أحدث الأخبار
  • 04:48 . ترامب يقرر الاحتفاظ بالناقلات المصادرة وتحويل نفطها للمخزون الإستراتيجي... المزيد
  • 12:30 . سلطان عُمان يستقبل وزير الخارجية السعودي لبحث العلاقات الثنائية والتطورات الإقليمية... المزيد
  • 12:26 . قرقاش يرد على السعوديين واليمنيين والسودانيين: "الإمارات لا تبحث عن نفوذ"... المزيد
  • 12:22 . كلمات صادقة من حاكم الشارقة لفلسطين تشعل التفاعل: "لو كان بيدنا لكنا معكم"... المزيد
  • 12:01 . وثيقة ويكيليكس تكشف رؤية محمد بن زايد للانتخابات والإسلام السياسي وإيران... المزيد
  • 11:53 . كتاب "الوهم الأندلسي" لروضة الطنيجي يثير موجة انتقادات حادة واتهامات بالتحريض وتشويه صورة الإسلام... المزيد
  • 01:06 . رويترز: مهبط طائرات ممول من أبوظبي في ليبيا يغيّر موازين الحرب السودانية... المزيد
  • 12:35 . بسبب الرقائق الإلكترونية.. أبوظبي في مرمى التحقيقات الأمريكية... المزيد
  • 08:07 . كاتب إسرائيلي يكشف عن خلافات بين ترامب ونتنياهو قبيل لقائهما القادم... المزيد
  • 06:27 . الأرصاد يتوقع طقساً صحواً إلى غائم جزئياً خلال الغد... المزيد
  • 06:24 . سيناتور أمريكي: صواريخ إيران قادرة على اختراق "القبة الحديدية" الإسرائيلية... المزيد
  • 12:43 . مقتل جنرال في الجيش الروسي بانفجار في موسكو... المزيد
  • 12:24 . هيئة فلسطينية: مستوطنات الاحتلال الجديدة حرب إبادة على الجغرافيا... المزيد
  • 11:55 . تحقيق استقصائي: الإمارات محطة محورية في شبكة تجنيد مرتزقة كولومبيين للقتال في السودان... المزيد
  • 11:51 . السعودية تمنح قائد جيش باكستان وسام الملك عبدالعزيز... المزيد
  • 11:23 . خلال زيارته لقاعدة عسكرية فرنسية بأبوظبي.. ماكرون يعلن عن بناء حاملة طائرات جديدة... المزيد

«عايشين».. فعلاً!

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 24-11-2018

«عايشين».. فعلاً! - البيان

يستوقفني هذا الحوار: يسأل أحدهم رفيقه أو صديقه وربما أخاه: كيف الحال؟ فيتنهد الآخر مجيباً: «الحمد لله، عايشين»!بأي معنى يمكنك أن تفهم هذا الوصف «عايشين»؟ بأن صاحبه يعيش الحياة كيفما اتفق، قابلاً ومتقبلاً كل ما تمنحه إياه من أعطيات، هبات، إشكالات، حرمان، نجاح.. فتتساوى الأحوال كلها عنده، وبالتالي يتساوى تعبيره عنها بذات البرود وبالهدوء القاتل نفسه. 

 «عايشين»، ثم يغير موضوع الحديث حتى لا يسأله أحد في التفاصيل، خوفاً من الحسد أو خوفاً من انكشاف تفاصيل حياته الخاصة، لكنه يظل حريصاً، فلا يعطي أي انطباع بأنه سعيد جداً إلى تلك الدرجة التي تجعله راغباً بالفعل في أن يطير فرحاً كعصفور الحديقة الملون، أو أن يغني بصوت عالٍ، لأن هناك ما يدفعه لذلك، كأن يكون قد حصل على زيادة في راتبه، أو حظي بترقية، أو حقق تألقاً من خلال مشروع جديد قدمه لمؤسسته، أو لأن أبناءه حققوا نتائج باهرة في آخر العام.. إلخ. 

 أمور كثيرة تجعلنا نعبر عن حالتنا الشعورية بتلقائية غامرة فنندفع للغناء أو الرقص أو الثرثرة أو شرح حالتنا من دون أن نفكر كثيراً في العين والحسد والاختباء خلف التحفظ والوقار و.. إلخ، ففي النهاية لا يفوز إلا الجسور بمتعة الاحتفاء بالحياة، هذا الفن الرفيع الذي لا يجيده إلا محترفو الحياة، الذين عرفوا الطريق فعلاً نحو حقيقة الحياة.

 على كل واحد منا أن يتدرب على قول لا، حين تكون هذه الـ ( لا ) دفاعاً مشروعاً عن حق البهجة، (لا) لمن يمنعك من ممارسة الحياة بتلقائية، (لا) لمن يصنع لك قيوداً يستلها من كتب صفراء وعقليات تشبه أحافير المتاحف، (لا) لمن يريد أن يقمع انطلاقتك نحو حياة ملونة بالضحك والعمل والمتعة، حياة كطقس أبيض بسيط ومبهج ولا يدفعك للملل. 

 لا بد من الاعتراف بأن كثيرين منا لديهم كل مقومات الحياة، لكنهم لا يعيشونها فعلاً، لا يشعرون بما بين أيديهم، لا تتسلل البهجة إلى قلوبهم بسلاسة ولا ينطلقون بخفة طفل وطائر وصبي مشاغب، لديهم كل شيء إلا الحياة، هؤلاء يحتاجون لمن يسر إليهم باستمرار أن يستمع الواحد منهم إلى قلبه أولاً، فإذا امتلك المال فلينفقه على أشياء يحبها، وليضحك من قلبه، وليرقص حتى لو كان فاشلاً في الرقص، ليفعل ذلك تعبيراً عن سعادته لا لإظهار مواهبه في الرقص، وليلتقط صوراً غبية ومضحكة وتلقائية، فلا بأس أن نتصرف كالأطفال أحياناً.