أحدث الأخبار
  • 04:48 . ترامب يقرر الاحتفاظ بالناقلات المصادرة وتحويل نفطها للمخزون الإستراتيجي... المزيد
  • 12:30 . سلطان عُمان يستقبل وزير الخارجية السعودي لبحث العلاقات الثنائية والتطورات الإقليمية... المزيد
  • 12:26 . قرقاش يرد على السعوديين واليمنيين والسودانيين: "الإمارات لا تبحث عن نفوذ"... المزيد
  • 12:22 . كلمات صادقة من حاكم الشارقة لفلسطين تشعل التفاعل: "لو كان بيدنا لكنا معكم"... المزيد
  • 12:01 . وثيقة ويكيليكس تكشف رؤية محمد بن زايد للانتخابات والإسلام السياسي وإيران... المزيد
  • 11:53 . كتاب "الوهم الأندلسي" لروضة الطنيجي يثير موجة انتقادات حادة واتهامات بالتحريض وتشويه صورة الإسلام... المزيد
  • 01:06 . رويترز: مهبط طائرات ممول من أبوظبي في ليبيا يغيّر موازين الحرب السودانية... المزيد
  • 12:35 . بسبب الرقائق الإلكترونية.. أبوظبي في مرمى التحقيقات الأمريكية... المزيد
  • 08:07 . كاتب إسرائيلي يكشف عن خلافات بين ترامب ونتنياهو قبيل لقائهما القادم... المزيد
  • 06:27 . الأرصاد يتوقع طقساً صحواً إلى غائم جزئياً خلال الغد... المزيد
  • 06:24 . سيناتور أمريكي: صواريخ إيران قادرة على اختراق "القبة الحديدية" الإسرائيلية... المزيد
  • 12:43 . مقتل جنرال في الجيش الروسي بانفجار في موسكو... المزيد
  • 12:24 . هيئة فلسطينية: مستوطنات الاحتلال الجديدة حرب إبادة على الجغرافيا... المزيد
  • 11:55 . تحقيق استقصائي: الإمارات محطة محورية في شبكة تجنيد مرتزقة كولومبيين للقتال في السودان... المزيد
  • 11:51 . السعودية تمنح قائد جيش باكستان وسام الملك عبدالعزيز... المزيد
  • 11:23 . خلال زيارته لقاعدة عسكرية فرنسية بأبوظبي.. ماكرون يعلن عن بناء حاملة طائرات جديدة... المزيد

حين نقف أمام مفترق حياة!

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 02-12-2018

الذين يعتقدون، بشكل جازم، أن الحياة يمكن رسمها بالقلم والمسطرة وتوجيه مساراتها وأقدارها بالتخطيط لكل فعل وردة فعل، عليهم أن يراجعوا ملياً، وبشكل جدي، هذه القناعة؛ فبالرغم من دور التخطيط المسبق لتفاصيل مهمة في حياتنا مثل: (التخصص الدراسي، شريك الحياة والزواج، الوظيفة، مكان السكن والعمل و..)، فإن أحداثاً طارئة، لم نفكر فيها يوماً أو نخطط لها، يمكن أن تغيّر مسار حياتنا تماماً، وتذهب به إلى مصير لم يخطر لنا على بال! 

 في رواية «قطار الليل إلى لشبونة» التي كتبها الروائي والفيلسوف السويسري باسكال ميرسيه، تتغير حياة أستاذ اللغات القديمة في جامعة برن الدكتور رايموند بشكل دراماتيكي في صباح يوم ماطر شديد البرودة؛ فأثناء عبوره الجسر الموصل إلى مقر عمله يفاجأ بفتاة شابة تهم بإلقاء نفسها من فوق الجسر، يتدخل الأستاذ في لمح البصر لإنقاذها، ثم يصطحبها معه لقاعة الدرس من دون أن يدري على وجه الدقة: لماذا أو كيف ستسير الأمور بينهما في الساعات المقبلة!

 ينخرط الأستاذ مع طلبته بينما تغافله الفتاة متسللة من الفصل، وتاركة معطفها الأحمر وبه كتاب صغير ونادر أيضاً، بعد أن تختفي الفتاة يبدأ ريموند تعقب تفاصيل ما سيقرأه في ذلك الكتاب الذي يبدأ بهذه العبارة: «كل فعل بشري هو فعل ناقص بشكل متطرف، تعبير يائس ومثير للسخرية عن حياة داخلية مختبئة في أعماق لا يمكن تخيلها».

 يعرف لاحقاً أن الكتاب عبارة عن مذكرات بقلم الطبيب الثائر البرتغالي أماديو دو برادو، الذي كان قائداً بارزاً في حركة المقاومة البرتغالية ضد الديكتاتور البرتغالي أنطونيو سالازار، ومن خلال هذه المذكرات يطارد الأستاذ حيوات كل أولئك الشباب الثائرين الذين جاء ذكرهم فيها، وعاشوا تلك الحقبة بعلاقاتهم العائلية والعاطفية! 

 يستقل الأستاذ من دون تفكير قطاراً مسائياً إلى لشبونة لتتبع تلك التفاصيل التي وردت في الكتاب، فيتقاطع هناك مع من بقي من تلك المجموعة، أو ما بقي منهم بعد أن بلغوا من العمر عتياً.

 وبعد أن أحاط بكل الملابسات، وعرف تفاصيل العلاقات والحيوات التي عاشوها، وقابل من بقي منهم، وسمع أسراراً لم يبوحوها لبعضهم، قرر أن يضع النقطة الأخيرة في السطر الأخير ويعود إلى حياته وطلابه، وفي المحطة أمام القطار الذي سيقله إلى مدينة «برن» يقف مع سيدة رافقته خلال رحلة التتبع لينقل لها امتنانه للرحلة المعرفية التي اكتشف من خلالها معنى أن نعيش الحياة رغم مصاعبها وخياناتها ومواجهاتها، فذلك أفضل من الحياة الخاوية والمملة التي عاشها هو طوال حياته، والتي سيعود إليها.فماذا لو لم تعد؟ سألته المرأة فجأة، ليقف أمام السؤال كمن يقف أمام مفترق حياة!