أحدث الأخبار
  • 01:06 . رويترز: مهبط طائرات ممول من أبوظبي في ليبيا يغيّر موازين الحرب السودانية... المزيد
  • 12:35 . بسبب الرقائق الإلكترونية.. أبوظبي في مرمى التحقيقات الأمريكية... المزيد
  • 08:07 . كاتب إسرائيلي يكشف عن خلافات بين ترامب ونتنياهو قبيل لقائهما القادم... المزيد
  • 06:27 . الأرصاد يتوقع طقساً صحواً إلى غائم جزئياً خلال الغد... المزيد
  • 06:24 . سيناتور أمريكي: صواريخ إيران قادرة على اختراق "القبة الحديدية" الإسرائيلية... المزيد
  • 12:43 . مقتل جنرال في الجيش الروسي بانفجار في موسكو... المزيد
  • 12:24 . هيئة فلسطينية: مستوطنات الاحتلال الجديدة حرب إبادة على الجغرافيا... المزيد
  • 11:55 . تحقيق استقصائي: الإمارات محطة محورية في شبكة تجنيد مرتزقة كولومبيين للقتال في السودان... المزيد
  • 11:51 . السعودية تمنح قائد جيش باكستان وسام الملك عبدالعزيز... المزيد
  • 11:23 . خلال زيارته لقاعدة عسكرية فرنسية بأبوظبي.. ماكرون يعلن عن بناء حاملة طائرات جديدة... المزيد
  • 11:09 . "الإمارات للخدمات الصحية": 3699 زوجاً خضعوا للفحص الجيني قبل الزواج خلال 2025... المزيد
  • 01:21 . محمد بن زايد وماكرون يبحثان تعزيز العلاقات الاقتصادية... المزيد
  • 08:02 . سوريا تعلن تفكيك خلية لتنظيم الدولة في عملية أمنية بريف دمشق... المزيد
  • 07:09 . الاحتلال الإسرائيلي يصادق على إنشاء 19 مستوطنة جديدة بالضفة... المزيد
  • 01:45 . تقرير: مستهلكون يشكون تجاهل اللغة العربية في كتابة لافتات السلع... المزيد
  • 01:29 . فوز البروفيسور اللبناني بادي هاني بجائزة "نوابغ العرب" عن فئة الاقتصاد... المزيد

زايد الذي لم يرحل عنا أبداً

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 04-06-2018

في مثل هذا اليوم تحديداً، التاسع عشر من شهر رمضان المبارك، قبل أربعة عشر عاماً، عبرتُ نهاراً رمضانياً ثقيلاً شديد الوطأة، لسبب ما بدا لي ذلك اليوم وكأنه كان يضمر أمراً جللاً، كنت في بيت غير البيت الذي أسكنه اليوم، وتحيطني حياة أخرى، عملي في تلفزيون دبي، أشقائي الذين كانوا جميعهم معنا في بيت العائلة الكبير، صديقاتي، وريتم الحياة المختلف، واجتماعنا على طاولة الإفطار جميعنا، كان الزمان ممتلئاً بالتفاصيل وببذخ العواطف الطازجة وبالكثير من القرب والود والأصدقاء، وكان قد مضى عام ونيف على احتلال العراق، وبدء العد العكسي لاختلال المعادلات العربية!

في ذلك المساء الحزين جداً، قبل أربعة عشر عاماً من اليوم، وفي يوم رمضاني بامتياز، كنت قد زحفت فيه إلى غرفتي متثاقلة بعد الإفطار، ارتميت على سريري كمن يحمل ثقل العالم، ودخلت في نوم بدا كأنه ثقيل هو الآخر، وعلى صوت الهاتف الذي رن مراراً حتى تمكنت من الإجابة عنه، جاءني صوت صديقتي تسأل بهلع: نائمة؟ نعم! استيقظي، هناك أمر محزن قد وقع! فتنبهت حواسي كلها وتحولت إلى كتلة نبض يكاد صوتها يصم أذني، ماذا هناك؟ الشيخ زايد مات!! قالتها وأغلقت الهاتف، رميت السماعة وصرخت، خرجت أرتجف من غرفتي، إلى غرفة أمي مباشرة، كانت هناك مكومة على سجادة صلاتها، تبكي بحرقة لم تلمسني لوعتها إلا ذاك اليوم الذي وصلنا فيه خبر وفاة جدي، ووالدي!

كان هناك من يتابع مذيع نشرة الأخبار وهو ينعى الشيخ زايد، الخبر الخبر الجلل الذي تناهى إلى سمعنا كإماراتيين! فمنذ أن صحونا ذات فجر بهي على إعلان قيام الاتحاد، وصوت زايد يهدهد أحلامنا وأمنياتنا، يحرس مطالبنا وأمانينا، ويحقق لنا أكثر مما أردنا وتمنى أهلنا الطيبون، بسطاء هذه الأرض الذين وجدوا في زايد حادي القافلة، وصاحب الكف التي لطالما لوحت لهم بالخير، ورسمت على الرمال خطوطاً وأحلاماً، ومشروعات لم تخطر ببال أحد هنا في هذه الأرض التي لم تكن سوى صحراء، فصارت بزايد وبالإيمان برؤية زايد أرضاً تفيض بكل الخيرات والأحلام!

ومنذ أربعة عشر عاماً حتى اليوم، وزايد يعيش بيننا، لم نغادر وفاءنا له، ولم يغادر قلوبنا ومحبتنا، لم ننسَ ما بذره فينا، لم نذهب بعيداً عن وصاياه ودعواته وما أرادنا أن نكونه، وها هم الذين حملوا الأمانة بعده على دربه سائرون، ونحن معهم بالقوة والحلم والعمل.. ليرحمك الله أيها الأب العظيم والمؤسس الكبير والباني الذي قلما يجود بمثله الزمان.