أحدث الأخبار
  • 01:06 . رويترز: مهبط طائرات ممول من أبوظبي في ليبيا يغيّر موازين الحرب السودانية... المزيد
  • 12:35 . بسبب الرقائق الإلكترونية.. أبوظبي في مرمى التحقيقات الأمريكية... المزيد
  • 08:07 . كاتب إسرائيلي يكشف عن خلافات بين ترامب ونتنياهو قبيل لقائهما القادم... المزيد
  • 06:27 . الأرصاد يتوقع طقساً صحواً إلى غائم جزئياً خلال الغد... المزيد
  • 06:24 . سيناتور أمريكي: صواريخ إيران قادرة على اختراق "القبة الحديدية" الإسرائيلية... المزيد
  • 12:43 . مقتل جنرال في الجيش الروسي بانفجار في موسكو... المزيد
  • 12:24 . هيئة فلسطينية: مستوطنات الاحتلال الجديدة حرب إبادة على الجغرافيا... المزيد
  • 11:55 . تحقيق استقصائي: الإمارات محطة محورية في شبكة تجنيد مرتزقة كولومبيين للقتال في السودان... المزيد
  • 11:51 . السعودية تمنح قائد جيش باكستان وسام الملك عبدالعزيز... المزيد
  • 11:23 . خلال زيارته لقاعدة عسكرية فرنسية بأبوظبي.. ماكرون يعلن عن بناء حاملة طائرات جديدة... المزيد
  • 11:09 . "الإمارات للخدمات الصحية": 3699 زوجاً خضعوا للفحص الجيني قبل الزواج خلال 2025... المزيد
  • 01:21 . محمد بن زايد وماكرون يبحثان تعزيز العلاقات الاقتصادية... المزيد
  • 08:02 . سوريا تعلن تفكيك خلية لتنظيم الدولة في عملية أمنية بريف دمشق... المزيد
  • 07:09 . الاحتلال الإسرائيلي يصادق على إنشاء 19 مستوطنة جديدة بالضفة... المزيد
  • 01:45 . تقرير: مستهلكون يشكون تجاهل اللغة العربية في كتابة لافتات السلع... المزيد
  • 01:29 . فوز البروفيسور اللبناني بادي هاني بجائزة "نوابغ العرب" عن فئة الاقتصاد... المزيد

«حفلة التفاهة»!

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 27-05-2018

الروائي التشيكي الأصل ميلان كونديرا، صاحب روايات تتأمل كثيراً في الأفكار الإنسانية الكبيرة التي لطالما شغلت الإنسان كالخلود والحب والسلطة والقمع والجهل والهوية، وكذلك في الأفكار التي تبدو لبعضنا غير ذات قيمة كالمزاح والضحك والنسيان والخفة والتفاهة! لكن من قال إن التفاهة فكرة ليست ذات قيمة؟ إنها واحدة من القيم الوجودية الكبرى التي تحكم سير الأحداث التي تشكل الحياة الإنسانية ولا قدرة لأحد في مواجهتها أو التحكم في مساراتها سوى بروح الفكاهة، كما يقول كونديرا!

في الرواية يشهد لكونديرا أنه أحد مشاهير الرواية الوجودية، كما أنه أحد الأسماء التي دائماً ما تثار عند اقتراب موعد توزيع جوائز نوبل، لكنه لم يحظَ بها حتى الآن وقد تجاوزت سنه 89 عاماً، ورغم تقدمه في العمر فإن كونديرا غاب عن ملعب الرواية طويلاً بعد إصدار روايته الأخيرة «الجهل» عام 2000، ليعود عام 2013 ويصدر كتاباً بعنوان «لقاء» تحدث فيه كصاحب تجربة سردية كبيرة عن الرواية وراهنها ومآلاتها، وليقول لنا باختصار إن الرواية لا تعيش أزهى عصورها كما يدعي الكثيرون، فلا رواية حقيقية في الواقع، لا شيء سوى التفاهة، أما الرواية الحقيقية فقد انتهت بعد رواية «مائة عام من العزلة» للراحل غارثيا ماركيز!

رواية كونديرا الأخيرة جاءت بعنوان «حفلة التفاهة»، حيث تبدو الأحداث للوهلة الأولى وكأن لا معنى لها، حيث يجتمع أربعة أصدقاء في حفلة عيد ميلاد يتحدثون في أمور لا معنى لها، أحداث وحكايات تافهة أو مجرد تفاصيل ليست ذات قيمة لتمرير وقت الحفلة، مثل حكاية الزعيم السوفييتي ستالين الذي ذهب في رحلة صيد فوجد 24 طيراً على شجرة، وبما أنه لم يكن يملك غير 22 طلقة في بندقيته قنص بها 22 طيراً وعاد ليجلب طلقتين فوجد الطيرين في انتظاره، ولأن الذين استمعوا للحكاية لم تصلهم بروح الدعابة في الحكاية فهم لم يضحكوا ولكنهم أخذوا يسخرون من ستالين في دورة المياه!

ما الذي يبدو منطقياً فيما يحيط بنا -يسائلنا كونديرا- لتكون حكاية طيور ستالين منطقية وليست مجرد مزحة تافهة؟! هذه التفاصيل والسلوكيات التي لا تعد ولا تحصى ونقوم بها كملايين البشر لا فرق بين عبقري وغبي، أو رجل من العامة أو زعيم مخيف كستالين، أليست مليئة بالتفاهة؟

القتل والحروب والمجازر والدمار وانمحاء دول وضياع مستقبل بشر بالملايين بلا سبب يبدو منطقياً ماذا نسميه؟ أليس هذا أمراً يعطي انطباعاً وكأن التفاهة هي المنطق الذي يشد الأحداث أكثر من الجدية والمنطق والعقل؟ هذا ما أعاد كونديرا للكتابة بعد 14 عاماً من الصمت، عاد ليحتفي بالتفاهة ويودع المزاح وروح الفكاهة التي أصبح العالم يفتقدها!