومنها ورثت حب المعرفة، وعن والدي ورثت لوثة السفر والترحال، وحين افتتحت المدرسة الأولى في منطقة ديرة - مدرسة الخنساء الابتدائية للبنات - كانت أول النساء مسارعة لتسجيلي فيها، وهناك، في المدرسة، بدأ التغيير فعلاً، لقد صارت القراءة تنمو في داخلي كشجرة غرستها أمي، ثم صارت الشجرة غابة تملؤني وتلونني وتطير بي إلى كل الدنيا!

كانت أمي تنتظرني وأنا عائدة من المدرسة تسألني السؤال نفسه كل يوم: ماذا أحضرت لي اليوم؟ فأفتح الحقيبة وأخرج لها القصة، وأبدأ بالقراءة، وكانت هي تبتسم كمن حصل على كنز، أو كمن انتصر على قسوة الدنيا في عيني هذه الصغيرة التي عرفت الطريق لتفكيك شيفرة الكلمات المكتوبة، كنت أقرأ لها لتكون سعيدة، كانت القصص بالنسبة لها ولي عالماً آخر يذهب بنا بعيداً ويجعل أمي فخورة ومكتفية!

حين أصبحت الكتابة الصحافية هويتي وعملي وخبز روحي، وصاروا يسألونني: كيف أصبحت كاتبة ومن علمك أبجديات الكتابة؟ أجيبهم: «إنها أمي التي لم تكتب حرفاً، ولم تقرأ غير القرآن». هي التي فتحت أمامي مغارة اللغة باكراً، وأجلستني أمام موقد المعرفة لأزداد دفئاً واتقاداً، وعقدت صداقة قوية بيني وبين الكلمات والكتب ورائحة الحبر وعوالم الحكايات.. حكايات تتناسل يومياً ولا مجال لإيقافها.