أحدث الأخبار
  • 01:06 . رويترز: مهبط طائرات ممول من أبوظبي في ليبيا يغيّر موازين الحرب السودانية... المزيد
  • 12:35 . بسبب الرقائق الإلكترونية.. أبوظبي في مرمى التحقيقات الأمريكية... المزيد
  • 08:07 . كاتب إسرائيلي يكشف عن خلافات بين ترامب ونتنياهو قبيل لقائهما القادم... المزيد
  • 06:27 . الأرصاد يتوقع طقساً صحواً إلى غائم جزئياً خلال الغد... المزيد
  • 06:24 . سيناتور أمريكي: صواريخ إيران قادرة على اختراق "القبة الحديدية" الإسرائيلية... المزيد
  • 12:43 . مقتل جنرال في الجيش الروسي بانفجار في موسكو... المزيد
  • 12:24 . هيئة فلسطينية: مستوطنات الاحتلال الجديدة حرب إبادة على الجغرافيا... المزيد
  • 11:55 . تحقيق استقصائي: الإمارات محطة محورية في شبكة تجنيد مرتزقة كولومبيين للقتال في السودان... المزيد
  • 11:51 . السعودية تمنح قائد جيش باكستان وسام الملك عبدالعزيز... المزيد
  • 11:23 . خلال زيارته لقاعدة عسكرية فرنسية بأبوظبي.. ماكرون يعلن عن بناء حاملة طائرات جديدة... المزيد
  • 11:09 . "الإمارات للخدمات الصحية": 3699 زوجاً خضعوا للفحص الجيني قبل الزواج خلال 2025... المزيد
  • 01:21 . محمد بن زايد وماكرون يبحثان تعزيز العلاقات الاقتصادية... المزيد
  • 08:02 . سوريا تعلن تفكيك خلية لتنظيم الدولة في عملية أمنية بريف دمشق... المزيد
  • 07:09 . الاحتلال الإسرائيلي يصادق على إنشاء 19 مستوطنة جديدة بالضفة... المزيد
  • 01:45 . تقرير: مستهلكون يشكون تجاهل اللغة العربية في كتابة لافتات السلع... المزيد
  • 01:29 . فوز البروفيسور اللبناني بادي هاني بجائزة "نوابغ العرب" عن فئة الاقتصاد... المزيد

الصرُّة التي دسَّها البحر في قلبي!

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 24-07-2018

إذا لم تقتحموا عقل طفل فحاولوا أن تفعلوا، ابحثوا عن تلك السير الذاتية أو الأعمال الأدبية التي اقتحمت عالم الصغار وتحدثت بقلوبهم ونظرت للعالم من خلال عيونهم، تحضرني الآن روايات «حكاية السيد زومر» و«أوسكار والسيدة الوردية» و«صيف بارد جداً» و«عساكر قوس قزح»، حيث يلتقط الرواة تفاصيل العالم ويبوحون بها من خلال عيون الأطفال الذين لا يعبأون بأي اعتبارات، لكنهم قادرون بطريقتهم على أن يرصدوا سيرورة المجتمع وأخلاق الناس!

الآن لنقرأ هذه العبارة: «نعم أنا ذلك الكائن الغامض المسمّى طفلاً، ذلك الكائن الصغير الذي يحلو للكبار أن يعتقدوا بأنه لا يفهم ولا يعرف شيئاً، وأن عليه فقط أن ينفذ ما يطلبونه منه، وغالباً ما تكون طلباتهم سمجة ولا مبررة، لأنهم أدعياء لا أكثر!».

حين قرأت هذه العبارة ابتسمت طويلاً، فقد كنت في سنواتي الأولى طفلة تائهة بين البحر وفضاء الحيّ، كان البحر يمد لي يده اليمنى كل يوم بالأصداف والأصوات، وباليد الأخرى كان يغافل الجميع ليدسّ في قلبي صُرَّة معقودة بشكل مُحكم، كانت تلك الصرة كخبيئة مقدسة، حين فككت عقدتها بعد سنوات طويلة فاحت رائحة ذاكرة متوحشة، عصية وبلا قرار، تذكرت أن البحر يومها حين خصَّني بتلك الخبيئة كان قد رشني بالشغف، وبلعنة الركض أبداً باتجاه الحكايات واللغة!

عن الحكايات، تحفظ ذاكرتي تلك السنوات التي انتقلت فيها من العيش في بيت أبويّ إلى بيت جدتي، وفي الوقت الذي كانت فيه أمي صامتة معظم الوقت، لديها انشغالات المرأة المتلبسة بأمومتها وحالة المغالبة الدائمة لقسوة الحياة وتربية الأبناء، كان بيت جدتي فضاءً مشرعاً على الحكايات والثرثرة والنساء الذاهبات والآتيات برؤوس متخففة مما كان يثقل أمي، وبألسن لا تكفُّ عن حياكة تلك القماشة الواسعة من قصص النميمة والشائعات!

النميمة من حيث كونها منبعاً من منابع الفضول في عهد طفولتي، حين كانت جدتي تجلس إلى جاراتها ويبدأن يلُكْن كل شيء، بدءاً بصحن الفاكهة، وانتهاء بتلك الحكايات الخاصة، ساعات من الحكايات والثرثرة كانت تتسرب إلى قلبي وتكمن هناك إلى ما لا نهاية!

ولأن الكبار لا يعرفون الكثير عن الصغار؛ لا يعرفون كيف يفكرون فيهم وكيف ينظرون إليهم، لا يعرفون سوى أنهم صغار ولا يفهمون، لذلك يطلقون العنان لأنفسهم أمامهم، بينما تتأسس خيالات الصغار وشغف قلوبهم وأرواحهم على تلك الحكايات والكلمات.